منتدى جامع الائمة الثقافي

(المؤمنون كالجسد الواحد اذا تداعى له عضواً تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)

هذا الحديث قاله رسول الله (صلى الله عليه واله) .
اذا فلننظر الى هذا الحديث بروية ونتمعن ولنأخذ منه العظة والعبرة عسى ان ينفعنا في الدنيا والاخرة ولأننا قوم نقرأ ولا نحاول فهم ما نقرأ فكثيرة هي الاحاديث المروية عن رسولنا الكريم واهل بيته الاطهار وفي شتى المجالات ولم يقصروا (سلام الله عليهم)في ذلك طرفة عين ولكن العيب فينا لاننا نسمع الحديث ولا نأخذ منه شيئاً وكأننا ليس المعنيين في ذلك الحديث كل ذلك لأن كل واحد منا يرى نفسه لا يخطئ ولا يمكن ان يكون هذا الحديث قد خصه ولأننا نرى انفسنا فوق ذلك مع شديد الاسف
اذا فلننظر الى هذا الحديث الشريف ولنرى ما فيه من امور لم نلتفت اليها فأن الرسول محمد (صلى الله عليه واله) قال في الحديث (المؤمنون) وهنا الرسول قد بدأ الخطاب بالمؤمنين فهذا الخطاب خاص للمؤمنين وليس لسائر الناس فالمؤمن عند رسولنا الكريم له خصوصية ترقى لأن يخاطبه الرسول بذلك الحديث فغير المؤمنين لا يخصه ذلك الحديث ولأن رسولنا الكريم خير مربي وخير واعظ ((انما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق)) فعندما وصف الرسول المؤمنون (كالجسد الواحد) اراد بذلك يبين قوة الرابطة الروحية والجسدية بين المؤمنين وقوة العامل المشترك الذي يربطهم فالهدف واحد والرب واحد والدين واحد والرسول واحد فانظر الى كلمة الجسد الواحد وتمعن في تلك الكلمة سترى انها قمة في الوصف فأننا نعلم ان جسد الانسان لا يستطيع ان يتحرك من دون عضو ناقص وانما كل شيء في الانسان مترابط ارتباط وثيق لا يستطيع ان ينفك بحال من الاحوال .
فهذه الاعضاء الجسدية مترابطة ترابط عجيب جلت قدرته وتعالت عظمته رب العزة والكمال عندما خلق ذلك الجسد وجعل ذلك الترابط العضوي والروحي واحد يكمل الاخر فهل تمعنت في نفسك وجسدك !
والان انظر الى قول الرسول محمد (صلى الله عليه واله) وتمعن مرة اخرى عندما قال المؤمنون كالجسد الواحد اذا تداعى له عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى
فهنا يجب ان ننظر الى حالنا نحن الذين ندعي بأننا مؤمنون وسائرون على خطى السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) والسيد القائد مقتدى الصدر (اعزه الله) فهل تأثرنا وهل اصابنا السهر والحمى اذا رأينا اخينا المؤمن قد اصابه مكروه لا سامح الله وهل نحن مترابطون ذلك الترابط العجيب هل نحن كذلك ولنعلم ان ذلك الترابط (العفوي) يتأثر به الاعضاء الواحد بالأخر من دون مقدمات فالآلام هنا تأتي من دون قصد وعفوية فأين نحن من ذلك هل تألمنا عفوياً عندما يصاب اخونا المؤمن بمصيبة هل شعرنا بالألم كما شعر هو بالألم من دون مقدمات تذكر ام اننا من الغافلين ومن الساهين وكأننا ليس جسداً واحداً فأنا اريد ان اضرب مثال واحد لنقارن بينهما فأنت اخي المؤمن اذا كان لديك ولد واحد وقد شعر بألم او مرض اصابه فأنت ترى نفسك تتألم وتشعر بقلق وتوتر وتتمنى ان يكون المرض فيك
ولا يكون في ولدك كل ذلك للترابط النسبي بينكما فلماذا عندما يتألم اخيك المؤمن لا تشعر مثل ذلك الشعور فهذا هو التقصير والقصور بعينه ولا يوجد سبب آخر هذا كله ان تألم اخوك المؤمن بفعل خارجي فكيف اذا كانت اذيته منك انت شخصياً انت الذي تدعي انك اخوه فعندما تجرح اخوك المؤمن بكلام جارح او فعل تسيئ به الى اخيك المؤمن وتفعل ذلك الفعل وكأن شيء لم يحدث ولا كأنك قد آذيت اخوك المؤمن وجعلته يأتلم ويتأذى من قولك او فعلك فيجب عليك ان تنتبه الى نفسك وتتمعن في كل كلمة او موقف تفعله تجاه اخيك المؤمن وهل تعلم ماذا يفعل ذلك الفعل من موقف سلبي تجاه اخوك فالحرج سوف يكون عميقاً والالم سوف لن يهدأ كل هذا وانت عنه غافل ..
وبعد كل ذلك هل سينطبق عليك حديث رسولنا الكريم بعد كل ذلك فأنظر يا اخي المؤمن وتأمل .
الان هل نستطيع ان نغير في هذا الحديث ولو على سبيل الاطروحة فهل نستطيع ان نقول(( المؤمنون كالجسد الواحد اذا اطمئن عضواً اطمأن سائر الجسد بالراحة والاطمئنان )) فهل يصح هذا القول انا اقول وعلى الرغم من قلة معرفتي انه يصح ذلك فأن قول الرسول محمد (صلى الله عليه واله) عام وليس بخاص فقول الرسول محمد (صلى الله عليه واله) ليس مخصوص فقط بالألم والحزن والمرض والبلاء وانما نستطيع ان نعممه الى اكبر من ذلك نستطيع ان نعممه الى الفرح والأمان فالمؤمن الحقيقي عندما يرى اخيه المؤمن مطمئنا سعيدا يجب عليه ان يشعر هو بذلك الشعور تلك السعادة والأمان وهنا يجب ان نلتفت الى ذلك ولنكون جسداً واحداً في كل شيء في السراء والضراء في الشدة والرخاء في العافية والبلاء فهذا هو دليل المؤمن الحقيقي وليس المؤمن عندما يرى اخوه المؤمن قد فعل فعلاً يرضي الله ورسوله واهل ابيته يغتاض ويصيبه الحسد والغيرة ولا يتمنى ان يكون اخيه المؤمن قد فعل ذلك الفعل الذي يرضي به الله ورسوله وكأنما يريد ذلك الفعل لنفسه ولا يرضى ان يكون اخوه المؤمن قد فعل ذلك الفعل .
والمؤمن الحقيقي يجب ان يفرح لفرح اخيه المؤمن ويحزن لحزنه ويشكر الله لشكر اخيه فأن اخوك ان فعل خيراً وانت فرحت به اصابك شيء من احسانه فأصبحت معه تأخذ جزاء ما فعل فأن الاعمال بالنيات ولك امرئ ٍ ما نوى فأنت عندما ترى اخوك المؤمن قد فعل ذلك الفعل وغضبت واخذتك الغيرة قد اسأت واصابتك سيئة اعمالك وان فرحت لأخيك قد احسنت الضن واصابك خيراً مثلما اصاب اخوك والى هنا يجب ان نكون يداً واحده وجسداً واحداً ويجب ان نكون روحاً واحده لا تأخذنا الاهواء والشيطان من ذلك التلاحم وتلك الآصرة آصرة الاخوة ولننظر الى قائدنا السيد القائد مقتدى الصدر(اعزه الله) فكثير مانراه يبتعد عنا كل ذلك لانه يرى اننا غير متحابين وغير مترابطين ويرانا مشتتين تأخذنا الاهواء والنفس الامارة بالسوء يميناً وشمالاً فهل نتعض وهل نأخذ من قائدنا وسيدنا ونرى انه كيف يتعامل مع الجميع
يتعامل معهم كأنه واحد منهم كالجسد المترابط بل حتى مع غير المؤمنين تراه يتألم عليهم ويحزن لحزنهم كل ذلك لأنه طبق قول الرسول تطبيقاً عملياً وحرفياً فهل نفعل مثل ما يفعل قائدنا ام نجعله وراء ظهورنا ونأبى ذلك
والحمد لله رب العالمين