منتدى جامع الائمة الثقافي - معرفة القران الكريم في دراسة علومه

[frame="11 85"]

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم

معرفة القرآن في دراسة علومه

ان الانسان يستطيع استثمار المواهب والنعم الالهية في حياته عندما يكون صاحب معرفة لتلك النعم وكيفية التصرف بها .

فلو أعطينا الاطفال جوهرة ثمينة فلا يمكن لهم معرفتها أو الحفاظ عليها بل يجعلونها لعبة يتداولونها فيما بينهم , وعكس ذلك فأننا لو أعطينا تلك الجوهرة الى عارف بها فيمكن له ان يعرف قيمتها وكيفية الاستفادة منها او الحفاظ عليها .

فعلى الانسان ان يستثمر هذا الوجود لصالحة وما اعطاه الله من مكانة وقيمة تجعله السلطان والمتنعم في هذه الدنيا والوارث لهذه الارض والخالد في نعيم الاخرة , فقد ميز الله هذا المخلوق الذي يكون في بعض الاحيان العدو الاول لخالقه , ميزه عن غيره بالعقل وحسن الخلقة والمعرفة الاعلى لله سبحانه وتعالى من خلال ما أنزل عليه من نعم عظيمة ومن تلك النعم نعمة القرآن العظيم

قال تعالى :

شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ

اذن القران الكريم يرشدنا في هذه الاية الشريفة الى ثلاث مراحل تمثل المعرفة والثقافة ودرجات الهداية .

المرحلة الاولى :

مرحلة ( هدى للناس ) فجاءت بصيغة الاطلاق وهي تمثل الفهم والمعرفة العامة للقران الكريم .

المرحلة الثانية :

مرحلة (بينات من الهدى ) وهي التي يكون فيها الناس قد دخلوا في درجة اعلى من الايمان حتى يتم وصفهم بالمؤمنين لأنهم قد حصلوا على معرفة جديدة وتصديق اعلى لأمور كثيرة منها آيات القرآن الكريم من خلال الفهم والتبيان لتلك الآيات او السور القرآنية ومعرفة علومها .

المرحلة الثالثة :

مرحلة ( الفرقان ) وهي مرحلة المؤمنين والاولياء والصالحين الذين قد وصلوا الى مراحل عالية من الايمان والتقوى وحصلوا بذلك على نورانية خاصة يستطيعون تشخيص الحق من الباطل فهؤلاء يستطيعون بنور القرآن تميز الحق من الباطل

قال تعالى :

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَل لَّكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ (29)الأنفال

وهذا يعني ان الله تعالى يجعل لهؤلاء المتقين رؤية خاصة يستطيعون بواسطتها تميز عناصر الخير من الشر والحق من الباطل والصواب من الخطأ , وهذه الحالة عاشها بعض من صحابة النبي الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة الاطهار (عليهم السلام ) حيث كانوا يعيشون هذه المرتبة والحالة من انكشاف الحقائق , وكانوا يرون اهل النار في هذه الدنيا ويتأسفون على مصيرهم السيء.

والنتيجة ان القرآن الكريم بمثابة الينبوع الصافي في اروائه والبحر الزاخر بأسراره ,
فقد وصف النبي الاكرم( صلى الله عليه وآله ) القرآن الكريم عندما خاطب معاذ بقوله :

يا معاذ ان اردت عيش السعداء وميتة الشهداء والنجاة يوم الحشر والامن يوم الخوف والنور يوم الظلمات والظل يوم الحرور والري يوم العطش والوزن يوم الخفة والهدى يوم الضلالة فأدرس القرآن ,

هنا لم يقل الرسول الكريم في هذا الحديث عليك بتلاوة القرآن لتحصيل العلوم والمواهب والامتيازات عن باقي الناس , بل أمره بدراسة القرآن وضرورة البحث في علومة ومعرفتها ومعرفة مضامينها والايمان بها وتطبيقها على مستوى العمل والممارسة ثم ,

ثم أضاف ( صلى الله عليه واله )

فأنه ذكر الرحمن وحرز من الشيطان ورجحان في الميزان .

فأنه بعد هذه الدراسة والمعرفة , هذا يمنعك من الوقوع في فخاخ الشيطان وعدم الوقوع في الخطيئة ويحصل بعد ذلك رجحان أعماله يوم القيامة .

فالتفكر والتدبر في مضامين الايات القرآنية يتطلب معرفة علوم القرآن وماهي أقسامه وما الذي تتضمنه تلك العلوم , فعلوم القرآن كثيرة وزاخرة وهي الطريق لفهم القرآن الكريم ومن تلك العلوم :

علم الاعجاز القرآني

وعلم القصص القرآني

وعلم الأمثال القرآني

وعلم الاقسام القرآني ( القسم القرآني )

والمحكم والمتشابه

والناسخ والمنسوخ ...

و الكثير من العلوم الذي لا يسع المقام لذكرها والتي سوف نتطرق لذكرها من خلال مواضيع مستقبلية ان شاء الله وكيفية الاستفادة منا , لأنها تعطينا دروس وعبر كثيرة في فهم القرآن الكريم ومعرفة علومه

والحمد لله رب العالمين
[/frame]

[/frame]