![]() |
سرايا السلام والامتداد الحقيقي للثورات الرسالية
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
الثورات الرسالية تحتاج الى قيادة صالحة تعمل على اعداد الافراد المجاهدين المستعدين لخوض تلك الثورات من خلال ايقاظ الابعاد الروحية والثقافية لدى مجموعة من الافراد وهذه الثورات تحتاج الى ثقافة فكرية وثقافة ثورية نابعه من عقيده صالحة عندها يكون النصر هو حليف المؤمنين لا محاله بوجود القائد والمجموعة المؤمنة والاهداف السامية ولو نسبيا فيكون النصر نسبيا ومتمما لحركة تأريخية مهمة .. وقبل الخوض في حركة السرايا المنتصرة بطاعتها لله وقيادتها الحقة أحب التطرق لنموذج من تلك الثورات الرسالية وهي ثورة زيد بن علي الشهيد رضوان الله عليه التمهيد لثورة زيد بن علي كان من خلال تعاقب بعض الادوار على الامة فنجد ان الامام زين العابدين عليه السلام مارس دوره الروحي في توعية الامة الى ان طريق الثورات والجهاد لم ينته بانتهاء معركة الطف بل كانت البداية لتلك الثورات ومنها ثورة التوابين وثورة المختار وثورة زيد الشهيد ولعل ذلك واضحا من ابسط حركات الامام عليه السلام كما في تذكر عطش ابيه الامام الحسين عليه السلام في جميع المواقف لايقاض الشعور بالمسؤولية لدى الامة حينها . ونجد ان الامام الباقر عليه السلام انتقل بالمجتمع الى مرحلة الثقافة الفكرية وبيان دور القيادة الاسلامية ومميزات القائد الاسلامي القادر على القيام بالدور الاصلاحي . وكمثال على هذا الدور الفكري ما قام به الامام من مواجهة الافكار المنحرفة التي ارادت للامة البقاء على سباتها كفكر المرجئة الذين قالوا الافضل لنا ان لا ندين الرجال وان لا نحدد ونذكر موقفنا من السابقين وندع ونرجئ الامر لله وحده او كما في حركة القدرية التي جاء بها الحسن البصري والتي تقول ان اي حاكم انما يستلم الحكم بأمر الله .... وما دس هذه النظريات الا لابعاد الامة عن الاهداف الصحيحة التي جاءت بها الشريعة الحقه ولطمس اي حركة تفكر بالتصدي لهذه الافكار وبالتالي انعدام روح الثورة وروح الجهاد . وحتى أن تلك الثورات لم تسلم من تحريف البعض ممن عاصروها او ممن اعقبها بفترات زمنية راغبا بأن تبقى الامة ترزح تحت نير السلاطين ومخططات الاستعمار الغربي الكافر ولكننا نجد أن كلمات ائمتنا عليهم السلام هي القول الفصل في تلك الثورات ... فقد ورد عن مولانا الامام الصادق عليه السلام ( رحم الله عمي زيدا لو ظفر لوفى انما دعى الى الرضا من ال محمد ) بحار الانوار ج46 ص200 وعن ابو الجارود قال : دخلت المدينة وكلما سألت عن زيد بن علي قيل لي : حليف القران . ولو تأملنا فيما قاله ذلك المجاهد العلوي الشهيد فقد روي عنه رضوان الله عليه (( اوصيكم ان تتخذوا كتاب الله قائدا واماما وان تكونوا له تبعا فيما احببتم وكرهتم وان تتهموا انفسكم ورأيكم فيما لا يوافق القران فأن القران شفاء لمن استشفى به ونورا لمن يهتدى به )) ومما يذكر من مراحله الجهادية انه في اثناء طريقه الى الكوفة علم بذلك القائد الاموي يوسف بن عمر فامر بنشر رجاله في شوارع الكوفة وامر الناس الاجتماع في المسجد وامر بحضر التجوال ومنع حمل الاسلحة ولكن بعد وصول زيداً لرفع الحصار عنهم حدثت المواجهة وكان النصر حليف زيدا رضوان الله عليه ودعا الى طمأنة اهل الكوفة فامر اصحابه برفع شعار ( يا منصور امت ) وكان نصر بن خزيمة ينادي (( يا اهل الكوفة اخرجوا من الذل الى العز ومن الضلال الى الهدى اخرجوا الى خير الدنيا والاخرة فأنكم لستم على واحد منها )) ولكنهم اعتذروا كالعادة .... وكانت حجتهم الخوف من حصار جنود بنوا امية ........ ومما روي عنه من وصاياه الاخلاقية لافراد جيشه (( والله لو علمت عملا هو ارضى لله من قتال اهل الشام لفعلته وقد كنت نهيتكم ان لا تتبعوا مدبر ولا تجهزوا على جريح ولا تفتحوا بابا مغلقا )) مما ذكر من أقوال ائمتنا بحق هذه الثورة العظيمة او مما قاله زيد الشهيد نفسه من شعارا لثورته المباركة او من خلال وصاياه لافراد جيشه نجد ان روح الرسالة الاسلامية هي الدافع لتلك الثورة المباركة وبقول أوضح نستطيع القول انه لم يخرج اشرا ولا مفسدا وانما خرج لدفع الظلم واخراج الناس من الغفلة والضلال الى الهدى والنور في وقت كانت القيادة الفعلية للامة واقعة تحت انظار السلطات الاموية الكافرة فكانت المبادرة بيد من هو أقرب واعلم بما يراه المعصوم سلام الله عليه فحاز على رضا المعصوم بالقول الصريح ... واليوم ونحن في مواجهة موجة الكفر المستخدمة اداة بيد الاستعمار الغربي الكافر نجد أن القيادة الحقة التي تمثل الخط الالهي الانصع في زمن اشتبهت الامور على الكثير رأت من الحكمة التحرك للحفاظ على هذا الارث الرسالي من ايدي شذاذ الافاق فأمر بتأسيس سرايا السلام التي أخذت على عاتقها الدفاع عن الدين والمقدسات والامة بأجمعها كما صرح بذلك قائدنا من استعداده لدفع شرور الاعداء على مستوى الداخل والخارج في العراق وخارجه ... ولعل البعض يرى ان تلك الحركة انما هي حركة آنية لظرف محدد بينما نجد ان الاصل هو ذلك الامتداد الفكري والثقافي الذي هيأ له سادتنا ال الصدر لانشاء مجموعة مؤمنة بالاهداف السامية وتستطيع تحمل مسؤوليتها التأريخية بأن تمثل الامتداد الحقيقي للثورات الرسالية فكانت هذه المجموعة المؤمنة التي اطاعت قائدها في العديد من المواقف التي يشهد لها البعيد قبل القريب !!!! فلا يعتقد ابناء السرايا الابطال ولا يعتقد الآخرون ان حركتهم هذه لمواجهة فئة ضالة فحسب بل ان حركتهم هي امتداد لثورات المصلحين على مر التأريخ وصولا الى ثورة الفتح الكبرى بقيادة صاحب الامر عليه السلام وكلما كان الايمان بهذا الهدف أكبر كلما كان النصر أكبر اكيدا لانه تفكير نابع من عقيدة صالحة ورؤية واسعة لما يدور في الكون ولما خلق الانسان من أجله ... بخلاف من يقاتل ويدفع في مقابل بعض المصالح الفئوية الضيقة او المكاسب الشخصية متناسيا الاهداف العليا للامة الاسلامية المحمدية الحقة اللهم انصر سرايانا الابطال واجعلم الامتداد الحقيقي للصالحين وخير خلف لخير سلف وأجعلنا واياهم ممن يعي ذلك ويفهمه جيدا بحق محمد وآل محمد |
رد: سرايا السلام والامتداد الحقيقي للثورات الرسالية
احسنت على الموضوع القيم والطرح المبارك
|
رد: سرايا السلام والامتداد الحقيقي للثورات الرسالية
طرح رائع
جزاك الله خيرا |
رد: سرايا السلام والامتداد الحقيقي للثورات الرسالية
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله خير أخي العزيز على هذا الموضوع القيم |
رد: سرايا السلام والامتداد الحقيقي للثورات الرسالية
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
جزاك الله خيرا ....ووفقك لمراضيه |
All times are GMT +3. The time now is 04:57 PM. |
Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025