![]() |
تغريدة لسماحة القائد السيد مقتدى الصدر اعزه الله على حسابه الشخصي في تويتر بتاريخ ٢٦ / ٧ / ٢٠٢٣
بسم الله الرحمن الرحيم http://www.jam3aama.com/up/do.php?img=11148قال الإمام الحسين عليه السلام: (إنّه قدْ نَزَل بنا من الأمر ما قد تَرون، وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكرت وأدبَر معروفُها، واستمرّت حذّاء، ولم تبقَ منها إلّا صُبابة كُصبابة الإناء، وخَسيس عَيشٍ كالمَرْعى الوبيل. ألا تَرَون إلى الحقِّ لا يُعمَل به، وإلى الباطلِ لا يُتناهى عنه، ليرغب المؤمنُ في لقاءِ ربِّه مُحقَّاً، فإنّي لا أرى الموتَ إلا سعادة، والحياةَ مع الظالمين إلَّا بَرَماً). إنه قول معصوم وما هو بقول الهزل.. فلنقرأه معاً قراءة دقيقة لعلّنا نكون من المتعظين . أما قوله عليه السلام: (إنّه قدْ نَزَل بنا من الأمر ما قد تَرَون) فحسب فهمي إن المقصود من ذلك هو حكم بني أميّة عليهم اللعنة والعذاب الذين بدّلوا نعمة الله كفراً وأحلّوا قومهم دار البوار. فبعد أن أنكروا على أهل البيت عليهم السلام أحقّيتهم وعصمتهم ومودّتهم وخلافتهم التي أعلنها رسول الله صلى الله عليه وأهله إذ انتخبهم من دون العالمين ونصبهم بأمر من الله تعالى، فاغتصبوا حقّهم، فإنهم سعوا الى نشر الظلم والفساد وسعوا في قتل أولي الأمر من ذوي القربى وقد فعلوا ذلك عن علم وعمد فتجرؤوا على الله ورسوله. ولأن حكمهم كان مصحوباً بالفساد والمعصية والظلم والجحود وتربّعهم على كرسيّ حكم بلا حق.. فقد استخفّوا قومهم فأطاعوهم.. لذلك قال الإمام الحسين: (وإنّ الدنيا قد تغيّرت وتنكّرت، وأدبَر مَعروفُها) فآل أمية قد أنكروا المعروف ونشروا المنكر فابتعد القوم عن الحق واتبعوا الباطل ورضوا بالفساد وركعوا للظلم.. ونسوا الآخرة واطمأنوا للدنيا، على الرغم من إن هذه الدنيا فانية، لذلك قال عليه السلام: (واستمرّت حذّاء، ولم تبقَ منها إلا صُبابة كصُبابة الإناء، وخَسيس عَيشٍ كالمَرْعى الوَبيل) أي دنيا فانية لا خير فيها إلا النزر القليل ممن رفضوا الظلم والفساد وعشقوا الإصلاح واتّبعوا الحق المبين. فشاع الباطل وندُر الحقّ فكان الماسك على دينه كالماسك على جمرة من نار.. ولذلك نوّه سلام الله عليه بقوله: ( ألا تَرَون إلى الحقِّ لا يُعمَل به، وإلى الباطلِ لا يُتناهى عنه) فزلّ القوم عن سنّة الرسول وعن كتاب الله وطاعة ربّ الأرباب . فكانت الدنيا وما فيها أهون من (عفطة عنز) لا يرغب بها المؤمن ولا يتمسّك بها الصالح ولا يحبّها من اتقى وآمن. فرغب عليه السلام ومن معه بمفارقة هذه الدنيا.. قائلاً: ( ليَرغب المؤمنُ في لقاءِ ربِّه مُحقّاً) لا أشراً ولا بطراً ولكن لطلب الإصلاح في أمة خير البشر مُحمّد صلى الله عليه وآله. فلذلك كله وصل به (عليه السلام) الأمر أن يقول: (فإنّي لا أرى الموت إلّا سعادة، والحياة مع الظالمين إلّا بَرَماً) نعم، إنه أقبل على الموت ووصف الموتَ من أجل الإصلاح سعادةً والبقاء مع الظالمين موتاً ومللاً. فلم يبقَ له لطلب الإصلاح إلا القتل والشهادة لنفسه ولولده وأصحابه ليعلن بذلك ثورة إصلاحية ضدّ الفساد والمنكر والبغي وضدّ حكّام الجور والباطل ممّن تربعوا وتسلّطوا على رقاب الفقراء بغير وجه حق. فهو سلام الله عليه أبيّ الضيم ولم يهادن ولم يسكت عن باطل فالله لا يحب الفساد. اللهمّ فاشهد أننا حسينيون علويون فاطميون محمديون لم نسكت عن الظلم والفساد في عراق علي والحسين فانتفضنا لكنّ الدنيا أنكرت معروفها ولم يُتناهَ عن فعل الباطل فيها ولم يُعمل فيها بالحقِّ إلا من صُبابة عشقت الإصلاح. فأنا يا سيّدي ومولاي يا أبا عبد الله لَأرى العَيش مع الظالمين والفاسدين برماً فاعتزلتُهم وما يدعون من دون اللهِ ومن دون سنّةِ نبيّك وسيرتك وسيرةِ آبائك وأبنائك المعصومين. اللهمّ فاكتبنا من أصحاب الحسين إذ طلبنا الإصلاح في عراق الحسين وافصل بيننا وبين القوم الظالمين. الحسيني مقتدى الصدر http://www.jam3aama.com/up/do.php?img=11149 |
رد: تغريدة لسماحة القائد السيد مقتدى الصدر اعزه الله على حسابه الشخصي في تويتر بتاريخ ٢٦ / ٧ / ٢٠٢٣
احسنتم النشر
|
All times are GMT +3. The time now is 12:38 PM. |
Powered by vBulletin 3.8.7 © 2000 - 2025