منتدى جامع الائمة الثقافي - الإمام الكاظم (عليه السلام) يُبين أعلى مصاديق شكر النعمة

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
نعزي صاحب العصر والزمان والحوزة العلمية الناطقة بالحق والسيد القائد مقتدى الصدر(أعزه الله) وفي هذه المناسبة أحببت أن أنقل أليكم حديث عن الإمام الكاظم (عليه السلام) مع بعض الامور المستفادة من الحديث راجياً من الله القبول :
وقال (عليه السلام): التحدث بنعم الله شكر، وترك ذلك كفر، فارتبطوا نعم ربكم بالشكر، وحصّنوا أموالكم بالزكاة، وادفعوا البلاء بالدعاء، فإن الدعاء منجية، ترد البلاء وقد أبرم إبراماً.
ان الائمة سلام الله عليهم ترجمان القرآن وما كلام آمامنا الكاظم (عليه السلام ) في الحديث عن شكر النعمة إلا محاكاة لقوله تعالى "وآما بنعمة ربك فحدث " وقد بين الأسلوب الامثل في شكر النعمة وهو التحدث بها وهذا الحديث آما ان يكون باللسان او بالفعل
جاء في كتاب الامثل في تفسير كتاب الله المنزل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي وفي الجزء العشرين منه :
والحديث عن النعمة قد يكون باللسان، وبتعابير تنمّ عن غاية الشكر والإمتنان، لا عن التفاخر والغرور. وقد تكون بالعمل عن طريق الإنفاق من هذه النعمة في سبيل اللّه، انفاقاً يبيّن مدى هذه النعمة. هذه هي خصلة الإنسان السخي الكريم... يشكر اللّه على النعمة، ويقرن الشكر بالعمل، خلافاً للسخفاء البخلاء الذين لا يكفون عن الشكوى والتأوه، ولا يكشفون عن نعمة ولو حصلوا على الدنيا وما فيها، وجوههم يعلوها سيماء الفقر، وكلامهم مفعم بالتذمّر والحسرة، وعملهم يكشف عن فقر!
وما آحببت التركيز عليه في هذه الفقرة هو الحديث عن النعم المعنوية المتمثلة بالقادة الآلهين , فأنهم من أعظم نعم الله على البشرية حيث ورِد في الزيارة الجامعة
(خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه مُحْدِقين حتى منَّ علينا بكم فجعلكم في بيوتٍ أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه وجعل صلاتنا عليكم وما خصنا به من ولايتكم طيباً لخلقنا وطهارةً لأنفسنا وتزكيةً لنا وكفارةً لذنوبنا)
ولعظم هذه النعمة فأننا سوف نُسأل عنها في يوم القيامة كما في قوله تعالى((ثمّ لتسئلن يومئذ عن النعيم ))
وقد ورد في هذه الاية رواية مفادها
أنّ أبا حنيفة سأل الإمام جعفر بن محمّد الصادق عن تفسير هذه الآية قال الإمام: «ما النعيم عندك يا نعمان» قال: القوت من الطعام والماء البارد، فقال(عليه السلام)«لئن أوقفك اللّه يوم القيامة بين يديه حتى يسألك عن كلّ أكلة أكلتها وشربة شربتها ليطولن وقوفك بين يديه». قال: فما النعيم جعلت فداك؟ قال الامام: «نحن أهل البيت النعيم الذي أنعم اللّه بنا على العباد وبنا ائتلفوا بعد أن كانوا مختلفين وبنا ألّف اللّه بين قلوبهم وجعلهم أخواناً بعد أن كانوا أعداء وبنا هداهم اللّه للإسلام وهي النعمة التي لا تنقطع واللّه سائلهم عن حقّ النعيم الذي أنعم اللّه به عليهم وهو النّبي وعترته».
آذن فبشكر نعمة اتباع القيادة هو التحدث بها , ثم أن القادة الربانين لايقتصر على المعصوم بالعصمة الواجبة وانما كل من يمثلهم في عصورنا الحالية فشهيدنا ومرجعنا السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر "قدس سره " من نعم الله علينا ولست بصدد آثبات ذلك وهو كما يعبرون اشهر من نار على علم ولكن لترصيع الموضوع بالدررآحببت ان امثل ماقاله السيد القائد مقتدى الصدر "اعزه الله " واما كلام سيدنا القائد وحبيبنا المجاهد مقتدى الصدر ( اعزه الله ) فكان في مقال له في الذكرى الثانية عشر لإستشهاد الولي الناطق السيد مُحمد الصدر (قدس) حيث قال :
قال تعالى : وأما بنعمة ربك فحدث ، و (محمد الصدر) نعمة ويا لها من نعمة كان الكثير عنها غافلين ولها ناكرين وإن ذهب ماؤكم فمن يأتيكم بماء معين
ثم اننا لا نغفل عن النعمة الكبيرة التي انعمها الله علينا بقيادة ولده البار السيد القائد مقتدى الصدر "اعزه الله " , فلولاه لتهنا في الظلمات .
ثم انه لربّ سئل سائل كيف يكون التحدث عن نعمة القيادة والاجابة اقول , انه يأخذ اشكال متعددة منها على سبيل المثال لا الحصر بطبيعة الحال
1 - نشر مؤلفاته وكل ما يصدر عنه من بيان او استفتاء او غير ذلك
2 - التحدث بفضائله بين الناس
3 - الدفاع عنه بايضاح ما آشتبه على الناس من اقواله وافعاله
4 - التحلي باخلاقه بحيث يكون لي اسوة حسنة , حيث اكون مقتدياً به في كل صغيرة وكبيرة وهذا لايكون اكيداً الا بالطاعة التامة له لانه لا يأمرك بشيء الا وكان فاعله قبلك , الم تسمع قول السيد القائد ( ما امرتكم بشيء الا وكنت فاعله قبلكم ) وبذلك اكون مصداقاً يقول المعصوم " كونوا زيناً لنا ولا تكونوا شيناً علينا " .
وكمصداق حقيقي لهذا الحديث عن القيادة في وقتنا الحاضر هو الاستاذ علي الزيدي " دام توفيقه " فأنك سوف تجد ذلك واضحاً من خلال مؤلفاته , لماذا السيد مقتدى الصدر قائداً , السيد مقتدى الصدر و المخلصون , اسئلة معاصرة حول الامام المهدي "عج" ، بحوث جديدة حول الامام المهدي "عج"
فأنك ترى في هذه الكتب الفهم الصحيح للقيادة وكيفية الاخلاص لها بعبارات تنم عن صدق واخلاص الكاتب جزاه الله الف خير ثم انه لابد لنا ان نلتفت الى امر مهم وهوأن عدم شكر النعمة يؤدي الى زوالها كما بينت الآيات القرآنية ذلك حيث قال تعالى
{وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم : 7]
والكفران هنا هو عدم شكر تلك النعمة وفي التالي يؤدي الى زوالها وفي المقام اقول ان عدم شكر نعمة القيادة يؤدي الى :
1 - اما استشهاد ذلك القائد وذلك لعدم استحقاق المجتمع لتلك النعمة
2 - زوال نعمة اتباع القائد وفي كلا الشرطين فأن الكافر بالنعمة مآله الا الخسران المبين .
واما حديث الامام "عليه السلام " عن تحصين الاموال بالزكاة بحيث تكون الزكاة مانعة عن زوال الاموال . حيث قال " حصنوا اموالكم بالزكاة " فالزكاة | اسم للاموال التي يخرجها المسلم من حق الله الى مستحقيها
وسميت زكاة | لانها تطهر الانسان وتزكيه من البخل والانانية وتنمي المال وتباركه .
واما في قول الامام "عليه السلام " وادفعوا البلاء بالدعاء , فان الدعاء منجيه ترد البلاء , برماً فقد حث القران الكريم واحاديث النبي والائمة عليهم صلوات الله على اهمية الدعاء ودوره الفعال في رد القضاء قال تعالى {قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ} [الفرقان : 77]
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
"ألا أدلّكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم ويدرّ أرزاقكم ؟ قالوا: بلى، قال: تدعون ربّكم بالليل والنهار، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء"
عن عبدالله بن سنان قال: سمعت أبا عبدالله عليه السلام يقول: الدعاء يرد القضاء بعد ما ابرم إبراما، فأكثر من الدعاء فإنه مفتاح كل رحمة ونجاح كل حاجة ولا ينال ما عند الله عزوجل إلا بالدعاء وإنه ليس باب يكثر قرعه إلا يوشك أن يفتح لصاحبه )
وعن حفص المؤذن عن أبي عبد الله عليه السلام
(في رسالته إلى أصحابه) قال أكثروا من أن تدعوا الله فان الله يحب من عباده المؤمنين ان يدعوه وقد وعد الله عباده المؤمنين بالاستجابة والله مصير دعاء المؤمنين يوم القيامة لهم عملا يزيدهم به في الجنة.
) وقد حث السيد القائد مقتدى الصدر ( اعزه الله ) على الدعاء حيث قال.
وعلى المؤمنين الزيادة في الطاعة والدعاء لانقاذ العراق والرجوع الى الله
النتائج من البحث
1 - التحدث بالنعيم من افضل انواع الشكر
2 - ان النعم يمكن ان تقسم الى مادية ومعنوية متمثلة بوجود القائد الرباني .
3 - تحصين الاموال بالزكاة حتى لايدخلها شائب من الحرام .
4 - الحث على الدعاء فان كثرة الدعاء تؤدي الى رد البلاء .
والحمد لله رب العالمين
المصادر
1ـ القرآن الكريم
2- تفسير الامثل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي
3ـ للسيد علي بن طاووس فلاح السائل
4ـ بيان اصدره السيد القائد مقتدى الصدر اعزه في 21 - 5 – 20134-