منتدى جامع الائمة الثقافي - الفيروس المفسد في حياتنا

الفيروس المفسد لحياتنا

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
لَكَم نحن نخاف على أجسامنا من إختراق الفيروسات ، ولكم نسعى جاهدين لاختراع المضادات الحيوية القاتلة لها ، وقبل ذاك نسعى بكل ما أوتينا من علم ومعرفة وبحثٍ حثيث في حماية أجسامنا بوقايتها من فتك تلك الفيروسات ، باختراع العلاجات اللقاحات والتطعيمات المناسبة لتقوية المناعة فيها وتسليحها للدفاع عن كل خلية مخترقة من فيروسٍ من تلك الفيروسات الصغيرة جداً والتي لا تكاد تُرى بالعين المجردة وإنما تحتاج إلى مكبرات ذات عدسات قوية جداً بحيث تمكننا من رؤيتها ودراسة مكوناتها وأساليبها في الفتك ومن ثَم إيجاد اللقاح المناسب والقادر على قتلها ووقاية أجسامنا من أن تخترقها وتفتك بها
لكن هل حاولنا أن نجد لقاحاً ناجعاً وعلاجاً واقياً لاختراق أكبر فيروس لحياتنا يفتك بها ويُفسدهها بنار حقده ولهيب حسده ووساوسه التي تجرنا إلى الهلاك وتجعلنا في زمرة المغضوب عليهم والضالين؟ وهل حرصنا على القضاء على هذا الفيروس الرجيم واجتهدنا في دراسة أساليبه الماكرة والتي بها يودي بحياتنا إلى الخلود في نار سجرها الجبار لغضبه؟ وهل بحثنا عن العلاج الناجع لطرده من حياتنا كما فعلنا مع فيروسات الأجسام؟ أم أننا سلمنا له أنفسنا وساعدناه على أن يعمل فينا ما يشاء من وسواس ودعوة إلى الضلال ومكناه منا مع أنه لا سلطان له علينا إن نحن تلسحنا بسلاح الإيمان وتوجهنا إلى الله بخير الأعمال ، متعوذين منه ومن شره وحبائله ووساوسه وسعينا في إصلاح أنفسنا بالمحاسبة الدءوب والتوبة النصوح واجتهدنا في التوجه إلى الرب الرءوف بقيام الليل وتلاوة القرآن والدعاء الدائم بالثبات على دين الله واجتنابنا لحب الدنيا والذي هو الثغرة التي منها يتمكن هذا الفيروس اللعين من اختراق أنفسنا والعبث بحياتنا لنهلك مع الهالكين ونسلك طريق المضلين ونهوى في نار الجحيم فحب الدنيا رأس كل خطيئة
آمل بل أدعو الله أن يحصننا من الوقوع في حبائل الشيطان وأسأله أن يُعيننا على أنفسنا وأن يهدينا إلى ما فيه رضاه وأن يسعدنا بتقواه وأن يسلك بنا مسالك الصالحين ويُجنبنا صحبة المُضلين ويرحمنا بمحمد وآله الطاهرين ويتوب علينا من كل ذنبٍ عظيم فذلك والله هو الفوز العظيم والطريق الموصل لرضوان رب العالمين واللقاح الناجع الواقي من اختراق الشيطان الرجيم والعلاج القاضي على وساوسه والقاطع لحبائله والحارق له والمودي به في أسفل دركات الجحيم مع جنوده الملاعين الضالن المضلين والفراعنة المتجبرين الذين جندوا أنفسهم له وكانوا من أعوانه فأنساهم ذكر الله العظيم وجعلهم معه في أهل الجحيم