![]() |
السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) وطور التمهيد الفعال للإمام المهدي عجل الله فرجه
لقد غلب على المؤسسة الدينية عقب قمع الانتفاضة الشعبانية التقوقع والإنكفاء، وكان المشهد آنذاك يحتاج إلى شاخص إيماني: ـ شديد التعلق بمسبب الأسباب جل جلاله. ـ واقف على عتبة الرؤيا الواضحة لظروف شعبه، ومهتم بمعرفة أدق تفاصيل حياتهم، ومحيط علماً بآليات تعبئتهم ومواكبا لحركة التجديد العقائدي وبما يتناسب مع المستجدات والحاجات العصرية. ـ محيط علماً بالوضع السياسي والأمني والعسكري المحلي والإقليمي والعالمي. ـ لديه نظرة واقعية للظرف المعاش وماهية الأدوات المتوفرة فيه وكيفية استثمارها والتفاعل معها... ـ يستطيع التصدى للمسؤولية وقيادة المجتمع ببعد حركي فعال يساهم في تحقيق أهداف نوعية وبسرعة من دون ان تُذبح نهضته في مهدها... وهذا ما تميز به السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس)، والذي تكفل بمهمة معقدة متعددة الجوانب تبتغي الأخذ بأيدي الجماهير وتأهيلها لكي تصل الى مرحلة متقدمة في مسيرة التكامل، وهذه المهمة كانت تحتاج الى: اولاً. اصلاح الخلل الموجود في المؤسسة الدينية على المستويين النظري والعملي .. ثانياً. اصلاح الخلل الموجود في آلية أداء الشعائر الدينية من النواحي الفكرية والسلوكية، وإزالة ما لحق بها من شوائب وتحصينها لتبقى درعاً للمؤمن ومدرسة للفضائل ومحركاً تعبوياً ... ثالثاً. إحياء المنهج الإسلامي الصحيح وإزالة ما لحق به من خرافات وتفسيرات سقيمة وتأويلات خاطئة لا تمت للمنهج القويم بصلة، ووضع خطوط من الدفاعات لمواجهة الهجمات الفكرية المعادية كالإلحادية والتشكيكية... رابعاً. الاندماج بالجماهير، لكي تعي مسؤوليتها وتتولد الشجاعة في قلوبها وهذا ما حصل عقب إقامة صلاة الجمعة، والتي هي من أبرز معالم المشروع التغييري الذي تبناه السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) والذي كان، مشروعاً تغييرياً واسع الأبعاد، وفق منظومة مفاهيمية متجانسة ومتكاملة: ـ داخل المؤسسة الدينية بجميع شؤونها، بدءاً بمواصفات وسلوك رئيسها، مرورا بمناهجها العلمية وسلوك اساتذتها وطلابها ووكلائها...، من اجل تصحيح مسارها واضعاً مائز ما بين رجل الدين الحقيقي والمزيف... ـ داخل المجتمع معالجاً شؤونه وعاداته وتقاليده وحاجاته...، فقد خاطب الجماهير بلغتهم البسيطة، خطاب النقد الذاتي البناء للظواهر الخاطئة من خلال إثارتها ومناقشتها ووضع الحلول الناجعة لها، سيما المرتبط منها بتشويه معالم الدين، فضلا عن الظواهر الاجتماعية الاخرى، وبذلك شكل ظاهرة مليونية إسلامية ساهمت وبشكل فعال في تنامي المشروع الإصلاحي وبوتيرة تكاملية قائمة على تواصل معرفي واعي، قام السيد الشهيد(قدس)، بتحريكها خطوات طويلة باتجاه التكامل، محفزا فيها مناطق الاحساس الصادق المؤدي الى الشعور بأهمية المسؤولية المترتبة على كل فرد اتجاه دينه ووطنه وشعبه... وبذلك أوقفنا(قدس الله نفسه الزكية)، على عدة حقائق والتي منها: 1. مهما اشتدت الظروف قسوة وخطورة، لابد أن تصاحبها فسحة أمل يمنحها الله جل جلاله، تستلزم الشعور بها وبأهميتها، لكي يتم استثمارها . 2.قدم لنا نموذجا عمليا في كيفية التعامل مع السلطة الطاغوتية، بحيث أفقدها الكثير من أدواتها وسحب البساط من تحتها وحَجَّمها، في تجربة تفردت في انماط سلوكها وعنوانها الذي بقي ملاصقا لها. 3.ان الإيمان بالهدف وبذل الجهد من أجله والصبر على تحمل صعوباته يؤدي الى نتائج محمودة وان تأخر أوان تحققها، ولذا يحتاج الفرد الى رؤيا واضحة للأمور وذهنية متعقلة تستطيع الموازنة بشكل صحيح، وهذا لن يتم الا من خلال الارتباط بالقائد المصلح واطاعته.. وان من الخطأ مواجهة الظروف الصعبة بالإستسلام الى اليأس والوقوع في دائرة الإحباط المؤدي الى الفشل المهلك... 4. ان القائد والموجه والمصلح الحقيقي هو من كان مندكاً بالأمة ومعايشا بشكل واقعي لمشاكلها، ويسعى بشكل جدي في تلبية حاجاتها... 5.أهمية منطق الحوار الموضوعي العلمي المنصف مع باقي المذاهب والاديان، والتفاعل الانساني البناء معهم بدلا من التصارع الذي يؤدي الى التفريق والتناحر والهجاء... فكان السيد الشهيد(قدس)، سراج نور أضاء أهم محطة تكاملية سبقت الظهور، أدت الى ولوج البشرية طورها التاريخي الفعال الممهد للإمام المهدي عجل الله فرجه الشريف. |
رد: السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) وطور التمهيد الفعال للإمام المهدي عجل الله فرجه
جزاك الله تعالى خيرا على الموضوع
|
All times are GMT +3. The time now is 12:34 PM. |
Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025