منتدى جامع الائمة الثقافي - الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة

بسم الله الرحمن الرحيم

{ سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } الاسراء "1"

ان الرسول "صلى الله عليه وآله " عندما اسري به رأى آيات كثيرة من ضمن هذه الايات قال اني رأيت مكتوب على يمين عرش الله (الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة) اذن ماهو الشيء الذي قدمه الحسين ليكون مصباح هدى وسفينة نجاة سوف نذكر بعض التضحيات التي قدمها الحسين "عليه السلام" في كربلاء

ان اي شخص لا يستطيع ان يلم بتضحية الحسين"عليه السلام" ولا فوائد ثورته ولكن حسب ادراكنا العقلي والمستوى الثقافي .

1. ان الفكر التحرري الذي قام به الحسين"عليه السلام" من خلال قيامه بهذه الثورة للحفاظ على الدين من التحريف كقوله تعالى "انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون " الحجر 9 نعم ان بدماء الحسين "عليه السلام" واصحابه حافظوا على هذا الدين من التحريف .

2. ان مكانة الحسين "عليه السلام" عند الله والتضحية التي قدمها في سبيل الله لايستطيع اي شخص آخر ان يقدم بمثل هذه التضحية بل ان الحسين عليه السلام قد اعطى درس عالي لجميع البشرية بتقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة بل ان الحسين "عليه السلام" تحمل هذه المصائب وهذه الآلام في سبيل ان يعطينا هذه الحياة .

3. ان الحسين اراد ان يُثبّت اساسا للتحرر من العبودية والخضوع والركوع الى الظالمين في جميع الاجيال بل الى يوم القيامة من خلال قول الامام الحسين "عليه السلام" "فإنّ من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يُدرك الفتح " المصدر [كامل الزيارات: 75 باب 24 حديث رقم 15] ولولا وجود هذا الاساس الذي وضعه الحسين "عليه السلام" لما رأينا في عصرنا الحالي ثورات تحررية امثال الشهيدين الصدرين والسيد القائد مقتدى الصدر "اعزه الله " .

يوجد توضيح على هذه النقطة من الناحية السياسية التي كانت عند الامام الحسين "عليه السلام" وقبل الدخول بهذا التوضيح نأخذ من الاساسيات او المبتنيات السياسية التي تقول ان السياسة هي النظرة المستقبلية اي اني اعمل شيء ومن خلال هذا العمل ظهور نتيجة اما ان تكون نتيجة آنية او مستقبلية ومن هذا قد نستدل على عصمة الامام الحسين "عليه السلام" والالهام الالهي لأن هذه النظرة المستقبلية التي وضعها الامام الحسين "عليه السلام" لايمكن لأي شخص مهما يكون فكره السياسي او العسكري لا يستطيع ان يضع مثل هذه النظرة الباقية الى يوم القيامة .
وقبل الدخول بشروط ركوب سفينة الامام الحسين "عليه السلام" ناخذ مقدمة بسيطة على سفينة الامام الحسين "عليه السلام" .
ان من صفات هذه السفينة انقاذ الذين غرقوا في الذنوب والمعاصي وان هذه السفينة التي صنعها الحسين بدمائه ودماء اصحابه واهل بيته وكما ذكرنا انها باقية الى يوم القيامة ولكن كيف يكون بقائها ؟ فنقول وعلى سبيل الاطروحة يكون بقائها من خلال المصلحين الذين استلهموا هذه التضحية وهذه القوة من خلال هذه الثورة يكونوا هم سفينة الامام الحسين "عليه السلام" التي يبعث بها الله الى الامة الاسلامية.
مثال من عصرنا الحالي على ثورة السيد محمد محمد صادق الصدر "قدس سره" بعد ان زرع صدام "لعنة الله عليه" هذه الظلم في الامة الاسلامية ولمدة ثلاثين سنة حتى كثر الفساد في المجتمع العراقي واصبح المجتمع يتفنن بالذنوب والمعاصي فظهرت هذه السفينة المتمثلة بالسيد محمد محمد صادق الصدر"قدس سره" حتى قلب الموازين خلال "45" ساعة من اناس غارقين بالذنوب والمعاصي والخضوع للظالم الى امة مضحية في سبيل الدين واعلاء كلمة "لا اله الا الله" وقال الامام الصادق " كلنا سفن النجاة ولكن سفينة جدي الحسين اوسع وأسرع " , وقد يسأل سائل ويقول "ان هذه المقولة تخص المعصومين فقط فكيف يتم ربطها بالسيد الشهيد "قدس سره" ؟
وجواب ذلك يكون واضحا بمقولة الولي المقدس في مسجد الكوفة المعظم بان رسول الله من الحوزة الناطقة بل من الحوزة الناطقة الشريفة وبذلك يكون اي ناطق بالحق ثائر ضد الظلم يكون هو سفينة النجاة .

شروط الركوب في سفينة الامام الحسين "عليه السلام"

الشرط الاول
التضحية بالنفس
ذكرت رواية بما مضمونه من ثورة كربلاء انه رأى الامام الحسين "عليه السلام" في الطريق شخص فقال الحسين لاصحابه من هذا الرجل فاجابوا هو عبيد الله ابن الحر الجحفي فبعث له الامام الحسين "عليه السلام" احد اصحابه وهو الحجاج فقال الحجاج لأبن الحر ان الامام الحسين "عليه السلام" يدعوك لنصرته فقال ابن الحر ماخرجت من الكوفة الا بعد ان رأيت خذلان الشيعة فعلمت انه مقتول ولا اقدر على نصرته ولا احب ان يراني واراه فعاد الحجاج ونقل كلامه الى الحسين فقام الحسين ومشى اليه ولما استقر المجلس بابي عبد الله حمد الله واثنى عليه فقال : يا ابن الحر ان عليك ذنوب كثيرة فهل لك من توبة تمحو بها ذنوبك ,قال وماهي يا ابن رسول الله . قال تنصر ابن بنت نبيك وتقاتل معه ,فقال ابن الحر والله اني لأعلم ان من شايعك كان سعيدا في الآخرة ولكن ان نفسي لا تسمح بالموت , هذا سيفي وفرسي فخذه فهو لك فقال الحسين اما اذا رغبت بنفسك عنا فلا حاجة لنا بفرسك ولا فيك " مقتل الحسين عبد الرزاق المقرم , ومن خلال هذه الرواية نستدل على ان المسير في طريق اي مصلح يجب على الفرد ان يكون مضحيا بنفسه .

الشرط الثاني
حب القائد الالهي بشجاعة واخلاص
ناخذ مثال من كربلاء وفي منطقة تسمى الصفاح لقى الحسين الفرزدق فساله عن خبرالناس خلفة فقال الفرزدق قلوبهم معك وسيوفهم مع بني امية .وسأنقل لكم صورة من معركة الطف تظهر معنى الحب الحقيقي عندما خرج عابس للمبارزة وهو يقول ان حب الحسين اجنني رغم طعنه بالرماح والسهام وهو ينادي بهذا الحب الحقيقي الذي لاخوف فيه اي الحب العملي , وهذا يعني ان كنت احب محمد الصدر لا اخاف من الهدام وان اكنت احب السيد القائد مقتدى الصدر لا اخاف من امريكا وهكذا .
الشرط الثالث
عدم استهانة الفرد بنفسه
نأخذ مثال من قصة يوسف "عليه السلام" عندما دخل يوسف "عليه السلام" السجن ربى رجال داخل هذا السجن ونحن نعلم ان السجناء كان اكثرهم قطّاعين طرق وسرّاق فبعد ان خرج يوسف "عليه السلام" مكن الله له قيادة هذه الدولة فأستعان يوسف"عليه السلام" ببعض اصحابه الذين كانوا معه في السجن ونجحوا بالتكاليف التي صدرت من يوسف "عليه السلام" بل ان الماضي الذي كانوا فيه لم يؤثر على مسيرهم بل اعطاهم دافع للعمل في سبيل تعويض مافاتهم .
وانقل صورة ثانية من معركة الطف بعد ان تجمع الجيش الذي يقدر بـ 30 الف او اكثر نرى ان ان اصحاب الامام الحسين لم يستهينوا بانفسهم بل كانوا هم الذين يستهينون بالعدو رغم قلة الصحابة .
وانقل هذه الرواية عندما خرج حبيب ابن مظاهر من الخيمة يضحك فقال له يزيد بن الحسين الهمداني ماهذه ساعات ضحك فقال حبيب واي موضع احق بالسرور من هذا .
الشرط الرابع
ان الذي يريد ان يركب سفينة الحسين عليه السلام " يجب ان يكون له هدف واعلى مصاديق الهدف هوالذي رايناه من كلمات الحسين عندما خرج وقال " إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر"
والحمد لله رب العالمين

اسئلة حول البحث

س1/ ذكرت في البحث عبارة ان سفينة الحسين لايصعدها الا ذو مواصفات عالية مدعما ذلك بقول المعصوم كلنا سفن نجاة ولكن سفينة جدي الحسين اوسع ..فهناك تعليق للسيد الشهيد على هذا الحديث حيث قال "ان برحمة الحسين واستقباله للناس حتى المذنبين والعاصين سميت سفينته باوسع السفن "فنقول اعلاه لايكون او يشير الى عدم وسع سفينة الحسين ؟
ج / ان الذي ذكر في البحث ان السير في طريق الحسين والخط الامتدادي للمعصوم لابد ان يتصف صاحب هذا المسير بهذه المواصفات العالية والا ان الحسين يبقى باب رحمة وشفاعة للجميع لو لنقل من اراد ان يسعى من المذنبين الى التوبة .
س2 / الموضوع عبارة عن حديث فالقارئ ينتظر شرح الحديث كاملا. فهل كانت الغاية من البحث شرح الحديث ام الاختصاص بجانب واحد منه ؟
ج / اولاً : اذا تم ذكر شرح الحديث سوف يطول المقام وبالتالي لايتم الوصول الى المطلب
ثانياً : تم التطرق في البحث الى جانب سفينة النجاة فقط فالتركيز كان على هذا الجزء الذي ان شاء الله يفي بالغرض