منتدى جامع الائمة الثقافي - قيام السيد الشهيد بأحياء الجمعة

قيام السيد الشهيد بصلاة الجمعة

قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِي لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ }الجمعة9

صلاة الجمعة من اهم ماقام به السيد الشهيد في تكامل المجتمع وهي من النعم الكبيرة للمجتمع الأسلامي وخصوصا في العراق فقد مهد السيد الطريق للتكامل عن طريق صلاة الجمعة . وهناك عدّة أمور تطرق اليها السيد الشهيد (قده) من على منبر الكوفة في خصوص صلاة الجمعة :

وجوب صلاة الجمعة واخلاقية حضورها

هنالك عدّة نقاط في وجوب صلاة الجمعة وهي :

النقطة الأولى / أنها وان كانت في الأصل واجبا تخييريا الأنه لو أجتمع خمسة أحدهم الأمام أو سبعة أحدهم الأمام كانت واجبا تعيينيا وانا حسب فهمي ان هذا مما يتفق عليه مشهور العلماء .

النقطة الثانية / أفترضوا ان مجتهدا قال بأنه حتى لو أجتمع خمسة أو سبعة أحدهم الامام تبقى على الوجوب التخييري , فنقول له الا يمكن أختيار الجمعة كأحد طرفي التخيير ؟ تستطيع ان تصي الظهر أو تصلي الجمعة فأنت تختار الظهر دائما هذا ليس بأنصاف مع العلم انهم لايختارون أفضل الفرضين بل يختارون أدنى الفرضين وأقلها ثوابا هل هذا مما يرضي الله ؟

النقطة الثالثة / الأمر بالولاية اول شيء اناقشه بحسب القاعدة العامة ,سؤال مطروح يطرحه الفلانيون : من اعطاه الولاية ؟ هو أعطاها لنفسه ؟ ام اعطاها غيره له ؟ أنا أقول أننا عبيد الدليل لاننا عبيد الله وعبيد نبي الله وأمير المؤمنين والدليل يدل على الولاية العامة أذن المعطي هو الله ورسوله والمعصوم وليس غيرهم كل مجتهد يتوصل الى الولاية العامة بحسب الدليل حتى لوكان مخطأ فهو معذور فضلا عما أذا كان مصيبا ومقتضى الأحتياط لا أقل –اذا كان غير مقلد له – أن يطيعه ,هل أمر بسوء ؟ هل أمر بكفر ؟ أنما أمر بما يصلح الناس أو فيه فائدة للمجتمع وللمذهب وللدين , فلماذا التأبي عن صلاة الجمعة ؟

النقطة الرئيسية التي اريد ان اقولها / ان الامر بالولاية يعم المقلدين وغير المقلدين معنى ذلك انك حتى لولم تكن مقلد ا عليك ان تحضر الى صلاة الجمعة وجوبا بامر الولاية , مرة ترى وجوبا بامر الشريعة يعني اذا اجتمع خمسة احدهم الأمام وجبت عينا هذا شيء مشرع بأمر الشريعة واذا لم تكن مقلدا لشخص من هذا القبيل اوتذهب أجتهادا فلا أقل ان تطيع امر الولاية

قيام الرسول والأئمة بأقامة الجمعة

سؤل السيد (قده)حول صلاة الجمعة بأن هل قام الأئمة وعامائكم بصلاة الجمعة فأجاب السيد وقال﴿﴿ أنا اقول ان رسول الله صلّى الجمعة وأمير المؤمنين صلّى الجمعة وكثير من المسلمين بما فيهم الأمامية صلّوا الجمعة ولاأعتقد أنها تُركت في أسبوع أطلاقا من صدر الأسلام والى العصر الحاضر , ولكن نحتاج الى توفيق , طبعا ليس كلنا موفقين هذا التوفيق ويمكن الأستدلال على ان النبي صلّى الجمعة من الكتاب والسنة , أما من الكتاب فقوله تعالى ((يٰأيها الذين آمنوا أذا نُودي للصلوة من يوم الجمعة فاسعوا الى ذكر الله وذروا البيع ۚ ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون )) ¹ اقول ان الرسول اولى الناس بتطبيق اوامر الله فلا يمكن ان يأمر الله بصلاة الجمعة والرسول لا يطبق اوامره بأقامة الجمعة , وأضاف السيد , أذا اردتم الفلاح فلبوا الندآء وآتوا الى العبادة وآتوا الى الطاعة وهي صلاة الجمعة والآن أسأل سؤالا ليس لكم جميعا بل لفضلاء الحوزة , هل نزلت هذه الآية لتشريع الجمعة ؟ أنا اقول لا الجمعة كانت مشرعة سلفا ,ألشيء الآخر ان هذه الآية نزلت لحل مشكلة آنية ,كانت المدينة تعانيها في ذلك الحين أنا الذي أفهمه ان السول (ص) كان يصلّي الجمعة لكن جملة من الناس غير الموفقين يقولن ( ألهانا الصفق في الأسواق ) التجارة , البيع , الربح , لايأتون الى الجمعة فحذرهم الله بهذه الآية معنى ذلك ان هذه الآية تحل مشكلة اجتماعية قائمة , وأقول ان هذه المشاكل لاتزال موجودة في مجتمعنا المعاصر .

علة عدم أقامة الجمعة من قبل بعض ألمعصومين

كان الرسول وعدد من الائمة يصلون الجمعة ولكن كان عدد من المعصومين الآخرون لم يقيموا الجمعة وهذا الأمر لم يخلو من سبب لأن قول وفعل المعصوم حجة والسبب يعود الى ان الخلافة الدنيوية ذهبت الى المذاهب الأخرى واتخذوها مسلكا فأصبحوا هم ملتزمين بالجمعة وأصبح الأئمة (ع) رعية وليسوا ملوكا , كانوا في تقية مكثفة كان مظطرا الى ان يذهب ويصلّي الجمعة ورآء الرجل الحاكم . فمن هذه الناحية لم يكن يستطيع وهو في تقية مكثفة ان يقيم الجمعة بنفسه ولم يصلّي الجمعة ليس خوفا على نفسه بل حفظا لمذهبه ولدينه ولشعائر دينه لم يكن من المستطاع لهم (ع) ان يصلوا الجمعة ومع ذلك لم يكونوا مقصرين في الدعوة الى الجمعة , ألأستدلال الآخر على وجوب صلاة الجمعة هو من السنة ,حيث هنالك روايات تدل على وجوب الجمعة والحث عليها ومن هذه الروايات :
((جآء أعرابي الى النبي يقال له قليب فقال يارسول الله اني تهيأت الى الحج كذا وكذا مرة فما قدّر لي فقال الرسول : يا قليب عليك بالجمعة فانها حج المساكين)) وقال ايضا ((الجمعة حق على كل مسلم الاّ أربع ,عبدا مملوكا , أو أمرأة أو صبيا أو مريضا )) ²وقال ايضا (( من ترك ثلاث جمع متعمدا من غير علة طبع الله على قلبه بخاتم النفاق ))³ وقال (( لينتهين اقوام من ودعهم الجمعات )) ٭ وهذه الروايات تدل على وجوب صلاة الجمعة .

خطب الجمعة للسيد الشهيد