منتدى جامع الائمة الثقافي - مقدمة كتاب ( مقالات ودفع إشكالات ) للأستاذ علي الزيدي

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
اليكم احبتي مقدمة الكتاب المتميز ( مقالات ودفع إشكالات ) والتي خطها يراع الأستاذ الفاضل علي الزيدي
والذي سيتوفر خلال الايام القليلة القادمة في جميع المكتبات
ومن الله التوفيق

http://www.wlidk.net/upfiles/wgo94669.jpgبسم الله الرحمن الرحيم
هذه مجموعة من المقالات والبحوث كتبتها في الفترة التي تزامنت مع بدء المظاهرات والاعتصامات التي أمر بها السيد مقتدى الصدر بتاريخ ( 26 / 2 / 2016 ) حتى كلمته الأخيرة التي أعلن فيها إعتكافه بتأريخ ( 30 / 4 / 2016 ) والتي قاربت الشهرين لتتساوى بالتالي مع فترة الاعتكاف التي اعلن عنها .
وقد كنت عايشت تلك الأحداث ، أولاً بأول دون أن أفارقها يوماً ، ولم أكن بعيداً عن المتظاهرين وهم في الشوارع حين تصهرهم حرارة الشمس ولا من المعتصمين في خيمهم لتقيهم برد نهاية الشتاء ، وحر بداية الصيف .
فكانت مظاهرات وإعتصامات تثير الدهشة والإعجاب، وتـجعلك تقلب التأريخ لتمـزق كل ما قـيل وقال كذبا وزوراً عن هذا الشعب الأصيل ، ليكشف عن هويته الصادقة ، والتي صدحت بكل معاني القيم والأخلاق والنَفَس الأبي ، الذي يتسم بعبق الحرية وألق المجد .
كنت أنظر الى الشيوخ الطاعنين في السن ، الذين نقش التأريخ بصماته على وجناتهم ، وفي عيونهم الغائرة بالحزن الطويل ، وهم يقتلعون وَهْن عظامهم ، وكبر سنّهم ، ليأتوا زاحفين هاتفين (كلا..كلا.. للفساد) . (نعم..نعم للإصلاح) .
كنت أنظر الى النساء الحانيات الباكيات ، من ألم الرحيل، وأي رحيل هذا ؟!
فهو رحيل الأبد ، وفراق العزيز ، فلا ابن يعود ، ولا زوج له محطّة للقدوم ، لقد رحلوا بالرصاص وشظايا الأشـرار، وأمراض تأزمت بلا مال للعلاج ، فكانت عناوينهن الدموع الجاريات ، وهدير الحسـرات ، ولكن بالرغم من ذلك خرجت لهن أصوات مع الزفرات تنتحب لتتكلم بهدوء : ( كلا .. كلا.. للفساد . نعم .. نعم .. للإصلاح ) .
كنت أنظر الى ذلك الشعب ( المثقف ، الأكاديمي ، المعمم ، الطالب ، الذي يقرأ ويكتب ، المسلم ، المسيحي ، الصابئي ، الكردي و..و.. ) وهم يهتفون للإصلاح ، كأنهم أولاد أم واحدة وأب واحد ، والمفسدون هم الغرباء بسبب ما جنته أيديهم .
فكتبت مقالات وأجبت عن إشكالات، كانت توثق الحالة، وتعطي صورة تترجم ما جرى وحدث في الأربع والستين يوماً التي مرت (من 26/2/2016 الى 30/4/2016) التي انتصر فيها شعبٌ أصر على الإنتصار، وهدّ ركن للفساد، بعد أن توسم المفسدون فيه بقاءاً وخلوداً أبدياً، لكنه الأن يعيش لحظات الإحتضار، في زمن تغيرت فيه الأقدار .
علي الزيدي
27 رجب الاصب 1437
5 ايار 2016