![]() |
بعض العبر والدروس من زيارة ( وارث ) للامام الحسين عليه السلام
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم عظم الله اجوركم واجورنا بمصاب سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام والثلة الطيبة من اهل بينه واصحابه ورزقكم الله وايانا طلب ثأره مع امام منصور من اهل بيت محمد صلوات الله عليهم اجمعين المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلِ على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم توكلت على الله رب العالمين وبه تعالى نستعين والصلاة والسلام على محمد وال بيته الطيبين الطاهرين جاء في الزيارة الجامعة (كَلامُكُمْ نُورٌ وَاَمْرُكُمْ رُشْدٌ وَوَصِيَّتُكُمُ التَّقْوى، وَفِعْلُكُمُ الْخَيْرُ، وَعادَتُكُمُ الاِحْسانُ، وَسَجِيَّتُكُمُ الْكَرَمُ، وَشَأنُكُمُ الْحَقُّ وَالصِّدْقُ وَالرِّفْقُ، وَقَوْلُكُمْ حُكْمٌ وَحَتْمٌ، وَرَأيُكُمْ عِلْمٌ وَحِلْمٌ وَحَزْمٌ ) (1). فكلامهم نور يضيء للناس طريقهم ويكشف ما التبس عليهم ويهديهم الى صراط مستقيم . ذلك الكلام الذي اخذ اشكال مختلفة منها على سبيل المثال : 1 – الخطب 2 – حلقات الدرس 3 – الدعاء 4 – أجوبة مسائل الناس وهنا أحببت التركيز على شكل اخر مضافاً الى ما ذكر وهو ( الزيارات ) الواردة عن ائمتنا سلام الله عليهم . اذن فمن الضروري جداً ان تكون محل دراسة وتدبر لننهل منها العلوم والدروس والعبر . فهي من الأهمية بمكان لانها خطاب من معصوم الى معصوم مثله . ولاهمية زيارة المعصومين سلام الله عليهم فقد جاءت الروايات الكثيرة التي تحث على المواظبة عليها حيث انك لا تجد يوما الا وفيه زيارة لمعصوم – كما في زيارات الأيام الواردة الذكر في كتب الادعية – لما في الزيارة من آثار تربوية كبيرة . فمن هذا المنطلق ولكوننا في شهر شهادة ابي الاحرار الامام الحسين سلام الله عليه من جهة ومن جهة أخرى المكانة الكبيرة التي احتلتها زيارته عليه السلام في روايات الائمة سلام الله عليهم حيث انك لا تجد مناسبة الا وللحسين سلام الله عليه زيارة مخصوصة له فيها . من هنا تناولت احدى زيارته المعتبرة وهي زيارة ( وارث ) الواردة عن امامنا جعفر الصادق عليه السلام لننهل منها بعض الدروس والعبر بعد توفيق الله وتأييده لتكون موضوع بحثي المتواضع هذا . مع الاخذ بنظر الاعتبار انني لم ارد الرواية بأكملها وانما سوف اقتطع محل الحاجة منها ومن أراد الزيادة فليراجع كتاب مصباح المتهجد . جاء في مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص 723 : (روى لنا جماعة عن أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن قضاعة بن صفوان بن مهران الجمال عن أبيه عن جده صفوان. قال: استأذنت الصادق عليه السلام لزيارة مولانا الحسين عليه السلام، فسألته أن يعرفني ما أعمل عليه، فقال: يا صفوان: صم ثلاثة أيام قبل خروجك واغتسل في اليوم الثالث، ثم أجمع إليك أهلك أقول : ثم ان الامام يشرع في ذكر مستحبات الزيارة من غسل والمشي بوقار والاستئذان الى ان يقول : ثم تأتي باب القبة وقف من حيث يلي الرأس، وقل : السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله، السلام عليك يا وارث نوح نبي الله،السلام عليك يا وارث إبراهيم خليل الله، السلام عليك يا وارث موسى كليم الله، السلام عليك يا وارث عيسى روح الله السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله السلام عليك يا وارث أمير المؤمنين عليه السلام ولي الله السلام عليك يا ابن محمد المصطفى! السلام عليك يا ابن علي المرتضى السلام عليك يا ابن فاطمة الزهراء السلام عليك يا ابن خديجة الكبري السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور أشهد أنك قد أقمت الصلاة وآتيت الزكاة وأمرت بالمعروف ونهيت عن المنكر وأطعت الله ورسوله حتى أتاك اليقين فلعن الله أمة قتلتك ولعن الله أمة ظلمتك ولعن الله أمة سمعت بذلك فرضيت به يا مولاي يا أبا عبد الله! أشهد أنك كنت نورا في الأصلاب الشامخة والأرحام المطهرة لم تنجسك الجاهلية بأنجاسها ولم تلبسك من مدلهمات ثيابها، وأشهد أنك من دعائم الدين وأركان المؤمنين، وأشهد أنك الإمام البر التقي الرضي الزكي الهادي المهدي، وأشهد أن الأئمة من ولدك كلمة التقوى وأعلام الهدى والعروة الوثقى والحجة على أهل الدنيا، وأشهد الله وملائكته وأنبياءه ورسله أني بكم مؤمن وبإيابكم موقن بشرائع ديني وخواتيم عملي، وقلبي لقلبكم سلم وأمري لأمركم متبع صلوات الله عليكم وعلى أرواحكم وعلى أجسادكم وعلى أجسامكم وعلى شاهدكم وعلى غائبكم وعلى ظاهركم وعلى باطنكم. أقول : ثم ان الامام عليه السلام يذكر زيارة علي بن الحسين والانصار سلام الله عليهم الى ان يقول : ثم قم واخرج ولا تول ظهرك، وأكثر من قول: إنا لله وإنا إليه راجعون، حتى تغيب عن القبر، فمن زار الحسين عليه السلام بهذه الزيارة كتب الله له بكل خطوة مائة ألف حسنة و محي عنه مائة ألف سيئة، ورفع له مائة ألف درجة وقضي له مائة ألف حاجة أسهلها أن يزحزحه عن النار كان كمن استشهد مع الحسين عليه السلام حتى يشركهم في درجاتهم )(2) وهنا سوف اتناول مقدمة الرواية ومفردات الزيارة على شكل نقاط لاخد العبر والدروس وكالاتي اولاً:- في أستئذان صفوان لزيارة الامام الحسين عليه السلام وطلب تعليمه مايفعل في الزيارة وهنا لابد من وقفة لأخذ العبرة فنقول : 1. ان في الرواية مثال واضح وجلي فيما يجب ان يكون عليه الاتباع من مراجعة القيادة واخذ الاذن منها في أي تحرك ثم الانقياد والطاعة لها فيما تأمر به من توجيه حتى وان كان العمل راجحاً كما في الرواية وهذا ماأمر به السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) واكده مراراً وتكراراً السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله بقوله : ( لاتقولوا قولاً ولاتفعلوا فعلا الا بعد مراجعة الحوزة العلمية الناطقة ) فنراه انه لم يقتصر على الفعل بل تعداه الى القول أيضاً . 2. انه من الأفضل اكيداً ان يدعوا الفرد ويزور بما ورد عن اهل البيت سلام الله عليهم بل قد ورد النهي على ان يخترع الانسان من نفسه دعاء كما في الرواية التالية :- ( دخلت على الصادق (ع) فقلت : جعلت فداك !.. إني اخترعت دعاء ، قال : دعني من اختراعك ، إذا نزل بك أمر فافزع إلى رسول الله (ص) ..... )(3) وصفوان رضوان الله عليه مدرك لذلك لذا فقد سأل الامام مايفعل في زيارة الامام الحسين عليه السلام فالمعصوم احق بوضع مفردات الزيارة من غيره لانه اقرب الناس للامام واعرفهم به وهو يخاطبه بما يليق به من عبارات . ومن هنا يمكن القول ان احق الناس وافضلهم بوضع او اختيار مفردات الزيارة للسيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس سره) هو وولده البار السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله فهو اعرف بالعبارات التي تليق بسماحته قدس : حيث جاء في لقاء الجمعة التاسع بتاريخ 6 / رجب / 1426 الشيخ / كيف تزور السيد الشهيد ؟ السيد القائد / اقرأ زيارة امين الله الشيخ / هل للمؤمنين بعدك لااشكال في قراءتها ؟ السيد القائد / لا مو كنص أميرالمؤمنين طبعاً لان هاي امين الله تقرأ في كل مكان حتى عندما تزور باقي الائمة فأنا اعتبره واحد من المعصومين بالعصمة الثانوية فأقرأها . الشيخ / اذا كان الامر كذلك في الحقيقة اذن لماذا لاتعلق الزيارة ؟ السيد القائد / انا أخاف من الكلام . الشيخ / والا هي السيد القائد / لا مابيها اشكال . ثانياً / عبارة ( السلام عليك ...... ) وهنا يمكن مناقشتها واخذ العبر منها من عدة محاور هي : المحور الأول / علة بدأ هذه الزيارة وغيرها بالسلام ؟ ان في ذلك إشارة الى ما ادبنا به ديننا الحنيف من عدم بدأ الكلام قبل التحية وهي السلام كما نصت بذلك الايات والروايات منها قوله تعالى : " واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة " الانعام 54 وقال (صلى الله عليه واله وسلم ) : ( من بدأ بالكلام قبل السلام فلا تجيبوه ) (4) وعن الحسين (عليه السلام ) ( قال له رجل كيف انت عافاك الله ؟ فقال عليه السلام له السلام قبل الكلام عافاك الله ثم قال عليه السلام / لاتأذنوا لاحد حتى يسلم ) (5) المحور الثاني / معنى السلام وأخذ العبرة منه . جاء في كتاب الانوار اللامعة في شرح الزيارة الجامعة ( ص 23 ) ( قد اختلف في معنى هذا اللفظ فقيل معناه الدعاء أي سلمت من المكاره وقيل معناه اسم السلام عليكم وقيل معناه اسم الله عليك أي انت في حفظه كما يقال الله معك واذا قيل السلام علينا او السلام على الأموات فليس المراد به الاعلام بالسلامة يقيناً وربما يقال ان معناه الدعاء بالسلامة لصاحبه من آفات الدنيا او عذاب الاخرة او كليهما ثم وضعه الشارع موضع التحية والبشرى بالسلامة " )(6) أقول :- وانطلاقاً من المعنى الأول – انه من المعلوم والثابت عقائدياً ان الاعمال تعرض على النبي واهل بيته صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين كما جاء في قوله تعالى {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة : 105] كما ان الروايات الشريفة زاخرة في اثبات ذلك منها ماورد عن عبد الله بان الزيارات وكان مكيناً عن الرضا (عليه السلام ) قال : قلت للرضا : ادع الله لي ولاهل بيتي فقال (عليه السلام ) او لست افعل ؟ والله ان اعمالكم لتعرض عليّ في كل يوم وليلة .)(7) 2 – ان طاعة الله سبحانه تدخل السرور على قلب الامام (عليه السلام ) كما ان المعصية تسؤوه لانه استشهد من اجل إقامة الدين وطاعة رب العالمين ولعل هذا ما أراده السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس ) في كتابه القيم " شذرات من فلسفة تاريخ الحسين (عليه السلام ) " ص 23 (اذن كل حكم فقهي مشمول لاستنصار الحسين (عليه السلام ) فعلى الانسان ان يطبق أوامر الله تعالى صغيرها وكبيرها قليلها وكثيرها ظاهرها وباطنها مهمها وبسيطها )(8) اذن يمكن القول ان في السلام على المعصوم دعوة من الزائر لله سبحانه وتعالى بأن يوفقه واخوانه بان يكون بالمقام الذي يسعد الامام ولا يصله منه مايؤذيه وفي نفس الوقت دعوة لمراجعة النفس للتحلي بالصفات الحميدة المحور الثالث / علة تكرار السلام ويمكن ادراج عدة أسباب منها : 1 - تعدد السلام بتعدد الحيثيات فأنت تسلم عليه من حيث انه وارث لآدم وأخرى لانه وارث لنوح عليهم السلام وهكذا فكل مقام او قل صفة من هذه الصفات تستحق ان تنفرد بسلام لوحدها . 2 - ورد عن امامنا الحسين (عليه السلام ) : للسلام سبعون حسنة تسع وستون للمبتدئ وواحدة للراد. ومن المعلوم ان المعصومين سلام الله عليهم أبواب رحمة الله وهم يريدون الخير لكل الناس فتكرار السلام زيادة في الاجر والثواب . 3 - ان من المحتمل ان تكون دعوة لافشاء السلام في ما بيننا خصوصاً وانك تكرر السلام في موقف واحد ( 12 ) مرة كما في هذه الزيارة وهذا ما ورد التأكيد عليه في الاحاديث منها : عن الرسول الاكرم محمد (صلى الله عليه واله وسلم ) انه قال : ( ياعلي ثلاث كفارات افشاء السلام واطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام . )(9) المحور الرابع : مخاطبة المعصوم بصيغة الحاضر (عليك ) 1- ان فيها إشارة الى حياتهم سلام الله عليهم والايات والروايات شاهدة على ذلك منها : قوله تعالى {وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ} [آل عمران : 169] وقوله تعالى {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص : 88] باعتبار ان الائمة سلام الله عليهم هم وجه الله . ما جاء في نصوص الزيارات قول الزائر ( اشهد انكم احياء عند ربكم ترزقون تسمعون كلامي وتردون سلامي ) اذن فاثبات ذلك يستدعي الاتي :- أ - عدم الدخول الا بعد الاستئذان وهذا ماجاء على لسان الائمة عليهم السلام كما في الرواية محل البحث واعتبر المعصوم خشوع القلب ودمعة العين اذناً في الدخول . ب - عدم القيام باي عمل ينافي الادب في حضرتهم سلام الله عليهم ج - ان لاتكون ذاهلاً عند القاء السلام بل يجب ان تلقيه في حضور قلبي 2- فيه توبيخ ولفت نظر لاولئك الذين لايرون في المراقد المقدسة الا الجانب المادي ناسين او متناسين الجانب الروحي والمعنوي . 3- فيه تربية وانماء للجانب الغيبي لدى الفرد فانك تخاطب شخصاً لاتراه عيناك وتشعر بوجوده وفي ذلك تربية للايمان بالامام المهدي عليه السلام وتعويد النفس بالشعور به والقاء السلام عليه فهو سلام الله عليه من مصاديق الغيب في قوله تعالى " الذين يؤمنون بالغيب " ثالثاً :- قوله ( اشهد انك اقمت الصلاة واتيت الزكاة وامرت بالمعروف ونهيت عن المنكر ..... ) أقول : يمكن ادراج عدة اطروحات في فهم هذه العبارة والفائدة منها : 1- انها بيان للاهداف التي خرج من اجلها الحسين عليه السلام في ثورته المقدسة حيث قال : (إني لم أخرج أشراً، ولا بطراً ولا مفسداً، ولا ظالماً، وإنما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي، أريد أن آمر بالمعروف وأنهي عن المنكر ... ) 2 – انه ابتدأ بالصلاة لانها عماد الدين وان قبلت قبل ماسواها وان ردت رد ما سواها وهي علاقة بين العبد وربه ثم تنتقل الى العلاقة بين العبد والعباد وهي ايتاء الزكاة 3 – ان فيها حث على الدعوة العملية لما لها من تأثير عميق في فتح منافذ قلب السامع فالسامع يعتقد بما يقوله الداعية العامل فالقران يذم أولئك الذين يأمرون الناس بالبر ولا يفعلون كما في قوله تعالى : {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [البقرة : 44] وترى في الجانب الاخر قول اميرالمؤمنين عليه السلام :" أيها الناس اني والله ما احثكم على طاعة الا واسبقكم اليها ولا انهاكم عن معصية الا واتناهى قبلكم عنها "(10) وهذا ما سار عليه السيد القائد اعزه الله حيث قال : ( ما امرتكم بشيء الا وكنت فاعله قبلكم ) وجاء من كلام سماحته في دستور جيش الامام المهدي عليه السلام قوله : (ولذلك سأعطيكم فرصة اخرى للتكامل كما اعطيتها لنفسي من قبلكم ... ) 4 – انه نوع من الإقرار والبراءة في نفس الوقت وهو إقرار وشهادة من الزائر انك يااباعبد الله قد اقمت الصلاة واتيت الزكاة ...... ) وهي براءة ممن قال ويقول : ان الحسين عليه السلام خرج على امام زمانه وانه قتل بسيف جده لعنة الله على كل من سولت له نفسه قول هذا من الاولين والاخرين . ثم اني رأيت من المناسب ان اختم بحثي بذكر هذه الفائدة وهي : يمكن القول ان للزيارة مراتب تختلف باختلاف نية الزائر فمنهم من يذهب للزيارة بغية الحصول على طلب دنيوي واخر يذهب لنيل طلب اخروي وهناك مرتبة اعلى منهما وهو ان يذهب المرء لزيارة المعصوم سلام الله عليه حباً فيه وشوقاً اليه وخير مصداق لهذه المرتبة هو سماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله حيث يقول : (فنشتاق لزيارة قبورهم، وتهفو الانفس لتقبيل اضرحتهم، ليدبَّ في النفس الامن والامان، ويفيض الايمان والاصلاح، فتعلو النفس في افق المكارم والاخلاق، ويخفق القلب في الحب لهم والولاء، ليعلن بدقاته الطاعة ويجدد العهد دوما، وكلهم من ذوي القربى ممن اراد الله محبتهم وطاعتهم . فتلك ليست قبور فحسب، ولا مراقد فحسب، فقد دُفِنَ فيها اسياد الخلق، واسباب الخليقة، فهم افضل خلق الله تعالى، بل من باهى الله بهم أمام الكل بخَلقِهِم وخُلـُـقِهِم، حتى سد كل الابواب الا بابهم، وجعل من محمد صلى الله عليه واله وسلم وعلي عليه السلام أبوا هذه الامة . فلا نشتاق نحن الاتباع والمحبون والعشاق والخدام ان نزورهم ونتشرّف بمراقدهم واضرحتهم بعد ان صارت استحقاقاتنا ان لا نراهم ولا يرونا، فرُفِعَ من رُفِع منهم شهيدا بين يد الله، وغُيِّبَ الاخر عنا جسدا او حتى مرقدا تهفو النفس الى زياراتهم كرؤية الرضيع لامه حال جوعه، او الى العطشان في ثنايا الصحارى الى شربة ماء بعد القيض والحر، او منغمسا في الدنيا وهو مشتاق الى الاخرة، او عاص يريد التوبة والمغفرة امام الله، فهم يشفعون لمن ارتضى فحسب دون غيره . فهي ليست مجرد زيارة بأرجل او اقدام او تقبيل او ركعتين بل هي سترفع الحجب عنك لتستضيئ بهدى الحق والايمان .. فيا ترى ان حال بينك وبينهم حائل، الا ان يكون ذلك حيلولة بين العبد وسيده، او بين الجندي وقائده، او بين السائل وشيخه، او حيلولة بين الامام ومامومه، او بين الماء والعطشان، او بين الغذاء والجائع، او بين الهدى والضلال، او بين الطريق والضائع، او بين التكامل والسالك، او بين المعشوق والعاشق او بين الحبيب وحبيبه وغير ذلك كثير . )(11) نتائج البحث 1- ان في نصوص زيارات الائمة سلام الله عليهم مضامين عالية حري بنا التدبر فيها لننهل منها العبر والدروس 2- ان الصعود في سلم التكامل يدعونا الى عدم الجمود في كون الزيارة مجرد عادة او نيل ثواب اوما شابه بل نسعى جاهدين لنيل مراتبها العالية مقتفين بذلك نهج قيادتنا المتمثلة بسماحة السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله 3- زيارة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس ) بزيارة امين الله مع تغير بعض العبارات عملاً بما أراد السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله فهو أولى بوضع الزيارة من غيره 4- السلام الوارد في الزيارة متضمن معنى الدعاء وفيه حث وتذكير بالابتداء به والافشاء 5- في الزيارات ومنها زيارات وارث تربية وانماء للجانب الغيبي لدى الفرد وهذه احدى الإثار التربوية للزيارة . 6- المواظبة على زيارات الائمة سلام الله عليهم ولو من بعد اذا لم يتمكن الفرد من الذهاب الى مراقدهم المقدسة . 7- في زيارة وارث تذكير بالاهداف التي خرج من اجلها الحسين سلام الله عليه فحري بنا السعي في تطبقها في انفسنا أولا ومن حولنا ثانيا . أسئلة حول البحث السؤال الأول : ذكرت رواية تبين نهي الامام عليه السلام من ان يخترع المرء دعاء او زيارة من نفسه ولكن توجد روايات أخرى تجيز وتحث على ان يكون الدعاء باللهجة والطريقة التي تناسب الفرد الزائر فكيف يمكن التوفيق بين الروايات ؟ الجواب : العلة تكمن في نشر الدعاء من عدمه فالرواية تمنع من ان يقوم احدنا بكتابة دعاء او زيارة ونشرها بين الناس لان ذلك سيؤدي الى ظهور كتب عديدة في هذا المجال صادرة من غير المعصوم سلام الله عليه . اذن فالدعاء او الزيارة بغير المأثور مسموح به في حال عدم نشره بين الناس . السؤال الثاني : هناك بعض الزيارات لا تبدأ بالسلام فما علة ذلك ؟ الجواب : ان مثل تلك الزيارات تبدأ عادة بذكر صفات المعصوم سلام الله عليه ثم السلام عليه ومثل هذا النوع من السلام يكون عن معرفة وبصيرة ولبيان ذلك نقول : انك تلقي السلام على من تعرف ومن لا تعرف بقولك ( السلام عليكم .... ) ولا يمكن ان تذكر صفات من لا تعرف ولا اصبحت كاذباً والعياذ بالله بينما انك تذكر صفات المعصوم قبل ان تسلم عليه فهذا يدل على مدى معرفتك به وان هذا السلام نابع من تلك المعرفة فهو سلام عن معرفة وبصيرة . المصادر 1 – مفاتيح الجنان 2 – مصباح المتهجد للشيخ الطوسي ص723 3 - الكافي 3/476 4 - الوسائل /8 / 437 5 – تحف العقول / 246 6 - الانوار اللامعة في شرح الزيارة الجامعة ( ص 23 ) 7 - مسند الإمام الرضا (ع) - الشيخ عزيز الله عطاردي - ج ٢ - الصفحة ٥٣٦ 8 - شذرات من فلسفة تاريخ الحسين (عليه السلام ) " ص 23 9 – السلام في القران والسنة 10 نهج البلاغة خطبة 175 11 - خطبة صلاة الجمعة المركزية بقلم السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله ليوم الجمعة 5 – 4 - 2013 |
رد: بعض العبر والدروس من زيارة ( وارث ) للامام الحسين عليه السلام
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
بارك الله فيك اخي على هذا البحث القيم وجعله الله في ميزان اعمالك |
رد: بعض العبر والدروس من زيارة ( وارث ) للامام الحسين عليه السلام
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت اخي الغالي على البحث ووفقك الله تعالى |
رد: بعض العبر والدروس من زيارة ( وارث ) للامام الحسين عليه السلام
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
احسنت اخي الغالي على البحث ووفقك الله تعالى |
رد: بعض العبر والدروس من زيارة ( وارث ) للامام الحسين عليه السلام
جزاك الله خيرا على البحث
|
All times are GMT +3. The time now is 03:05 PM. |
Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025