منتدى جامع الائمة الثقافي - من يأمن مكر الله

بسم الله الرحمن الرحيم
وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى ءَامَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَت مِّن السَّمَآءِ وَالاَْرْضِ وَلَكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ(96) أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرى أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَتاً وَهُمْ نَآئِمُونَ (97) أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَن يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ (98)أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَسِرُونَ (99)أَوَ لَمْ يَهْدِ لِلَّذِينَ يَرِثُونَ الاَْرْضَ مِن بَعْدِ أَهْلِهَآ أَن لَّوْ نَشَآءُ أَصَبْنَهُم بِذُنُوبِهِمْ وَنَطْبَعُ عَلى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَسْمَعُون (100 )
في الآيات الماضية وقع البحث فيما جرى لأقوام مثل قوم هود وصالح وشعيب ونوح ولوط على نحو الإجمال، وإن كانت تلك الآيات كافية لبيان
(ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض)، أي لو أنّهم سلكوا سبيل الإيمان والتقوى، بدل الطغيان والتمرد وتكذيب آيات الله والظلم والفساد، لم يتخلصوا من غضب الله وعقوبته فحسب، بل لفتحت عليهم أبواب السماء والأرض.
ولكن للأسف ـ تركوا الصراط المستقيم الذي هو طريق السعادة والرفاه والأمن، وكذبوا الأنبياء، وتجاهلوا برامجهم الإصلاحية، فعاقبناهم بسبب أعمالهم (ولكن كذّبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون).
* * *

المفهوم الواسع للآية
إنّ الآية الحاضرة وإن كانت ناظرة إلى وضع الأقوام الغابرة، ولكنّه من المسلّم أن مفهومها مفهوم واسع وعام ودائم، ولا تنحصر في شعب معين أو قوم خاص، فإنّها سنة إلهية أن يبتلى غير المؤمنين، والمتورطين في المعاصي والذنوب بأنواع مختلفة ومتنوعة من البلايا في هذه الدنيا، فربّما ينزل عليهم البلاء السماوي والأرضي، وربّما تشتعل نيران الحروب العالمية أو المحلية فتبتلع أموالهم وتبيدها وربّما يفارقهم الأمن والاستقرار، فتسحق المخاوف والهواجس بأظلافها أبدانهم ونفوسهم، وحسب تعبير القرآن يكون كل ذلك بما كسبت أيديهم ورد فعل لأعمالهم.
إن فيض الله ليس محدوداً ولا ممنوعاً، كما أنّ عقوباته لا تختص بقوم أو شعب.

واقول ان ما حصل في اليابان من كارثة حلة بهم فهذا بسبب بعدهم عن الله سبحانه وتعالى