عرض مشاركة واحدة
قديم 31-03-2014, 11:37 PM   #1

 
الصورة الرمزية نسيم الصدر

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 2701
تـاريخ التسجيـل : Feb 2014
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 196

افتراضي تساوي النتيجة وهي عدم الأيمان لبعض الناس في حال الانذار وعدمه

ذكرت الآية (10) من سورة يس هذه الحقيقه فهي تساوي النتيجة في حال الانذار وعدمه حيث يقول تبارك وتعالى ({وَسَوَاءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ} [يس : 10]
ويمكن القول ان السبب يتضح من خلال مطالعة الآيات السابقة لها وهي قوله تعالى({وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ} [يس : 9] فيمكن ان نخرج منها بسببين هما

1- فقدان وسائل المعرفة الظاهرية والباطنية

يحتاج الإنسان للتعرّف على العالم الخارجي إلى الإستفادة من وسائل وأدوات تسمّى "وسائل المعرفة".قسم منها "باطنية" والقسم الآخر "ظاهرية".
العقل والوجدان والفطرة من وسائل المعرفة الباطنية، والحواس الظاهرية كالأبصار والأسماع وأمثالها وسائل المعرفة الظاهرية.
فهي تشبه المستكبرين والمتعصّبين والأنانيين والمنافقين بالمقيدين بالأغلال والسلاسل من جهة، سلاسل الكبر والهوس والغرور والتقليد الأعمى الذي وضعوه على أعناقهم وأياديهم. وباُولئك المحاصرين بين سدّين منيعين لا يمكن عبورهما.ومن جهة اُخرى فإنّ أعينهم مغلقة ولا تبصر.
الغلّ والسلاسل وحدها تكفي لمنعهم من الحركة، والسدّان العظيمان أيضاً وحدهما كافيان لمنعهم من الفعّالية، إنعدام البصر وحده أيضاً عامل مستقل.
2 - الحرمان من السير الآفاقي والأنفسي
هناك طريقان معروفان لمعرفة الله، الأوّل التأمّل والتفكّر في آثار الله في جسم الإنسان وروحه، وتلك "الآيات الأنفسية"، والثاني التأمّل في الآيات الخارجية الموجودة في الأرض والسماء والثوابت والسيارات من الكواكب، والجبال والبحار. وتلك تسمّى "الآيات الآفاقية" وقد أشار القرآن إليهما في الآية (53) من سورة فصّلت (سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتّى يتبيّن لهم أنّه الحقّ). وحينما يفقد الإنسان قدرة المعرفة، فإنّه يغلق عليه طريق مشاهدة الآيات الأنفسية والآفاقية على حدّ سواء.
في الآيات الماضية وفي جملة (إنّا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون) إشارة إلى المعنى الأوّل، لأنّ الأغلال ترفع رؤوسهم إلى الأعلى بحيث أنّهم لا يملكون القدرة على رؤية أنفسهم، وكذلك فإنّ السدود أمامهم وخلفهم تمنعهم من رؤية ما حولهم، بحيث أنّهم مهما نظروا فلن يبصروا غير السدود، وبذا يحرمون من مشاهدة الآيات الآفاقية.
المصدر / تفسير الامثل للشيخ ناصر مكارم الشيرازي ج14 ص91-93 ( باضافة وتصرف)

 

 

 

 

 

 

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة الراجي رحمة الباري ; 02-04-2014 الساعة 07:48 AM
نسيم الصدر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس