منتدى جامع الائمة الثقافي - هل السيدة زينب سلام الله عليها شقت جيبها حزناًً على اخيها الحسين عليه السلام ؟

منتدى جامع الائمة الثقافي (http://www.jam3aama.com/forum/index.php)

هل السيدة زينب سلام الله عليها شقت جيبها حزناًً على اخيها الحسين عليه السلام ؟

[align=center]

المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
ارفع التعازي الى مقام الرسول الاعظم واهل بيته صلوات الله عليهم اجمعين والى سماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله والعالم الاسلامي اجمع باستشهاد سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام والثلة الطيبة من اله واصحابه سلام الله عليهم اجمعين .
شبهة اثيرت حول السيدة زينب سلام الله عليها وهي شق الجيب حزناً على امامها واخيها الحسين سلام الله عليه واختلفت الاراء في ذلك فبين مؤيد ورافض لذا احببت في بحثي المتواضع هذا ان ارد على هذه الشبهة بما مكنني الله جل وعلا واثبت ان السيدة زينب سلام الله عليها لم تشق جيبها وذلك من خلال النقاط التالية :
اولاً : الوصية
ما رواه الشيخ المفيد في كتاب (الإرشاد), وعنه العلامّة المجلسي في (بحار الأنوار)، وجاء فيه: أنّ الإمام الحسين(عليه السلام) قال لزينب(عليها السلام): (لا تشقّي علَيَّ جيباً, ولا تخمشي عليَّ وجهاً, ولا تدعي علَيَّ بالويل والثبور إذا أنا هلكت).
اقول : ولرب سائل يسأل وهل تحتاج زينب عليها السلام وهي المعصومة بالعصمة الثانوية الى هذه الوصية ؟
والجواب : نعم بل بالعكس من ذلك انها تشعر بالفخر والسرور وهي ترى امامها واخيها الحسين سلام الله عليها مهتم بها مع كثرة المصائب التي المت به .
والذي يمكن ان نستفيده من هذه الوصية ان السيدة زينب سلام الله عليها وهي المعصومة والمطيعة لقائدها وامامها سلام الله عليه والتي تعرف معنى الوصية والحفاظ عليها لا يمكن لها باي حال من الاحوال مخالفة الامام عليه السلام وحاشاها ان تفعل ذلك .
ثانياً : الخدر والصون المركز
جاء في كتاب ( العقيلة والفواطم ) : حدث يحيى المازني قال: جاورت أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في المدينة المنورة مدة مديدة وبالقرب من البيت الذي تسكنه السيدة زينب ابنته، فلا والله ما رأيت لها شخصا، ولا سمعت لها صوتا، وكانت إذا أرادت الخروج لزيارة جدها (صلى الله عليه وآله) تخرج ليلا، الحسن عن يمينها والحسين عن شمالها، وأمير المؤمنين (عليه السلام) أمامها، فإذا قربت من القبر الشريف، سبقها أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخمد ضوء القناديل، فسأله الإمام الحسن (عليه السلام) مرة عن ذلك، فقال: أخشى أن ينظر أحد إلى شخص أختك زينب. ) ص17 – 18 .
اقول : مضافا الى ذلك فهي سلام الله تلك البنت التي تربت في كنف امها الزهراء سلام الله عليها التي كانت تقول : ان افضل شيء للمرأة ان لا ترى الرجل ولا الرجل يراها ....... فكيف لامراة عظيمة مثل زينب سلام الله عليها وهي صاحبة ذلك الخدر المركز وربيبة بيت الوحي شق جيبها ؟!!!!!
ثالثاً : رباطة الجأش وسمو الموقف
ان رباطة جأشها التي اظهرته من خلال مواقفها السامية تدلان بشكل لا يقبل الريب ان هذه المرأة العظيمة لا تعرف الانكسار ولا تتزعزع امام المصائب فكان صوتها سلام الله عليها كالرعد القاصف على اعداء الله ومن تلك المواقف :
1 – جاء في اضواء على ثورة الامام الحسين للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس : ((روي عن زينب العقيلة بن علي أمير المؤمنين عليه وعليها السلام أنها بعد المقتل وضعت يديها تحت الجثمان وقالت: (( اللهم تقبل منا هذا القربان))
2 – جاء في كتاب زينب من المهد الى اللحد : ((فأقبل عليها ابن زياد وقال لها : الحمد لله الذي فضحكم وقتلكم وأكذب أحدوثتكم.
فقالت زينب : الحمد لله الذي أكرمنا بنبيه محمد ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وطهرنا من الرجس تطهيرا ، وإنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر ، وهو غيرنا والحمد لله.
فقال ابن زياد : كيف رأيت فعل الله بأهل بيتك ؟!
فقالت : ما رأيت إلا جميلاً ، هؤلاء قوم كتب الله عليهم القتل ، فبرزوا إلى مضاجعهم ، وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاجون إليه وتختصمون عنده فانظر لمن الفلج يومئذ ، ثكلتك أمك يابن مرجانة !! ..)) ص 347 – 348 .
مضافا الى مواقفها الكثيرة الاخرى كخطبتها في الكوفة وفي الشام .
رابعاً : تطبيق قوله تعالى : (({ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة : 120] ))
فهي سلام الله عليها تلك المرأة العالمة غير المعلمة والفهمة غير المفهمة كما قال بحقها الامام زين العابدين سلام الله عليه فهي تعرف هذه الاية وتعلم معناها وهي اهل لتطبيقها اكيدا والسؤال هنا ما الذي يغيظ الاعداء صبرها ام شق جيبها ؟!!!
خامساً : ما رواه السيد عبد الرزاق المقرم عن الشيخ هادي كاشف الغطاء
نظم حجة الإسلام الشيخ هادي كاشف الغطاء "المقولة الحسينية" منها ..
مغلولة الأيدي إلى الأعناق *** تسبى على عجف من النياق
حاسرة الوجه بغير برقع *** لا ستر غير ساعد وأذرع
إن نظرت لها العيون ولوت *** أو نظرت إلى الرؤوس أعولت
تود أن جسمها مقبور *** ولا يراها الشامت الكفور
قال العلامة المقرم رضوان الله عليه :
سمعت منه أعلى الله مقامه أنه لما كان ينقل إلى البياض ما يكتبه في المسودة، فلما وصل على قوله :
تود أن جسمها مقبور *** ولا يراها الشامت الكفور
شاهد بعده :
وهي بأستار من الأنوار *** تحجبها عن أعين النظار
فتعجب منه حيث أنه لم ينظمه وزاد في تعجبه أنه لما نقله إلى البياض وعاد إلى المسودة فلم ير البيت مثبتاً في المسودة !! فعلم أنه شيء غيبي لا ينكره أهل الإيمان ولا غرابة من الحجة المنتظر عجل الله فرجه الشريف إذا كتب هذا ..
وفي الختام اقول : بعد كل ما ذكرناه اذاًً لا يوجد داعي لان يبرر البعض موقف السيدة زينب سلام الله عليها بانها قد شقت الهاشمي خصوصا انه من المعروف ان الثوب الهاشمي هو ثوب رقيق مطرز تلبسه النساء في مناسبات الاعياد وغيرها وان السيدة زينب عليها السلام لم تكن بحال لبس مثل ذلك الثوب .
نتائج البحث
1 – ان للمعصوم شأنية خاصة فليس من الصحيح تسقيط فهمنا وتصرفاتنا على فهمهم وتصرفاتهم لان النتيجة سوف تكون خاطئة اكيدا وكما اثبتنا ذلك في طيات البحث
2 – ان على المخلصين الدفاع عن قياداتهم الحقة بما مكنهم الله جل وعلا ورفع ما يثار من شبهات وذلك بالادلة القطعية النابعة من رحم الشريعة السماوية وكمصداق عالٍٍ لما قلناه هو الاستاذ الفاضل علي الزيدي ( دام توفيقه ) الذي بذل مجهوده في الدفاع عن آل الصدر الكرام من خلال مؤلفاته القيمة اذكر منها على سبيل المثال لا الحصر :
· لماذا السيد مقتدى الصدر قائدا
· القول النضر في الدفاع عن الشهيد الصدر
· السيد مقتدى الصدر قيادة فوق الشبهات
هذا والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم

[/align]