منتدى جامع الائمة الثقافي - من يتهم السيد القائد مقتدى الصدر بانه تابع لايران

منتدى جامع الائمة الثقافي (http://www.jam3aama.com/forum/index.php)

من يتهم السيد القائد مقتدى الصدر بانه تابع لايران

[frame="11 98"]هناك من يتهم السيد القائد مقتدى الصدر بانه تابع لايران ؟
يمكن الاجابة عن ذلك على عدة مستويات ؟
المستوى الاول:قال تعالى : ( أفلا يتدبرون القرآن ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ) النساء – 82.
القران في هذا الاية الكريمة يتحدى بعدم وجود اختلاف فيه فمصدر القران واحد وهو الله جل جلاله والقران غير تابع لجهة ، لان كل الجهات تحتاج اليه لتكاملها فما من واحد منا إلا وهو يرى نفسه كل يوم أكمل من أمس ولا يزال يعثر في الحين الثاني على سقطات في أفعاله وعثرات في أقواله الصادرة منه في الحين الأول ، هذا أمر لا ينكره من يرى نفسه إنسان ذو شعور . وهذا الكتاب جاء به النبي صلى الله عليه وآله وسلم نجوما وقرأه على الناس قطعا قطعا في مدة ثلاث وعشرين سنة في أحوال مختلفة وشرائط متفاوتة في مكة والمدينة في الليل والنهار والحضر والسفر والحرب والسلم في يوم العسرة وفي يوم الغلبة ويوم الامن ويوم الخوف ، ولالقاء المعارف الإلهية وتعليم الأخلاق الفاضلة وتقنين الاحكام الدينية في جميع أبواب الحاجة ، ولا يوجد فيه أدنى اختلاف في النظم المتشابه ، كتابا متشابها مثاني ولم يقع في المعارف التي ألقاها والأصول التي أعطاها اختلاف يتناقض بعضها مع بعض وتنافي شئ منها مع آخر ، فالآية تفسر الآية والبعض يبين البعض ، والجملة تصدق الجملة كما قال علي عليه السلام : ( ينطق بعضه ببعض ويشهد بعضه على بعض ) ( نهج البلاغة ) . ولو اخذنا على سبيل الافتراض ان السيد القائد مقتدى الصدر هو القران الناطق في زماننا فهل يحتاج ان يتبع أي كان ام نحن من يحتاج ان نتبعه لتكاملنا هذا من جهة , من جهة اخرى هل تستطيع ان تحكم على انسان سائر في طريق قبل ان يكمل طريقه .فالسيد القائد لم يكمل طريقه حتى تقول انه تابع لجهة فاذا كانت سور القران اكتملت خلال فترة زمنية طويلة فمابالك بالسيد القائد كم تحتاج حتى ترى السيد القائد مقتدى الصدر بصورة نهائية هذا اذا كنت موجود اصلا.
المستوى الثاني:ان سبب اتهام السيد القائد مقتدى الصدر بانه تابع الى ايران نابع من عدم الطاعة والتسليم للقائد الالهي وهذا ما اكده السيد القائد مقتدى الصدر في خطب الجمعة , حيث قال )ان من اهم مقومات الفرد الصالح او قل اهم مقومات الفرد المسلم او المؤمن ان يكون مطيعا لله عز وجل في كل افعاله وان لا يعصيه لا بالصغيرة ولا بالكبيرة على حد سواء فان المسلم انما سمي مسلما لانه اسلم او سلم نفسه وجوارحه وروحه الى الله جل وعلا وخصوصا بعد ان نلتفت الى شيء مهم جدا الا وهو ان الله لا يامر الا بالعدل والاحسان والاخلاق العالية المتسامية ولا يامر بالفحشاء والمنكر سبحانه وتعالى عما يشركون علوا كبيرا فقد قال تعالى في محكم كتابه ((ان الله يامر بالعدل والاحسان وايتاءي ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون)) وكذلك قوله تعالى ((ان الله لا يامر بالفحشاء اتقولون على الله ما لا تعلمون)) ومن المعلوم ان الطاعة بمعنى الانقياد اي التبعية في كل شيء في السراء والضراء وليس في احدهما دون الاخر فهذا مناف للطاعة او قل للانقياد فان الذي يطيع في كل شيء يسمى حينئذ منقادا والا فلا ينطبق عليه هذا العنوان لا من قريب ولا من بعيد على الاطلاق ومنه قوله تعالى: ((لا ينال عهدي الظالمين)) لان من لم يطع الله فهو ظالم لنفسه وليس لله عز وجل بطبيعة الحال فان الله لا دخل له باعمالك فان اطعت فلنفسك اي نفعت نفسك وذلك لاكتسابك الثواب والاجر الجزيل وان عصيت فعلى نفسك لانك تعاقب وقد قال تعالى: ((لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم)) هذا وان الخلق ما خلق الا ليعبد الله مخلصا له الدين والعبادة احد مصاديق الطاعة والانقياد الا ترى ان الصلاة فيها سجود وركوع وكلاهما يعبر معنويا بالطاعة والانقياد حتى قيل انه سجد لله اي انقاد له ثم بعد ذلك كله لا تتصور ان الطاعة هي العبادة فقط فكم من مصل هو عن صلاته غافل الم تسمع قوله تعالى: ((فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون)) وكم من عابد وهو فاعل للمحرمات وقد يتعدى حدود الله فان اهم مقومات العبادة هي اثارها الايجابية والحسنة فقد قال تعالى: (( ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)) وكذلك ورد في السنة الشريفة بما معناه: (ان الصدقات تذهب بالسيئات) اذن فالصلاة التي لا تنهاك عن الفحشاء لا خير فيها بل هي مجرد فعل خارجي لا اثر له فيه ولذا قد يقال ان للصلاة عدة درجات فمنها ما هو قربة الى الله تعالى فقط ومنها من هو قربة الى الدنيا ومنها من هو قربة الى الغير اي الرياء والعياذ بالله المبطل والماحي للعبادة والثواب وكذلك الصدقات على سبيل المثال اذا لم يك لها اثر اخروي في نفسك وخصوصا بعد ان نعلم ان للعبادة والطاعة اثران: اثر شخصي لك وهو الثواب كالاذهاب بالسيئات ولها اثر غيري وهذا الغيري اما فردي او عام اما الفردي في مثالنا اي الصدقات هو اغناء الفقير واشباعه مثلا واما العام هو نشر العدل والمساواة في تقسيم الاموال ورفع المستوى المعيشي للفقراء هذا بعد ان نلتفت الى انك لو اشبعت فقيرا فقد انقذت الفقراء في البلد اكيدا ولو بتسمية قليلة الا انه تقليل منه بطبيعة الحال. ولو اردنا البقاء في صلب الموضوع قلنا ان الطاعة ليست للجسد فقط فهنا انواع عديدة من الطاعات منها القلبية ومنها طاعة الجوارح فكل له عمله الخاص به وهذا مطابق لقوله تعالى: (( كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون)) وهناك اية اخرى متممة لها الا وهي قوله تعالى: ((تسبح له السماوات والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم)) فكل الوارد في الاية تنطبق على كل مخلوقات الله الصغيرة والكبيرة والمتدني والمتسامي لو صح التعبير على حد سواء لكن كل بما يتحمل وما يستحق وما يؤيد ما من ان الجوارح كلها منقادة ويجب عليها الطاعة قوله تعالى: ((ان السمع والبصر والفؤاد كل اولئك كان عنه مسؤولا)) اذن يكون الجميع داخل تحت الطاعة والانقياد وهو امر غير مختص بالبشر فقط او الانسان فقد قال تعالى: ((وسخرنا مع داوود الجبال يسبحن والطير)) فمن هذه الاية نعلم ان الحيوانات والجمادات منقادات وطائعات لتسخير الله الا انه قد تختلف طاعة الجماد والحيوان عن طاعة الانسان وذلك بان الانسان مختار وليس مجبر لكن لا يصل الاختيار الى درجة التفويض بطبيعة الحال كما هو مدون ومثبت ببعض العلوم حيث ورد (لا جبر ولا تفويض ولكن امر بين امرين) وانا قد ذكرت في محفل من المحافل ان طاعة الخلق من حيوان وجماد وباقي المخلوقات عموما التي نعلمها والتي لا نعلمها على حد سواء لان الله تعالى يقول: ((ويخلق ما لا تعلمون)) قد تكون طاعته اكثر واحسن من طاعة الانسان من بعض النواحي .
المستوى الثالث:عدم فهمنا للقائد الالهي فنحن ننظر من وجهة نظرنا العمياء الناقصه فنتهم جزافا القادة الالهين وحسب اهواءنا هل فكارنا ولو قليلا إن القادة الإلهيين هم الأقرب إلى فهم المعصوم ومراداته لأن القادة الإلهيين يعيشون الواقع وينطقون بما يناسبه , وهذا هو حال المعصومين (عليهم السلام) , ورد عن الإمام الصادق (عليه السلام) (انتم افقه الناس إذا عرفتم معاني كلامنا ) , ولذا كان الأئمة عليهم السلام يرجعون الأمة إلى نوابهم ويقولون (فما أداه إليك فعني يؤدي) أو (ما قاله لكم فعني يقول ) , فالقائد الإلهي – ضمن المنظومة القيادية – تكون تشخيصاته وقراءاته مطابقة لقراءة المعصوم وبالتالي فان السيد القائد مقتدى الصدر باعتباره قائد الهي يكون قوله وفعله قول وفعل المعصوم فهل يصح ان نقول ان السيد القائد يتبع ايران
فمابلك اذا كان العكس صحيح .
المستوى الرابع : من يقول ان السيد القائد مقتدى الصدر يتبع ايران لايرى كفتي الميزان هذا اذا راى الميزان اصلا إن السيد القائد مقتدى الصدر له صفات حقيقية يمكن للأمة أن تلتمسها منه , هذه الصفات لها انعكاس ومؤثرية على الأمة ينتج عنها رفع الغفلة . فالقائد الإلهي الحقيقي يشابه حاله حال الميزان , فإن أي تأثير في إحدى كفتيه ينتج عنه اثر ومحركية في الكفة الأخرى للحفاظ على التوازن . وهكذا القائد الإلهي ,فإن أي حدث يقع في الأمة – بل في هذا الوجود – يكون للقائد الإلهي انفعال تجاهها بما يحفظ التوازن وهذا ما ريناه وسمعناه في لقاء السيد القائد مقتدى الصدرعلى قناة العربية الاخير حيث قال ( انا مستعد لحل المشاكل بين ايران والسعودية) .
كنتيجة نهائية ان السيد القائد مقتدى الصدرلايتبع أي جهة وهدفه تغير المجتمع نحو الخير والصلاح وهذا التغيير يتتطلب وضع نفسي فريد في القائد الذي يقود الامة نحو الكامل والتكامل.
والحمد الله رب العالمين[/frame]