08-05-2014, 04:35 PM
|
#1
|
|
من كلمات سماحة السيد كمال الحيدري
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
يرتبط إصلاح المجتمع بشكل مباشر بدفع تسويلات النفس، بأن يتحمّل الإنسان مسؤوليّة الأخطاء الّتي يمكن أن يقع فيها، ويترك آفّة إلقاء أخطائه على عاتق الآخرين، والّتي ليست إلّا نتيجة تلك القيود والسلاسل الّتي يفرضها على عقله وفكره: قيود أهواء القلب وسلاسل رغبات النفس. ولذا فإنّ الإسلام عندما ينطلق في بنائه للمجتمع الصالح فإنّه ينطلق من تنمية مَلَكة العدل والإنصاف في نفوس أفراد هذا المجتمع، بأن لا يتّبع الإنسان ما توحيه إليه نفسه بل يظنّ بها السوء دائماً، تحصيناً لنفسه من الوقوع في شَرَكها، كما عن أمير المؤمنين عليه السلام في بيان علامة من علامات المؤمن الحقيقيّ: "المؤمن لا يصبح ولا يمسي إلا ونفسه ظنون عنده
ليس من الدعاء بشيء من دعا الله تعالى وقلبُه لاهٍ عن المقصود في تحقيق طلبه، وإلى هذا المعنى الشريف تُشير الآية الكريمة: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ}، حيث قُيِّدت الإجابة بقوله تعالى: {إِذَا دَعَانِ}، ومعنى ذلك حصول الالتفات القلبي، لا مُجرد لقلقة اللسان.
من كتاب: الدعاء إشراقاته ومعطياته، لسماحة المرجع الديني السيد كمال الحيدري(دام ظله)
|
|
|