قضاء الحاجة بين القول والفعل

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم قال الرسول الأكرم ص ( من سعى في حاجة أخيه المؤمن فكأنما عبد الله تسعة آلاف سنة صائما نهاره قائما ليله )
وعن الإمام الصادق ع ( قال الله عز وجل : الخلق عيالي فأحبّهم إليّ ألطفهم بهم ، وأسعاهم في حوائجهم )
وعنه ع ( لقضاء حاجة امرئ مؤمن أفضل من حجة وحجة حتى عدّ عشر حجج )
وقال الرسول ص ( كل معروف صدقة إلى غني أو فقير )
بعد هذه المقدمة نرى البعض من المؤمنين يتكلمون بقضاء الحاجة ويحثون عليها ولكن حين تصل الحاجة إليهم يعتذرون أو يتباطئون وكأنهم لم يسمعوا أو يتلوا قوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ) الصف 2
وأود هنا بيان بعض أسبابعدم سعيهم في قضاء الحوائج مع حثهم على ذلك :
1) الكذب : أي أنهم غير صادقين في كلامهم ، قال الرسول ص ( إن أقربكم مني غدا وأوجبكم عليّ شفاعة أصدقكم لسانا وأدّاكم للأمانة وأحسنكم خلقا وأقربكم من الناس )
وتتفرع عن هذه النقطة النقطة الثانية
2) النفاق : عن الإمام الصادق ع ( من لقي المسلمين بوجهين ولسانين جاء يوم القيامة وله لسانان من نار ) ولقاء المسلمين بوجهين هو أن يبدي لهم في ظاهره خلاف ما يبطنه وهو ما يسمى ب ( النفاق العملي )
3) البخل : وهو الإمساك حيث ينبغي البذل قال الرسول ص ( خصلتان لا تجتمعان في مؤمن : البخل وسوء الخلق )
4) الجبن : حيث لا يمتلك الشجاعة لذلك عن الإمام علي ع ( أشجع الناس أسخاهم ) وطبعا السخاء والصدقة لا تتعلق فقط ببذل المال بكل معروف تقدمه لغيرك ، وعن الإمام الحسين ع ( من جاد ساد )
5) حب المال وهو من حب الدنيا ( إذا كان قضاء الحاجة متعلق بالمال ) قال الرسول ص ( منهومان لا يشبعان منهوم العلم ومنهوم المال ) ( إن الصدقة لتطفئ غضب الرب )
6) سوء الظن بالخالق والمخلوق
حيث يظن إنه إن أعطى فسوف يكون فقيرا ويضيق حاله وهذا سوء ظن بخالقه وحتى لو صار فقيرا
قال الرسول ص ( الفقر كرامة من الله )
أما سوء ظن بإخوانه فهو يظن أنهم يخدعوه أو يتعاملون معه كأحمق
قال الإمام علي ع ( من حسن ظنه بالناس حاز منهم المحبة
وأسأل الله سبحانه أن نكون جميعا ممن يسعى بحاجة الناس وأن لا نقول ما لا نفعل
والحمد لله رب العالمين
اللهم صلّ على محمد وآل محمد وعجّل فرجهم والعن عدوهم