20-09-2013, 03:57 PM
|
#1
|
|
ما اعظمك يا رسول الله
ما أعظمك يا حبيب الله
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين
عظيمٌ أنت يا رسول الله بخلُقك وعلمك ورسالتك وطيب صفاتك >>
عشت في هذه الحياة مدة قصيرة تمكنت خلالها أن تضيئها بنور علمك وتُطيبها بأريج صدقك وتزينها بجميل تعاملك ، ملأتها نوراً يُضيء الدرب للتائهين ويُعبِّد الطريق للشاردين ليسلكوا طريق الهدى ويصلوا لخالقهم ، بعد سنين عجاف قضوها منغمسين في وحل الجريمة وغارقين في بحر الضلال ، أذلة خاسئين يتطفلون على بعضهم بالسلب والنهب ، القوي فيهم يأكل الضعيف كما في عالم الغاب حيث الوحوش الجارحة تفتك بالحمل الوديع >>
أحبتي: أنصتوا إلى ما أقول: كان قائد اسطول بحري لإحدى الدول الكبرى في مهمة تدريبٍ لمجموعة من الجنود وفي أثناء تدريبه لهم انزوى منهم جندي جانباً وكأنه متمرّد على الأوامر >>
أخرج من جيبه آيباد ، فتحه وجلس ينظر إلى ما فيه بدموع هاطلة ، لفت عمله انتباه قائد الأسطول ، اقترب منه وأخذ يراقبه من حيث لا يشعر به ..
شد انتباهه القائد رؤيته لتلك الشاشة التي ملئت بجموع المصلين ، وجموع الطائفين حول بيت الله المعظم وكعبته المشرفة >>
لم يتمالك القائد نفسه عن سؤال الجندي عن تلك الجموع المصطفة للصلاة والأخرى الدائرة حول بيت الله >>
أجابه الجندي: إن هؤلاء الجموع مسلمون توجهوا بنداءٍ واحد لعبادة رب العالمين >>
قال القائد: أتعلم بأني أستطيع أن أحشد جموعاً تصطفُّ هنا بأسرع من اصطفاف تلك الجموع >>
قال الجندي: وكيف؟ >>
قال القائد: بكلمة واحدة وأمرٍ واحد لا أُثنيه >>
قال الجندي: أوتتمكن بنداء واحد أن تحشد أكثر من ثلاثة ملايين بلغات مختلفة وفي زمان واحد ومكانٍ واحد؟ قال القائد: لا ، إن ذلك صعب عليَّ وعلى الناس أجمعين >>
قال الجندي: إن محمداً الذي تدَّعي بأنك أعظم منه قد تمكَّن بنداءٍ واحد من أن يجمع وفي كل عام ملايين الناس ، يأتون من كل فجٍ عميق بلُغات مختلفة وفي زمان واحد وزيٍّ واحد ومكان واحد يصيحون بهذا النداء العظيم: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك >>
أطرق القائد برأسه بُرهة من الزمن ثم رفع رأسه من بين ركبتيه وقد انحدرت الدموع من عينيه ، ثم التفت إلى ذلك الجندي قائلاً: أشكرك أيها الجندي على هذه الوقفة الطيبة التي عرفتني خلالها على أعظم إنسان على وجه هذه الأرض
لقد هديتني بهذه الوقفة الطيبة ونورت دربي وعرفتني قدر نفسي >>
أنى لي أن أكون كرجلٍ قال الله في حقه وإنك لعلى خلقٍ عظيم
|
|
|