وحشة طريق الحق
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
في استفتاء مقدم لسيدنا القائد مقتدى الصدر(اعزه الله بعزه)من بعض الأهالي في منطقة حنون (الجديدات)في مدينة النجف الاشرف القديمة ، حول البعض ممن يرتاد المقاهي جالسا فيها لعدة ساعات ويحسب نفسه من أتباع منهج الصدرين(قدس) ، فأجاب سيدنا ، بتاريخ 22/محرم الحرام / 1433 هجريه :
[ بسمه تعالى
هؤلاء جهلة جهلة جهلة (زين) براء منهم أنا وكل من له في الحق باع ]
وهنا اود بيان ما اراه في هذا الاستفتاء واستغفر الله فلا ادعي ان ما اراه هو قصد مولانا السيد القائد بعينه انما ابين ما اراه بحسب فهمي القاصر ومن الله التوفيق :ـ
من القواعد المهمة معرفة الرجال بالحق وليس العكس أي معرفة الحق بالرجال ، فالذي يمثل الحق ويدور مع الحق أنا دار هو الذي لا تأخذه في الله لومة لائم ولا يجامل ولا يداهن على حساب الحق مهما كان ومهما يكن ، ولذا فان طلاب الحق والحقيقة لم يقتدوا بسيدنا القائد لأنه الابن النسبي (الصلبي) لسيدنا شهيد الله محمد محمد صادق الصدر(قدس)بل لأنه الابن الحقيقي المعنوي لسيدنا شهيد الله أو قل هو الحلقة المكملة الآن في هذا المسير التكاملي فبإتباعه إتباع للحق والسير على منهج محمد وآله الطيبين الطاهرين .
فبالرغم من حبه الشديد لنا إلا انه في نفس الوقت شديد علينا ، كثرتنا حوله لا تزيده يقين بطريق الحق وتفرقنا عنا لاتجعله يستوحش طريق الحق ، يريد ممن يسير معه على طريق الحق إن يفني نفسه خالصا لله لينير الدرب للآخرين .
أو قل يموت ظمئانا لينزل القطر على الآخرين ولا يريدنا أن نقتفي اثر من يقول إذا مت ظمئانا فلا نزل القطر .
لقد قرأت بيانات لسيدنا القائد فيها طرد وفيها لعن ....للبعض ممن انتهك المحرمات وارتكب الموبقات ...ويحسب نفسه على خط الصدرين(قدس)ولم يحصل هذا اللعن وهذا الطرد إلا بعد التحذير المتكرر أكيدا ولكن من دون جدوى لأنهم موتى فلا يسمعون .
أما هذا الاستفتاء فقد ارتعشت منه ومن يوم الجمعة (26 محرم الحرام ) اليوم الذي تم فيه نشر هذا الاستفتاء ، وجمعت أسرتي وناقشتهم به وناقشوني لما وجدت به من أهمية بالغة (مع أهمية باقي الاستفتاءات)
فإذا كان المنتمي إلى هذا المنهج الشريف لايجوز له الجلوس في المقاهي وضياع الوقت بجلسة البطالين ، بل إن السيد بريء منه وكذلك بريء منه كل من له بالحق باع ، فالي أين مصيره إن لم يكن في سماط الحق وأهله؟
أكيد سوف يكون في سماط الباطل وأهله (إن لم يوفق للتوبة النصوح )، هذا من جهة
ومن الجهة الأخرى ، إن لكل كلام منطوق ومفهوم ، أي إذا كان المنطوق (لاتقل لهما أف) فالمفهوم إن الأكثر من الأف ممنوع أكيدا .
أي إذا كان الجلوس في المقهى يؤدي إلى هذه النتيجة الخطيرة فما بالك بغيره ، وما أكثر مجالس البطالين التي تنوعت بأنواع العاصين
وبعد ذلك فيا ترى ماذا يقول من يفعل أكثر من ذلك ويسلك طرق أبشع من ذلك فهل ياترى يبقى يمني نفسه الأمارة انه مازال له نصيب مع الحق وأهله
اوليس أمر قادتنا صعب مستصعب يحتاج إلى مؤمن امتحن الله قلبه للإيمان وهيهات النجاح إن لم يكن بتوفيق الله وتسديده
وكيف ينجح من لم يطع الله ورسوله وأولي الأمر الذين اذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا
وكيف ينجح من كان شينا على أهل البيت ولم يكن لهم زينا
ثانيا ـ
إن في هذا الاستفتاء تتجلى صورة لمدى مرحلة التكامل التي وصل إليها أتباع مدرسة التوحيد الكبرى من جهة ومن جهة أخرى تتجلى صورة لأهمية وخطورة المرحلة التي نحن فيها فالويل للذين هم لاهية قلوبهم عن ذكر الله وأي جهل أكثر من الغفلة عن الأخطار المحدقة بنا من كل جانب ومكان ونحن في غمرة ساهون وهل من الإنصاف أن نخوض ونلعب والأرض بكل بقاعها تموج بالأحداث العظيمة التي يشيب لها الرضيع , فهل بعد ذلك نبقى نمني النفس بأننا أتباع من أفنى نفسه في ذات الله وبذل مهجته من اجل دين الله حتى مضى شهيدا إلى الله (جل جلاله)، وأي هم وغم نبعثه للسيد القائد ولماذا ؟
ثم أين يتواجد عباد الله بالمساجد ومجالس العلماء أم بالمقاهي ومجالس البطالين!؟
ثم أين هي تكاليف أتباع منهج الحق ؟
أين حفظ ثلاث آيات من القرآن يوميا ؟
أين دراسة أربعة أحاديث للعترة الطاهرة(عليهم السلام) وخمسة مسائل من الرسالة العملية؟
أين أعينوني بورع واجتهاد وعفة وسداد ؟
أين اتركوا لهم الدنيا ؟
أين نحن من الجهاد الأكبر ؟
ثم هل انتظار مولانا بقية الله وقطب الوجود ...في المقاهي؟؟؟
أم في المقاهي ندعو الله بالعجل العجل ياصاحب الزمان!
هل يدرك البعض منا انه مع من يستهزء ؟ , ثم ماهو المهم :
هل هو ادعاء الفرد بأنه مؤمن ، أم المهم انه عند الله ورسوله وأهل البيت(صلوات الله عليهم اجمعين) موجود في خانة المؤمنين وكذلك المسلم والشهيد والجندي في جيش الإمام (عليه السلام) .......
فان كان معي حصاة وأنا على يقين منها فما فائدة الناس إن قالوا عنها لؤلؤة ، وان كانت معي لؤلؤة فما يضرني إن قال عنها الناس إنها حصاة اوليس هذا ماعلمنا إياه مولانا موسى الكاظم (عليه السلام)؟
والى متى هذا الظلم لقادتنا وسادتنا وممن ، من أناس يحسبون أنفسهم من أتباعهم وهل هكذا يكون الإتباع؟!
لا والله ما هكذا الإتباع ففي الكافي وآمالي الصدوق عن جابر بن يزيد الجعفي ، قال : قال مولانا الامام محمد الباقر(عليه السلام):
[...فو الله ما شيعتنا إلا من اتقى الله وأطاعه وما كانوا يعرفون يا جابر إلا بالتواضع والتخشع والأمانة والإنابة وكثرة ذكر الله والصوم والصلاة والبر بالوالدين والتعهد للجيران من الفقراء وأهل المسكنة والغارمين والأيتام وصدق الحديث وتلاوة القرآن وكف الألسن عن الناس إلا من خير وكانوا أمناء عشائرهم في الأشياء .....إلى أن قال(ع):
من كان لله مطيعا فهو لنا ولي ومن كان لله عاصيا فهو لنا عدو وما تنال ولايتنا إلا بالعمل والورع ]
وفي البحار عن الصدوق عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : كان علي بن الحسين(عليهما السلام) قاعدا في بيته إذ قرع قوم عليه الباب فقال يا جارية انظري من في الباب فقالوا قوم من شيعتك فوثب عجلا حتى كاد أن يقع فلما فتح الباب ونظر إليهم رجع وقال كذبوا فأين السمت في الوجوه أين اثر العبادة أين سيماء السجود إنما شيعتنا يعرفون بعبادتهم وشعثهم قد قرحت منهم الاناف ودثرت الجباه والمساجد خمص البطون ذبل الشفاه قد هيجت العبادة وجوههم وأخلق سهر الليالي وقطع الهواجر جثثهم المسبحون إذا سكت الناس والمصلون إذا نام الناس والمحزونون إذا فرح الناس ]
اوليس هذا هو الحق وهو ما آمنا به وعاهدنا الله عليه .
اسأل الباري بحق سيدنا القائد أن لا يستبدل بنا غيرنا وان لا يزق قلوبنا بعد إذ هدانا ، فالعز كل العز في طاعة الله والذل كل الذل في معصية الله(جل جلاله)
أجارنا الله من سوء العاقبة بحق المصطفى محمد وعترته الطاهرة صلوات الله عليهم أجمعين .