منتدى جامع الائمة الثقافي

من القصص القرآني

القرضة الحسنة
((من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبصط وإليه ترجعون)) -245- سورة البقرة

حينما كان الرسول(ص) جالساً في المسجد النبوي الشريف ويتحلّق حوله أصحابه،سمعوا منه قولاً استبشر به كلهم ، فقد قال
((من تصدق بصدقة فله مثلاها في الجنة))
وقد فرحوا بسماعهم تلك الكلمات لأن كل مسلم غاية ما يتمناه أن ينال الجنة.
وكان بين الحاضرين صحابي من الأنصار أسمه أبو الدحداح،فتأثر كثيراً بكلام الرسول(ص) وراح يفكر بالصدقة التي يربح من خلالها الجنة،فانتبه الى انه يملك حديقتين جميلتين عامرتين بالنخيل والثمار،فبادر متلهفاً الى الرسول(ص) وقال:يارسول الله أن لي حديقتين تصدقت باحداهما فإن لي مثليها في الجنة؟
فأجابه الرسول(ص):نعم أن لك في الجنة مثلي ماتتصدق به في الدنيا ففرح أبو الدحداح،وسرح فكره بعيداً يتصور نفسه وهو وسط نعيم الجنة وأشجارها الكثيفة وثمارها اليانعة،لكنه تذكر زوجته الطيبة فتمنى أن تكون معه فقال للرسول(ص):يارسول الله وأم الدحداح معي أيضاً في الجنة؟ ويجيبه الرسول(ص):نعم وأم الدحداح معك.
فأزدادت فرحته،لكنه تذكر هذه المرة أولاده،وشعر أن فرحته لاتكتمل بدونهم فهم فلذة كبده وكيف يهنأ له ولزوجته العيش بدونهم فقال للرسول(ص):يارسول الله والصبية معي في رحمه الله الواسعة. فيجيبه الرسول(ص):نعم والصبية معك
وهنا يهتف أبوالدحداح فرحاً ويقول للرسول(ص):يارسول الله أن حديقتي تحتوي على 600 نخلة وقد تصدقت بها لوجه الله،وهي أفضل ماأملك من الحدائق. فسلمها للرسول(ص) وعاد فرحاً ليُبشر زوجته التي ما إن سمعت بذلك حتى قالت:بارك الله لك فيما شريت وفيما أشتريت. وبعد أن سلّم أبوالدحداح الحديقة الى الرسول(ص) أنزل الله سبحانه وتعالى قوله((من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإلية ترجعون))
عند ذلك قال الرسول(ص)/كم من نخلةٍ متدلٍ عذوقها لأبي الدحداح في الجنة.