منتدى جامع الائمة الثقافي - إحذروا فقهاء السلاطين

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على خير خلقه محمد وآله الطاهرين
وانا أقرأ التصريح الأعلامي للنائب عن دولة القانون ( المعمم ) محمد مهدي الناصري والذي طالب به العلماء ورجال الدين بالأبتعاد عن السياسة وأن يكون دورهم للأرشاد فقط,والذي قال فيه أيضاً :ان التحالف الوطني سوف لن يجيب على أية دعوة تأتي من القادة السياسيين أو مرجع دين مادامت الدولة سائرة في تمشية امورها وان جميع القادة السياسيين والمراجع لديهم ممثلون في البرلمان ومن يريد أن يسحب الثقة عن الحكومة أويطالب بمطالب فليلجأ الى البرلمان ( في إشارة واضحة لسماحة السيد القائد مقتدى الصدر _ روحي له الفداء- )وأشار( المعمم )محمد مهدي الناصري إلى ان الأجتماعات التي تعقد الآن مجرد إشغال للشارع وثرثرة إعلامية , مطالباً الشخصيات الدينية والعلماء بعدم التدخل في بالأمور السياسية وان يقدموا فقط النصيحة والأرشاد ؟وأناأقرأ هذا التصريح تذكرت أمرين الأول :قول الشاعر , أتنهى عن خلق وتأتي بمثله .....عار عليك إذا فعلت عظيم . والثاني فقهاءالسلاطين. فأنالاأدري هل أن المدعو محمد مهدي الناصري نسى أو تناسى أنه رجل دين (معمم ) وهو في نفس الوقت نائب في البرلمان العراقي يعني سياسي من الدرجة الأولى (إذا صح التعبير ) فكيف يطلب من رجال الدين ان لايتدخلوا في السياسة ؟ وأن يقتصر دورهم على الوعظ والأرشاد والنصيحة ! أليس هو رجل دين ؟ وحسب قوله ,عليه أن يقدم النصيحة والأرشاد فقط ؟ أم هو كما يقول المثل المشهور ( عله نفسه رؤوف رحيم وعلى الناس شديد العقاب ) لماذا تدخل هو في قلب السياسة ويطالب الآخرين بعدم التدخل لحل أزمة تكاد أن تعصف بالبلاد؟ أنا أعتقد أن رغد العيش ورفاهية المكان الذي يعيش فيه وكثرة الأموال والخدم والحشم أنساه أنه (معمم )أو أنه رجل دين .هذا من جهة ومن جهة أخرى فإن كلامه هذا يدل على جهله بتأريخ الحوزة ورجالات الحوزة في مضمار السياسة من مراجع دين كبار إلى مجتهدين إلى رجال دين , فهذا تاريخنا زاخر بالمواقف السياسية المهمة والمؤثرة لرجال الدين والتي أحدثت تغييراً جذرياً في مجريات الأمور السياسية العالمية . فهذا المرجع الأعلى الميرزا محمد حسن الشيرازي قائد الحركة الوطنية في ايران من مقره في سامراء, أفتى تلك الفتوى المشهورة بتحريم استعمال التنباك , وكذلك في بداية الحرب العالمية الأولى , رأى مجتهدوا النجف الأشرف في هجوم الإنكليز على العراق تدخلا سافراً على وطنهم فأفتوا بالجهاد فا نخرط الشعب على أثرهم بقيادة المجتهد العالم السيد محمد سعيد الحبوبي ومعه كتائب وطلاب النجف وساروا مدججين بالسلاح إلى ساحات القتال في معركة ( الشعيبة )وغيرها , وبعد الإحتلال الإنكليزي للعراق واعلان الأنتداب , دعا المرجع الأعلى الشيخ الميرزا محمد تقي الشيرازي من مقره في كربلاء الشعب العراقي لمقاومة الإحتلال والثورة على الأنتداب فهب الشعب حاملاً سلاحه ,فكانت الثورة العراقية الكبرى التي أ رغمت المحتلين الإنكليز على إعلان الحكم الوطني , وتوفي الشيخ الشيرازي فقاد الثورة خلفه الشيخ فتح الله التمازي المعروف بشيخ الشريعة ومن العلماء الذين شاركوا في المعارك ضد الإحتلال , آية الله السيد ابو القاسم الكاشاني آية الله الشيخ جواد الجوا هري آية الله السيد محمد سعيد الحبوبي آية الله السيد علي الداماد آية الله السيد محسن الحكيم آية الله السيد مصطفى الكاشاني آية الله السيد محمد علي بحر العلوم آية الله الشيخ اسحاق الرشتي . وغيرهم الكثير قدس الله أسرارهم . ولاأدري ماذا يقول (المعمم) الناصري عن قيادة آية الله العظمى السيدروح الله الموسوي الخميني الجموع المؤمنة في دولة ايران حتى استطاع بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى من تأسيس جمهورية ايران الأسلامية . وليت شعري ماذا يقول فقيه السلطان الناصري عن المشروع السياسي والأخلاقي والتغييري الكبير الذي قاده رمز الشجاعة والإخلاص المولى المقدس محمدمحمد صادق الصدر (اعلى الله مقامه )والذي كان في زمن أعتى طاغية عرفه التاريخ حتى آل الأمر به إلى استشهاد ه ( قدس الله نفسه الزكية )ونجليه الطاهرين مصطفى ومؤمل ( قدس الله روحيهما) .ولاأريد ان اغفل هنا الموقف السياسي المهم في العصر العراقي الحديث للمفكر الإسلامي الكبير آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر (قدس سره ) ودوره المؤثر في مقارعة نظام البعث المقبور وكيف انه كان يتحدى النظام العفلقي ويقود المواجهة السياسية ضد دولة البعث الكافر . وإذا تحجج فقيه السلطان الناصري بأن هؤلاء مجتهدين ومراجع دين كبار فلهم مايعملون حسب إجتهادهم , فأقول له أين أنت من رجل دين بسيط إلا أنه كبير بل عملاق في مواقفه السياسية والعقائدية والتي ستبقى خالدة مدى الدهر ,أين أنت من الشهيد البطل الشيخ علي الكعبي (رحمه الله ) إنه رجل دين مثلك ولكن شتان مابينك وبينه ! فأنت تتكلم بوجهين ولسانين , ولكن الشهيد الخالد الشيخ علي الكعبي (رحمه الله ) كان له وجه واحد ولسان واحد , وجه المعمم رجل الدين الصادق والشريف والبطل والشجاع والمخلص لله ولرسوله ولمرجعه , وله لسان واحد لسان الخطيب الحاذق الذي يدعولله ولرسوله ولمذهب أهل البيت ( عليهم السلام) وقف الشيخ المرحوم المجاهد علي الكعبي وقفة المتيقن من مصيره , ونهايته التي يتمناها كل انسان شريف غيور مؤمن بعدالة قضيته ولم ينهزم من المواجهة كما فعل الكثير ممن اصبحوا اليوم حكام العراق والمسئولين فيه ,إنه في الجنة مع محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين ) كان سياسياً ورجل دين في آن واحد , أتعرف يافقيه السلطان لماذا ؟لأنه من مدرسة أمير المؤمنين الناطقة بالحق , والتي طلقت الدنيا وتعلقت بالآخرة ,وقبل ان أختم كلمتي إسمح لي يافقيه السلطان أن أهمس بأذنك كلمة وأقول لك ومن خلالك لكل المشككين بتدخل السيد القائد في العملية السياسيةأن تدخل السيدالقائد مقتدى الصدر (روحي له الفداء )في السياسة ليس لمصلحة شخصية أو فئوية أوحزبية , كلا وحاشى لسليل العترة الطاهرة فإنه يكفيه فخراً في الدنيا والآخرة أنه لم يجلس مع محتل ولم يصافح محتل ولم يفتح بيته لمحتل بل لولاه ولولاجنوده الأشاوس في جيش الإمام المهدي _عجل الله فرجه الشريف-لما خرج سيدكم المحتل . إنما يتدخل من أجل رفع الظلم والحيف عن الشعب العراقي بكل أطيافه, يريد لشعب العراق العيش الرغيد والكرامة الدائمة يريد أن لاتعود الدكتاتورية من جديد بأي شكل من الأشكال .يريد أن يقول أن في العراق رجال لايسمحون بسرقة أمواله والتلاعب بمصيره .وآخر دعواناان الحمد لله رب العالمين