[frame="7 98"]
2ـ يروي ((ابن عباس )) وكذا ((سلمة بن الاكوع )) ـ وفقا لما ينقله ابو الحسن علي بن محمد الشافعي ، المشهور بابن المغازلي ، في كتاب المناقب ـ عن النبي (صلى الله عليه و
آله وسلم) انه قال : ((اهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك )).
وهذه العبارة نقلت عن ابن عباس ، الا ان عبارة ((ابن الاكوع )) اكثر اختصارا وهي :.
((مثل اهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا)).
يقول الشيخ ((محمد امين الانطاكي )) ، مؤلف كتاب ((لماذا اخترت مذهب الشيعة ))في بحث حديث السفينة : اتفقت آرا علما الاسلام على صحة واستفاضة نقل هذا الحديث حتى بلغ حد التواتر ، وهناك عدد كبير من الحفاظ وائمة الحديث واهل السير والتواريخ نقلوا هذا الحديث حتى بلغ عددهم اكثر من مائة وحتى غير المسلمين نقلوا هذا الحديث ووضعوه بين الاحاديث الاسلامية )) ((91)) .
وروي هذا الحديث في كتاب ((عبقات الانوار)) عن اثنين وتسعين كتابا مكتوبة من قبل اثنين وتسعين من مشاهير علما اهل السنة بشكل مفصل مع جميع المشخصات :.
وفي الملحقات التي ذكرها صاحب كتاب ((خلاصة عبقات الانوار)) نقل هذا الحديث عن ثمانية من الصحابة ، وثمانية من التابعين ، وثلاثة من علما القرن الثاني ، وثمانية من علما القرن الثالث ، واربعة عشر من علما القرن الرابع ، وهكذا قرنا بعد قرن حتى وصل الى القرن الحالي ، وذكرهم جميعا بالاسم والمواصفات ((92)) ..(انتهى)
وقال السيد محمد الشيرازي الموسوي في كتابه ليالي بيشاور
.. وإن من دلائلنا المحكمة في التوسل بأهل البيت (عليهم السلام) الحديث النبوي الشريف:
" مثل أهل بيتي كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك " وهو حديث معتبر صحيح متفق ومجمع عليه، وكما يخطر الآن ببالي، أن أكثر من مائة من كبار علمائكم ومحدثيكم، أثبتوا هذا الحديث في كتبهم منهم:
مسلم بن الحجاج في صحيحه(34).
أحمد بن حنبل في مسنده: 3/14 و17 و26.
الحافظ أبو نعيم في حلية الأولياء: 4/306.
ابن عبد البر في الاستيعاب.
الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: 12/91.
محمد بن طلحة الشافعي في مطالب السؤول: 20.
ابن الأثير الجزري في: النهاية: مادة (زخ).
سبط ابن الجوزي في تذكرة خواص الأمة: 323.
ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة: 8.
السمهودي في تاريخ المدينة.
السيد مؤمن الشبلنجي في نور الأبصار: 105.
الامام الفخر الرازي في تفسيره مفاتيح الغيب، في آية المودة.
السيوطي في الدر المنثور، في تفسير: (وإذا قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم)(35).
الثعلبي في تفسيره كشف البيان.
الطبراني في الأوسط.
الحاكم في المستدرك: 3/150 وج2/343.
سليمان الحنفي القندوزي في ينابيع المودة / الباب الرابع والسادس والخمسون.
الهمداني في مودة القربى / المودة الثانية والثانية عشرة.
ابن حجر في الصواعق المحرقة: 234.
الطبري في تفسيره وتاريخه.
الكنجي الشافعي في كفاية الطالب، باب 100 (36).
وذكر غير هؤلاء من أعاظم علمائكم بأسانيدهم وطرقهم أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قال:
مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها هلك، أو: غرق ، أو: هوى، والعبارات شتى، ولعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) قاله كرارا وبعبارات شتى...(انتهى)
ثالثا:ـ دلالة الحديث :ـ
1ـ من محاضرات في الاعتقاد / القسم الثاني / للسيد علي الحسيني الميلاني / سلسلة الكتب العقائدية (167)/ إعداد: مركز الأبحاث العقائدية)
قال السيد علي الميلاني :
...ولو أردنا أن نفهم مغزى هذا الحديث، فإن هذا الحديث تشبيه لأهل البيت بسفينة نوح " من ركبها [ واضح أن معنى " من ركبها " يعني الكون مع أهل البيت، من كان مع أهل البيت، من اقتدى بأهل البيت، من تبع أهل البيت ] نجى، ومن تخلّف عنها [ كائناً من كان، سواء كان منكراً لإمامة جميع الأئمة، أو منكراً حتى لواحد منهم ] هلك، ولا فرق حتّى لو كان المتخلِّف ابن رسول الله كابن نوح، ولو أن رسول الله نادى: " يا ربّ أصحابي أصحابي " يجاب: " إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك "، كما يقول نوح: يا رب ابني، فيأتي الجواب: ( إنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ )( سورة هود: 46).
فتدور قضية النجاة من الهلكات مدار الكون مع أهل البيت، وأهل البيت وسيلة النجاة، وكل فعل من أفعالهم وكل حال من أحوالهم حجة، وهم القدوة والأُسوة في جميع الأحوال.(انتهى)
2ـ في موسوعة الامام علي بن أبي طالب عليه السلام في الكتاب و السنة و التاريخ / تأليف: محمد الريشهري / المساعدان : السيد محمد كاظم الطباطبائي ، السيد محمود الطباطبائي / نژاد التحقيق : مركز بحوث دار الحديث / الناشر : دار الحديث للطباعة والنشر/ ط2 دار الحديث ، 1425
/ قم المقدسة ، شارع معلم ، رقم 125 / بيروت ، حارة حريك ، شارع دكاش )
قال محمد الريشهري:
... ما أروعه من تشبيه دالّ وموقظ، يبعث على التيقّظ والحذر!
فرسول اللَّه(صلى اللّه عليه وآله وسلم) يتطلّع صوب المستقبل من وراء حُجب الغيب، فيبصره مليئاً بالفتن والضلالات التي يشبّهها بالأمواج المتلاطمة العاتية، أمواج مهولة تُغرق مَن يعرض لها، وتدفعه نحو قاعٍ سحيق، وما أكثر من يتسلّق الأوهام حذر هذه الأمواج، بيد أنّها سرعان ما تفترسه وتأتي عليه في ملاذه الواهن، فيُدركه الغرق ويصير هباءً ضائعاً.
فإذاً ينبغي أن تكون الاُمّة على حذر، وأن تُدرك أنّ طريق النجاة الوحيد يكمن في ركوب «السفينة»، واللوذ بأهل البيت(عليهم السلام) ، والاعتصام بحجزتهم، والتمسّك بتعاليمهم وسنّتهم.
ليس هناك شكّ في دلالة الحديث على وجوب إطاعة أهل البيت(عليهم السلام) وإلّا هل لعاقل تأخذه أمواج عاتية، فيُشرف حتماً على الغرق والضياع، ثمّ يتردّد في النجاة، ولا يركب سفينة الإنقاذ!
من جهة اُخرى إنّ التطلّع صوب هذه السفينة يستتبع الهداية بالضرورة والنجاة من أمواج الفتن والضلالات، فالسفينة منجية، وإذاً فهؤلاء الكرام معصومون منزّهون عن الزلل والخطأ . (انتهى).
1ـ قال الشيخ جعفر السبحاني في كتابه ( العقيده الإسلامية على
ضوء مدرسة أهل البيت / ج14ص9 / سلسلة الكتب العقائدية (8)/ إعداد : مركز الأبحاث العقائدية):
..لقد شَبَّه النبيُّ الاَكرمُ (صلى الله عليه وآله وسلم) أهلَ بيته بِسَفينةِ نوح الّتي من رَكبها نجا، ومن تخلّف عنها غرق في الطوفانِ كما قال: «ألا إنّ مَثَل أهلِ بيتي فِيكم مَثلُ سَفينة نُوح في قومه مَن رَكبها نَجا، ومَن تَخلَّفَ عَنها غرِق» ونحنُ نَعلمُ أنّ سَفينة «نوح» كانت هي الملجأ الوحيد لنجاة الناس من الطوفان في ذلك الوقت. وعلى هذا الاَساس فإنّ أهلَ البيت النبويّ ـ وفقاً لحديث سفينة نوح ـ يُعتَبرُون الملجأ الوَحيد للاَُمّة للنجاة من الحوادث العصيبة والوقائع الخطيرة التي طالما تُؤدّي إلى انحراف البشرية وضلالها.
2ـ وفي كتاب نفحات القرآن ج114ص8 / بحوث لجملة من العلماء ومنهم :ـ محمد رضا الآشتياني ، محمد جعفر الامامي ، عبد الرسول الحسني ، ، محمد الاسدي ، حسين الطوسي ، سيد شمس الدين الروحاني ، محمد محمدي الاشتهاري ، وفيه ان : ...حديث سفينة نوح . من الاحاديث المشهورة بحق اهل البيت (عليهم السلام ) والائمة المعصومين (عليهم السلام ) ... من اجل ادراك المعنى الدقيق لهذا الحديث لابد من القاء نظرة على احوال سفينة نوح .
يقول القرآن الكريم : (ففتحنا ابواب السماء بماء منهمر وفجرنا الارض عيونا فالتقى الماء على امر قد قدر) (القمر ـ 11 و 13). لقد دمر هذا الفيضان الشامل وغطى الماء كل شيء ولم يبق مأوى يلتجيء الانسان اليه سوى سفينة نوح التي ضمن اللّه تعالى لمن ركبها النجاة من الغرق ، بحيث عندما قال ابن نوح بغرور : ( ساوي الى جبل يعصمني من الماء ) فليس هناك فيضان يصل الى قمم الجبال جوبه برد ابيه الجازم والرادع حيث قال له لا عاصم اليوم من امر اللّه الا من رحم ) وظهر صدق كلام نوح مباشرة اذ : ( وحال بينهما الموج فكان من المغرقين ) ( هود / 43 ). ان تشبيه اهل البيت بمثل هذه السفينة وفي تلك الظروف زاخر بالمعاني التي تعلمنا الكثير من الحقائق ، منها :.
1 ـ ان العواصف ستعصف بالأمة الاسلامية بعد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم ) وتجرف الكثير معها ويغرق وسط امواجها.
2 ـ هنالك نقطة واحدة فقط للخلاص من مخالب الاخطار التي تهدد الدين والايمان وارواح الناس ، الا وهي سفينة اهل البيت (عليهمالسلام ) التي يعتبر التخلف عنها ومفارقتها سببا للهلاك . 3 ـ ان الانفصال عن واسطة النقل في الصحراء قد لا يزامنه الموت دائما ، الا انه يعرض الانسان الى العناء ، بيد ان التخلف عن سفينة النجاة في بحر متلاطم لا ينتج عنه سوى الموت والهلاك .
4 ـ لقد كان شرط الركوب في سفينة نوح (عليه السلام ) الايمان والعمل الصالح ، من هنا فقد عرض نوح على ابنه الايمان ، والانفصال عن الكافرين ، والركوب معه ومع اصحابه في السفينة : (يا بني اركب معنا ولا تكن مع الكافرين ) ، بناءا على ذلك فشرط نجاة هذه الامه من العواصف والانحرافات هو الايمان واليقين بمقام سفينة النجاة هذه .
5 ـ ليست محبتهم فقط التي تؤدي الى النجاة حيث طرح بعض علما الاسلام ذلك بادعائهم ان جميع المسلمين يحبون اهل البيت (عليهمالسلام ) ويعظمونهم ، من هنا فهم جميعا من الناجين .
بل ان الكلام الذي جاء في الرواية هو عن اتباعهم ( مقابل التخلف عنهم ) ، فان ابن نوح كان يحب اباه الا انه لم يكن يتبعه ، ولم تؤد محبته الى نجاته ابدا (تأملوا جيدا).(انتهى)
الى هنا نختم هذا المبحث عن حديث السفينة الذي شارك فيه جملة من كبار العلماء والمحققين ...
اسأل الباري ان يجازيهم خير الجزاء ، وشكرا لله الذي جعلني خادما في نقل وعرض هذا العطاء المبارك من جهدهم ، اسأل الباري ان يتقبل من عبده الاقل ، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين الابرار.
[/frame]