بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
لاشك أن الكثير منا يعرف أن للأحداث النوعية المؤثرة لها تأثيرفي المجتمع وعلى مر الزمان,هذا التأثير يمتد في الأجيال اللاحقة تتأثر بها وتتعامل معها وتنهل منها الدروس تلوى الدروس ,ليس لأنها حادثة واقعية التأثير فحسب بل لأنها تجربة حية قد عاشتها الأنسانية ويجب الأستفادة منها ومن نتائجها (فالسعيد من اتعض بغيره) كما يعبرون , وكذلك يكون لهذه الأحداث صدى آني وفي نفس الوقت في مكان الحدث أو مكان أخر .

فمثلا نلحظ في زماننا هذا أن الحدث المؤثر في مكان ما له صداه الفكري وعادتا السلوكي أيضآ في مجتمع أخر يختلف عنه ,هذا التأثر يكون أما بأتخاذ موقف أيجابي ينسجم مع ذلك الفكر أو على العكس تماما وحسب ما يراه ذلك المجتمع (طبعأ هنا للأله الأعلامية دور فاعل في نقل صورة ذلك الحدث ),وكذلك الباحث بتجرد عن حقيقة وأهداف ذلك الفكر.

*بحثنا هذا لعله وحسب فهمي القاصر يسلط الضوء على أشعاع فكري من تلك الملحمة العظيمة التي حدثت سنة 61 هجرية وكان لها ذلك التأثير الذي وصل الى مدينة أخرى تبعد عن كربلاء بضعة فراسخ تسمى بابل أو قضاء المسيب والتي أراد لها الله تعالى أن تعيش جزء من تلك المأساة ولتظم أجساد بضعة من أل المصطفى (صلوات الله عليهم أجمعين ).

*والسؤال هنا هل كان خروج هؤلاء الفتيه عفويأ أم مخطط له سلفأ ؟

ويمكن الأجابة على السؤال من خلال عدة أحتمالات :-

أولا:- أن يكون خروجهم عفويأ بمعنى أن حالة الرعب والخوف الشديدين بعد أن قتل الأمام الحسين علية السلام وهجوم جيش عمر بن سعد على الخيام وحرق ونهب وسلب تلك الخيام والهلع الذي أصاب الأطفال والنساء كل هذا أدى بالنتيجة الى خروج الطفلين على وجوههما في البر دون قصد أو هدف معين سوى طلب النجاة من تلك الفاجعة .

ثانيا:- أن يكون هذا الخروج مخطط له سلفأ بتوجيه من الأمام المعصوم عليه السلام وبغض النظر عن عمرهما عليهما السلام كون التعامل مع بيت العصمة والأهداف الألهية المناطة بهم لا تقف عند عمر معين والذي سنقف عليه لاحقا , نعم قد يكون لهذا الأمر (العمر ) دور مهم في مدى أستقبال الأوامر الألهية وقيادة الطائفة الشعية في ذلك الزمان والذي سبق وأن تم مناقشته في أهمية بقاء الأمام زين العابدين عليه السلام حيأ بعد المعركة برغم وجود الأمام الباقر عليه السلام أيضأ .

ثالثأ:- أن يكون هذا الخروج بتسديد وألهام ألهي صرف وبشكل مباشر دون توجيه صريح من الأمام عليه السلام والألهام والوحي حالة طبيعية ممكنة الحدوث ولاتقتصر على الأنبياء أو الرسل وكما أوحي الى أم موسى أو الى النحل ,وهذا ممكن أن يحدث بدليل أنه قد يصدر تصرف معين من شخص ما نتيجة ضرف أني يمر به ولكنه يقع ضمن دائرة رضا المعصوم كونه عليه السلام قد رسم الخطوط العامة التي من خلالها أن يتحرك الفرد عند مواحهته لضروف عصيبة تستوجب ردة فعل سريعة ومثالية ومركزة في أن واحد .

-ومن الأحداث التي مرت على السيدين الجليلين عليهما السلام يمكن أن نقف على مايلي:-

1- ذكر الشيخ الصدوق (قدس ) بسنده عن حمران ابن أعين الشيباني أنه لما قتل الأمام الحسين (عليه السلام ) يوم العشر من محرم أسر من معسكره غلامان صغيران بعد أن فرا في الصحراء ..

-وبذلك يكون السيدان (رضوان الله عليهما ) قد شاركى أبوهما مسلم أبن عقيل عليه السلام بنفس المظلومية وهي الأسر والوقوقوف بين يدي الظالم أبن زيادأا وهما الأسيران الوحيدان بعد المعركة مباشرتأ خارج موكب السبايا .

2- سوأل قد يتبار الى الذهن وهو عندما قدم موكب السبايا الى الكوفة ودخولهم على الظالم ابن زياد لماذا لم يتم ألحاقهما بالموكب ؟ وجوابه

أ‌- أما أن تكون عملية دخول الموكب وما رافقة من أحداث وخطب قد حالت دون ذكرهما عليهما السلام .

ب‌- أن يكون ابن زياد قد قصد ذلك عن عمد وذلك ضنأ منه من أن هذا الأمر يزيد من ظلم وتنكيل لعائلة الأمام مسلم ابن عقيل فأبى أن يلحقهما بركب السبايا .

ج -أن يكون دخول السبايا الى الكوفة قبل أسر الغلامان عليهما السلام .

4- أقامة الحجة على اللعين قاتلهما بان ذكراه بقرابتهما من رسول الله(صلى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين عليه السلام ثم قالا له أن يبيعما في السوق أن كان هدفه الحصول على المال بعدها خاطباه بلغة الأنسانية فقالا له أرحمنا لصغر سننا وبذلك فقد انتهجوا نهج أمامهم الحسين عليه السلام بان ألقى الحجة تلوى الحجة على القوم قبيل المعركة بأن ذكرهم بقرابته من رسول الله صل الله عليه وأله وأصولهم العربية بل أبعد من ذلك حينما قال لهم أن لم يكنم لكم دين فكونوعربأ أحرارا .

5 – قد يتبادرالى الذهن أنه عند دخول اللعين قاتل الغلامين على أبن زياد برأسيهما عليهما السلام أن ابن زياد عليه اللعنه والعذاب قد أظهر نوعأ من عدم الرضا والغضب حتى قال لأحد الجالسين هو لك فأفعل به ما شئت !فيقول القائل هذا الموقف يحسب له عليه اللعنه والعذاب !فنقول

ا-أنه القصد من ذلك هو كسب الرأي في المجلس أو المجتمع الحاضر وأمتصاص غضبه بأن أمر بقتل من أقدم على هذه الفعله الشنيعة .

ب-أن يكون الموقف مصداق للحديث الفدسي (الظالم سيفي به أنتقم ومنه أنتقم ).

نتائج البحث

1- المرحلة التي تلت واقعة الطف كانت صعبة جدأ على حكام بني أمية ذلك لانها أيقظت في الناس روح الثورة والرفض للظلم والوقوف بوجه الظالمين ولا شك ولا ريب أن هذه الحادثة وبكل مراحلها كان لها الأثر الكبير في المجتمع أن ذاك والتي أبرزت مدى وحشية وظلم الدولة الأموية حتى على الأطفال الأبرياء.

2- أن رسالة الأيمان والوعي الفكري لا تقتصر في حملها على الكبار أو البالغين وانما يمكن أن يكون للأطفال دور في ذلك وخاصتأ أذا ما علمنا أنهم من بيت النبوة لذلك كان لهما الدور الفاعل في بيان مظلومية الأمام الحسين عليه السلام رغم صغر سنهما .

3- لا يمكن أن تقتصر تلك الدروس المستقاة من موقفهم عليهم السلام وما جرى عليهم في زمن محدد وأنما هي عاشت وخلدت مثلما خلد الأمام الحسين عليه السلام فهي جزء لا يتجزى منه ودور من أدوار المعركة التي لم تنتهي في الطف وانما امتدت لتشمل الكوفة والشام والمدينة.

4- يتبين لنا من هذه الحادثة والاحداث التي مرت على مسلم ابن عقيل وقتل أولادة البالغين (محمد وعبد الله ) في كربلاء وما أعقبهما من قتل الغلامين (ابراهيم ومحمد الأصغر ) أن هناك خصوصية لهذة العائلة الكريمة ( بني عقيل ) حتى قيل أنه لم يبق من أل عقيل الا النساء والرضع ,وهذا دليل واضح على مدى تضحيتهم وتفانيهم رضوان الله عليهم في سبيل الدين والرسالة المحمدية .
والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد وأله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم وألعهن عدوهم