منتدى جامع الائمة الثقافي - تاج الدين قدس سره

بسم الله الرحمن الرحيم
تاج الدين قدس سره

نسبه :
أبو الفضل تاج الدين محمد الآوي بن مجد الدين الحسين بن علي بن زيد الداعي بن زيد بن علي بن الحسين بن الحسن التج بن أبي الحسن بابه بن أبي محمد النقيب بن علي بن محمد بن علي بن علي ألحوري ابن الحسن الأفطس بن على الأصغر ابن الإمام زين العابدين ابن الأمام الحسين (عليه السلام)(1).
ولد السيد تاج الدين في الكوفة ولم تشير المصادر الى تاريخ ولادته ولكنه عاصر فتره سقوط بغداد عام 656 هجرية ونشاة في النجف ودرس فيها العلوم الدينية وكان قدوة الشيعة وكان فقيه بارز (2) وعاش بين النجف وبغداد ومدينة الكفل في الحلة وكانت في حينها موطن التشيع والعلم ، وسمي بالآوي نسبة الى بلدة آوة في خرسان (3) وتقع بالقرب من مدينة قم ، وفي عهده كان حكم المغول التتار للعراق وكان الحاكم اليجايتو محمد ، ومن أهم الاحداث التي جرت في عهد السيد تاج الدين هو اسلام السلطان المغولي اليجايتو محمد واستبدال اسمه الى محمد وعلى اثر اسلامه اسلم التتار ولكن كان اسلامه على مذهب ابناء العامة ، ولكن حدثت حادثة وهي ان السلطان غضب على زوجته وطلقها الطلاق الفظي بالثلاث ، وقد جمع السلطان علماء المذاهب الأربعة لكي يستمع الى حكمهم وياخذ منهم الجواب فلم يقتنع باجوبتهم ، فأشير عليه بان هناك مذهب اسلامي اخر يبطل هذا الطلاق ، فاستدعى السلطان العلامة الحلي واستمع لرأي الإمامية بالحكم فاقتنع السلطان اليجايتو محمد بالحكم ، وبعد مناظرات وجلسات بين السيد تاج الدين والسلطان اعلن السلطان تشيعه وأمر ان تصك العملة باسماء الإئمة الاثنا عشر (عليه السلام) وان يقام ذكر الإمام علي (عليهم السلام) على المنابر (4) وقد قربه السلطان وعهد اليه نقابة نقباء العراق والري وخرسان وسائر الولايات ، وقد قام السيد تاج الدين بنشر تعاليم الإسلام الاصيل ومنع الناس من الانحراف عن جادة الشريعة ، واقام صلاة الجمعة والجماعة في مسجد النخيلة التاريخي في مدينة الكفل ومنع اليهود الدخول اليه ، وحفر نهر التاجية الى مدينة النجف الاشرف (5) وكانت الفترة التي عاش فيها السيد فترة مظلمة من الاحتلال المغولي للعراق وانتشار الفساد والأوبئة والضلال والجهل .

قصة استشهاده .
عاش السيد تاج الدين في مدينة الكفل في الحلة وكانت في ذلك الحين معقلا لليهود الذين يعيشون حول ضريح النبي ذو الكفل (عليه السلام) باعتباره أحد انبيائهم ، وقد توسع نفوذ اليهود في ذلك العصر بسيطرتهم المعروفة على الاقتصاد وموارد الدولة المهمة وتحكمهم بمصادر القرار في الدولة الايلخانية ، وكما اسلفنا اقام السيد تاج الدين صلاة الجمعة والجماعة في مسجد النخيلة ومقام الإمام علي (عليه السلام) ومنع اليهود من الدخول اليه باعتباره مسجداً ولا يجوز لهم دخوله ، غضب اليهود لذلك على السيد تاج الدين وبدأوا يحيكون المؤامرات لقتل السيد ووجهوا عميلهم وزير ممالك التتار رشيد الطبيب ابن فضل الله الهمداني (6) اراد هذا الوزير ان يقتل السيد تاج الدين بطريقة تبعد شك السلطان بان اليهود لهم اليد في ذلك ، ان يقوم بالجريمة شخص علوي من نفس مذهب السيد تاج الدين ، فاغرى الوزير شخص علوي اسمه جلال الدين ابراهيم بن المختار واطمعه بنقابة العراق فقبل جلال الدين بذلك ، فسلم الوزير السيد تاج الدين وولديه السيد شمس الدين حسين والسيد شرف الدين علي واخرجهم الى شاطئ دجلة وأمر اعوانه بقتلهم ، وقد قدم ابني السيد تاج الدين قبله عتواً وتمرداً (7) وكان ذلك في شهر ذي القعدة عام 711 هجرية .
بعد استشهاد السيد تاج الدين لم يكتف الوزير رشيد الطبيب بذلك بل اقدم على تسميم السلطان اليجايتو محمد وقتله عام 716هجرية وخلفه ابنه السلطان ابو سعيد الذي كان على دين ابيه مسلم متشيع لآل البيت (عليهم السلام) الذي اكتشف الوزير رشيد الطبيب بقتل والده ، وقام بقتل الوزير رجل علوي يسمى عز الدين ويلقب بالدلغندي ثاراً للسيد تاج الدين (8) .

مكان المرقد الشريف :
يقع بالقرب من نهر دجلة من الجهة الشرقية في ناحية الحفرية وبالقرب من الطريق العام بين بغداد والكوت للذاهب من بغداد يكون من جهة يده الشمال والقادم من الكوت يكون من جهة اليمين ويبعد عن الطريق العام مسيرة ربع ساعة تقريباً على الاقدام ويقع في منطقة زراعية وتحيط به اشجار النخيل ، وقد اندثر القبر الشريف لمدة طويلة من الزمن استمرت لعدة قرون بسبب الفترة المظلمة التي عاشها العراق من تعاقب الاحتلالات وانتشار المجاعة والفيضانات والأوبئة ، وعدم وجود استقرار سكاني في مكان المرقد بسبب صعوبة ايجاد منظومة الري والسقي ، ولم توجد الى في ازمنه متأخرة .
اكتشاف القبر الشريف :
عثر على المرقد عام 1890 م بفضل رؤية رأها الشيخ محمد علي الذي كان يسكن على ضفاف دجلة ، حيث جائه صاحب المرقد يطلب منه تنظيف المكان الذي حدده له ويبين انه صاحب هذا القبر وتكررت الرؤية ثلاث ايام متتالية ، مما دفع الرجل بان يأتي باقاربه وينظفوا المكان ، فوجدوا صخرة طولها متر وعرضها نصف متر مكتوب عليها النقيب ابو الفضل تاج الدين الافطسي الحسيني . (9)
وهذه القصة أكدها لنا الحاج احمد احد خدام المزار ، وهو حفيد الشيخ محمد علي واضاف ان في خمسينيات القرن الماضي شكك البعض في صحة نسب صاحب المرقد الى آل البيت عليهم السلام ، فحمل اسم السيد الى الحوزة العلمية في النجف للتحقيق في النسب ، فأثبتت الحوزة العلمية ان صاحب المرقد مذكور في كتب السير وتراجم الرجال وان نسبه يعود الى الإمام الحسين عليه السلام ، وقصة مقتله مذكورة في المصادر المعتبرة ، ولكن فقد قبره وجُهل مكانه بسبب الفترة المظلمة التي عاشها العراق .

وهذه بعض الصور للمرقد الشريف .

http://www6.0zz0.com/2015/12/29/13/965085878.jpg
صورة قديمة للمرقد

http://www5.0zz0.com/2015/12/29/13/339670193.jpg

http://www7.0zz0.com/2015/12/29/13/932415159.jpg

http://www5.0zz0.com/2015/12/29/20/162779140.jpg

http://www2.0zz0.com/2015/12/29/20/548433503.jpg

المصادر :-
1- المراقد والمزارات في العراق ص 112 ، تأليف ثامر عبد الحسين العامري .
2- موسوعة طبقات الفقهاء ج 8 ص193 ، تأليف الشيخ جعفر سبحاني .
3- رحلة ابن بطوطة ج 1 ص 136 .
4- مراقد المعارف ج1 ص 221 ، تأليف محمد حرز الدين .
5- مراقد المعارف ج1 ص 210 ، تأليف محمد حرز الدين .
6- المراقد والمزارات في العراق ص 111 ، تأليف ثامر عبد الحسين العامري .
7- اعيان الشيعة ج9 ص256 ، تأليف السيد محسن الأمين .
8- مراقد المعارف ج1 ص219 ، تأليف محمد حرز الدين .
9- المراقد والمزارات في العراق ص 112 ، تأليف ثامر عبد الحسين العامري .