09-09-2014, 12:00 PM
|
#2
|
|
كتاب : محمد الصدر والرجعة .. حلقة 2
الفصل الأول – الباب الثالث
رجـعة أهل البيت ) عليهم السلام(.
(أقول) هنا سنلاحظ في هذا المحور لموضوع الرجعة انه سيتضح من خلال عرضنا لرجوع أئمة أهل البيت (عليهم السلام (وذلك من خلال رواياتهم وكذلك الزيارات والأدعية حول رجوعهم الى الحياة وبالنتيجة إننا حينما نريد استخلاص فهم معين فلابد ان ننظر الى دائرة الفكرة لكي نستفيد منها في ضوء هذا الاستعراض من الروايات لإثبات رجوعهم (عليهم السلام) وكما يلي :-
أولاً: - عن أبي عبد الله )عليه السلام ( قال النبي )صلى الله عليه واله وسلم(. في حديث ومنه (( كيف انتم معاشر قريش وقد كفرتم بعدي ثم رأيتموني في كتيبة من أصحابي اضرب وجوهكم ورقابكم بالسيف (قال فنزل جبرائيل )عليه السلام ( فقال يا محمد قل ان شاء الله .او يكون ذلك علي بن ابي طالب )عليه السلام ( ان شاء الله تعالى. فقال جبرائيل )عليه السلام ( واحدة لك واثنتان لعلي بن ابي طالب )عليه السلام ( وموعدكم السلام قال أبان :جعلت فداك وأين السلام فقال )عليه السلام ( يا أبان السلام من ظهر الكوفة (1).
ثانياً -: قال الإمام محمد بن علي الباقر )عليه السلام ( عن بكير بن أعين ان رسول الله )صلى الله عليه واله وسلم(. وعلياً )عليه السلام ( سيرجعان (2) .
(وهنا قال) السيد الشهيد محمد الصدر( قدس) وبهذا الإسناد عن بكير بن أعين قال : قال لي من لا اشك فيه يعني أبا جعفر )عليه السلام ( ان رسول الله)صلى الله عليه واله وسلم) وعلياً )عليه السلام( : سيرجعــــــان } وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ { (3) قال: ليس أحدا من المؤمنين قتل إلا سيرجع حتى يموت . ولا احد من المؤمنين مات إلا سيرجع حتى يقتل (4).
ثالثاً: - عن زرارة قال : كرهتُ أن اسأل أبا جعفر)عليه السلام (فاحتلت مسألة لطيفة لأ بلغ بها حاجتي منها فقلت اخبرني عن قتل مات ؟ قال لا الموت موت والقتل قتل. فقلت له ما احد يقتل إلا مات . فقال يا زرارة قول الله اصدق من قولك قد فرق بين القتل والموت في القرآن فقال } فَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ { (5) .
وقال} وَلَئِن مُّتُّمْ أَوْ قُتِلْتُمْ لإِلَى الله تُحْشَرُونَ{ (6). فليس كما قلت يا زرارة فالموت موت والقتل قتل وقد قال الله تعالى} إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً {(7) . قال فقلت ان الله عز وجل يقول } كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ { (8) افرايت من قتل لم يذق الموت فقال ليس من قتل بالسيف كمن مات على فراشه ان من قتل لابد ان يرجع الى الدنيا حتى يذوق الموت(9).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البحار ( ج 53 – ص 66 ) المجلسي / مختصر البصائر ( ص - 110 -111 ) حسن بن سليمان الحلي.
(2) البحار ج 53 ( ص – 39 ( المجلسي / مختصر البصائر (ص224 )حسن بن سليمان الحلي.
(3) سورة النمل آية (83(.
(4) ما بعد الظهور (ج3 – ص660 - ص661 ) موسوعة الامام المهدي / السيد محمد الصدر( قدس)دار مكتبة البصائر – بيروت
(5) ال عمران آية (144) (6)ال عمران آية (158) (7) ال عمران آية(111) (8) ال عمران آية(185).
(9) مختصر البصائر ) ص 108 – 109 ) حسن بن سليمان الحلي.
رابعاً: - قال الإمام الصادق (عليه السلام ): ( ليس منا من لم يؤمن بكرتنا او يستحل متعتنا ) (1).
(وكما قلنا) في بداية الكتاب إن الكرة لفظ يطلق على الرجعة وهو مرادف لها .
خامساً: - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر)عليه السلام): ( قال لي يا أبا حمزة لا ترفعوا علياً فوق ما رفعه الله ولا تضعوا علياً دون ما وصفه الله , كفا بعلي )عليه السلام): إن يقاتل أهل الكرة (2).
سادساً-: قال الإمام الباقر عن أمير المؤمنين (عليهما السلام) وان لي الكرة بعد الكرة والرجعة بعد الرجعة وأنا صاحب الرجعات والكرات وصاحب الحملات والنقمات والدويلات العجيبات (3).
(وهنا نقول) هذا بخصوص الروايات أما اذا تطرقنا إلى الرجعة من الزيارات والأدعية المنسوبة إلى أئمة أهل البيت )عليهم السلام( سيتضح لنا ألامر نفسه من خلال العرض التالي :-
أولاً- : الزيارة الجامعة المنسوبة إلى أبي الحسن الثالث )عليه السلام ( وجعلني ممن يقتص أثاركم ويسلك سبيلكم ويهتدي بهداكم ويحشر في زمرتكم ويكر في رجعتكم ويملك في دولتكم ويشرف في عافيتكم ويمكن في أيامكم وتقر عينه غداً برؤيتكم (4).
ثانياً - : في زيارة الوداع (ومكنني في دولتكم وأحياني في رجعتكم )(5).
ثالثاً- : عن الإمام الصادق )عليه السلام ) في زيارة الأربعين) واشهد إني بكم مؤمن وبايابكم مؤمن بشرائع ديني وخواتيم عملي)(6).
رابعاً : - وفي زيارة القائم (عليه السلام) في السرداب ( اللهم أرنا وجه دليلك الميمون في حياتنا وبعد المنون , اللهم إني أدين إليك بالرجعة بين يدي صاحب هذه البقعة( (7).
خامساً -: عن الإمام الصادق)عليه السلام ) في زيارة النبي والأئمة )عليهم السلام) ( إني من القائلين بفضلكم مقر برجعتكم )(8).
سادساً- : وفي دعاء يوم دحو الأرض (وابعثنا في كرته حتى نكون في زمانه من أعوانه( (9).
( وحينئذ يقال ) إن هذا النمط من الزيارات والادعية عن اهل البيت (عليهم السلام ) سوف يساعدنا على فهم المعنى المقصود من الرجعة لأنها وردت عنهم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
من لا يحضره الفقيه ( ج 3 – ص458) الشيخ الصدوق .
مختصر البصائر ( ص 128 - 129 ) حسن بن سليمان الحلي.
البحار ( ج 53 - ص42 ) ألمجلسي .
(5) (6) عيون إخبار الرضا )1 / 308 ( الشيخ الصدوق
(7) الكافي ( 8 /206 ) الشيخ الكليني.
(8) جمال الأسبوع( 154 ) أبن طاووس.
(9) البحار( ج53- ص 98- 99 ) ألمجلسي .
(وإذا قلنا) قد يتناسب هنا ان نعرض بعض الروايات في هذا المجال عن الأئمة)عليهم السلام( ورجعتهم وذلك في فرض الالتفات الى أراء السيد الشهيد محمد الصدر(قدس)وهي كما يلي :-
اولاً: - عن جابر الجعفي قال سمعت أبا جعفر(عليه السلام) يقول ( والله ليملكن رجل منا أهل البيت بعد موته ثلاثمائة سنة ويزداد تسعاً قال : فقلت : متى يكون ذلك قال : بعد موت القائم قلت له : وكم يقوم القائم في عالمه حتى يموت قال : تسعة عشر من يوم قيامه الى يوم موته قلت له : فيكون بعد موته الهرج قال : نعم خمسين سنة . ثم يخرج المنتصر الى الدنيا فيطلب بدمه ودماء أصحابه فيقتل ويسبي حتى يقال لو كان هذا من ذرية الأنبياء ما قتل الناس كل هذا القتل ؟ فيجتمع عليه الناس أبيضهم وأسودهم فيكثرون عليه حتى يلجئوه الى حرم الله فإذا أشتد القتل عليه وقُتل المنتصر خرج السّفاح الى الدنيا غضباً للمنتصر فيقتل كل عدو لنا وهل تدري من المنتصر والسفاح يا جابر . المنتصر الحسين بن علي والسفاح علي بن أبي طالب(عليه السلام) ).( 1)
ثانياً -: عن ابي عبد الله (عليه السلام) سُئل عن الرجعة أحق هي (قال) نعم , فقيل له من أول من يخرج(قال) الحسين يخرج على اثر القائم . قلت ومعه الناس كلهم (قال) لا بل كما ذكر الله في كتابه العزيز} يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجاً{ (2) وعنه ويُقبل الحسين في أصحابه الذين قتلوا معه , ومعه سبعون نبياً كما بعثوا مع موسى بن عمران (عليه السلام). فيدفع إليه القائم الخاتم فيكون الحسين هو الذي يلي غسله وكفنه وحنوطه ويواريه في حفرته (3).
(وهنا يقول) السيد الشهيد محمد الصدر)قدس) رجوع بعض الأئمة المعصومين (عليه السلام) كأمير المؤمنين والحسين وربما برجوع النبي أيضا يرجعون على شكل يختلف عن حال وجودهم الأول في الدنيا من حيث الترتيب ومن حيث الفترة الزمنية (4).
(أقول) إن الأئمة(عليهم السلام) لهم رجعه وهذا المعنى نفهمه من النصوص السابقة وسنبحث في هذا السياق بروايات أخرى أيضا ومنها .
*بإسناد عن محمد بن مسلم قال : سمعت بن أعين وأبا الخضاب يحدثان جمعاً إنهما سمعا أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : أول ما تنشق الأرض عنه ويرجع إلى الدنيا ) الحسين بن علي وان الرجعة ليست بعامه وهي خاصة لا يرجع إلا من محض الإيمان محضاً او محض الكفر محضاً ) (5) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) الاختصاص (ص) 257 – 258 ) الشيخ المفيد .
(2) سورة النبأ آية(18).
(3) مختصر البصائر ) ص 47 ) حسن بن سليمان الحلي.
(4) ما بعد الظهور ج 3 (ص 660 ) موسوعة الإمام المهدي / السيد الشهيد محمد الصدر (قدس) دار مكتبة البصائر – بيروت.
(5) البحار( ج 53/ ص 210 ) للمجلسي .
)وهنا قال) السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) (رجوع بعض الأموات إلى الدنيا وان لم يكونوا من الأئمة المعصومين وخاصةً من محض الإيمان محضاً ومن محض الكفر محضاً)(1).
(ويقول) السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) ( إن الدليل على رجوع أمير المؤمنين لا ينفي الدليل على رجوع الحسين (عليهما السلام) بل لعلهما يرجعان معاً)(2).
(اقول) إن الأئمة (عليهم السلام) لهم رجعة وكذلك المؤمنين من محض الإيمان محضاً فهم رافقوا النبي )صلى الله عليه وآله وسلم ( والأئمة (عليهم السلام) لهم عودة .
(وهنا أقول) إننا لازلنا في ضوء استعراض مجالات الرجعة عند الأئمة (عليهم السلام) وهذا المعنى فهمناه من النصوص السابقة وسنتناول بعض الروايات بمزيداً من البحث وكما ثبت من الإخبار وبعدة نقاط :-
أولاً- : بسند عن أبي حمزة قال أبي عبد الله (عليه السلام) يا أبا حمزة إن منا بعد القائم أحد عشر مهدياً ((3).
ثانياً -: عن أبي عبد الله الصادق (عليه السلام) عن أبان عن أمير المؤمنين (عليه السلام)( قال ( قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم ( في الليلة التي كانت فيها وفاته قال لعلي – يا ابا الحسن أحضر صحيفة ودواة فأملى رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم (وصيته حتى انتهى إلى هذا الموضع فقال يا علي : انه سيكون بعدي اثنتا عشر أماماً ومن بعدهم اثني عشر مهدياً فأنت يا علي أول الاثنا عشر أمام. وساق الحديث الى ان قال وليسلمها الحسن )يعني الإمام الحسن العسكري)(عليهم السلام) الى ابنه محمد المستحفظ من ال محمد (عليهم السلام)) فذلك اثني عشر إماما ثم يكون من بعده اثنا عشر مهدياً فإذا حضرته الوفاة فليسلمها إلى ابنه أول المهديين (المقربين : نسخة الغيبة) له ثلاثة اسامي اسم كاسمي واسم أبي وهو عبد الله واحمد والاسم الثالث المهدي وهو أول المؤمنين )(4).
(ويقول) السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) هناك طريق تأويل لما ذكر وهو:
الوجه الأول : ان يكون المراد بالإثني عشر مهدياً – النبي وسائر الأئمة سوى القائم) عج ( بان يكون ملكهم بعد القائم.
الوجه الثاني : أن يكون هؤلاء المهديون من أحباء القائم هاديين للخلق في زمن سائر الأئمة الذين رجعوا لئلا يخلو الزمان من الحجة (5).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) ما بعد الظهور )ج 3 - ص660 ) موسوعة الإمام المهدي / السيد الشهيد محمد الصدر( قدس سره) دار مكتبة البصائر – بيروت.
(2) بحث حول الرجعة (ص 26 ) السيد الشهيد محمد الصدر( قدس سره)
(3) الغيبة) ص 285 ) الشيخ النعماني.
(4) البحار( ج 13 – ص 237 ) ألمجلسي .
(5) ما بعد الظهور (ج3 - ص672 ) موسوعة الإمام المهدي / السيد الشهيد محمد الصدر ( قدس سره) دار مكتبة البصائر – بيروت.
الفصل الأول – الباب الرابع
رجعة الأنبياء (عليهم السلام )
(قال) الإمام الصادق(عليه السلام) عن أبي مسكات ( لتؤمنن) برسول الله( صلى الله عليه واله وسلم ) ولتنصرن أمير المؤمنين (عليه السلام) قلت لتنصرن أمير المؤمنين قال:
نعم من ادم فهلم جراً ولا يبعث الله نبياً ولا رسولاً إلا رد إلى الدنيا حتى يقاتل بين يدي أمير المؤمنين (عليه السلام )(1)
وقال تعالى في كتابه الحكيم } وَإِذْ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّيْنَ لَمَا آتَيْتُكُم مِّن كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءكُمْ رَسُولٌ مُّصَدِّقٌ لِّمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُواْ أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُواْ وَأَنَاْ مَعَكُم مِّنَ الشَّاهِدِينَ{(2).
(وهنا أقول ( إن القرآن يدعو إلى ذلك وما نقل عن الإمام الصادق(عليه السلام) قد وجدناه في عدة مصادر فلا بد لنا في نهاية الكلام التعرض الى بيان الرجعة إنما ستكون للأنبياء أيضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) تفسير القمي (ج1 – ص106) ( تفسير العياشي ((ج 1 / ص181(
(2) سورة ال عمران آية (81).
الفصل الأول – الباب الخامس
رجعة الشهداء والمؤمنين الى الدنيا.
) أقول( إن هناك رجعة للشهداء والمؤمنين وكذلك أعداء المؤمنين وسيتم بيان ذلك من خلال روايات أهل البيت )عليهم السلام) وبعدة نقاط :-
أولاً-: عن المفضل بن عمر قال أبا عبد الله (عليه السلام ) ( يا مفضل أنت وأربعة وأربعون رجلاً تحشرون مع القائم أنت على يمين القائم تأمر وتنهي والناس إذ ذاك أطوع لك منهم اليوم )(1).
ثانياً: -عن المفضل بن عمر قال أبا عبد الله (عليه السلام) من مات من أصحابنا ننتظره فقال أبا عبد الله (عليه السلام (اذا قام المهدي أتي المؤمن من قبره فيقال له يا هذا انه قد ظهر صاحبك فأن تشاء ان تلحق به فالحق وان تشأ ان تقيم في كرامة ربك فأقم (2).
ثالثاً: - عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر الباقر(عليه السلام) قال (( قال أمير المؤمنين فيا عجبا وكيف لا أعجب من أموات يبعثهم الله أحياء يلبون زمرة زمرة بالتلبية لبيك لبيك يا داعي الله قد اطلوا سكك الكوفة قد شهرو سيوفهم على عواتقهم ليضربون بها هام الكفرة وجبابرتهم وأتباعهم من جبابرة الأولين والآخرين حتى ينجز الله ما وعدهم (3) . قوله تعالى } وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً { (4)
(قال) الإمام الصادق (عليه السلام) في دعاء العهد )يا حياً قبل كل حي ويا حياً بعد كل حي ويا حياً حين لا حي يا محي الموتى ومميت الإحياء ( وفي نفس الدعاء يذكر) اللهم ان حال بيني وبينه الموت الذي جعلته على عبادك حتماً مقضياً فأخرجني من قبري مؤتزراً كفني شاهراً سيفي مجرداً قناتي ملبياً دعوة الداعي في الحاضر والبادي)(5).
(وهنا أقول) حول النقاط (أولا – ثانياً – ثالثاً( إن أصحاب المهدي (عليه السلام) الذين سيقاتلون معه و هم من الاموات من المؤمنين الذين سيرجعون ليقاتلون معه وكما ذكر في دعاء العهد ( فأخرجني من قبري مؤتزراً والمشار إليه في حديث الإمام أبا عبد الله (عليه السلام) في النقطة (ثانياً) (أتي المؤمن من قبره).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
(1) دلالة الإمامة ( ص 248 ) الطبري.
(2) البحار ) ج53- ص91 – 98 ) المجلسي.
(3) البحار ) ج53- ص47) المجلسي.
(4) سورة النور آية(55)
(5) مفاتيح الجنان – دعاء العهد – الشيخ عباس ألقمي.
(وحينئذ يقال ( إن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أشار في النقطة (ثالثاً) لقوله ( اطلوا سكك الكوفة قد شهروا سيوفهم على عواتقهم ) أي ان أصحاب الإمام المهدي ممن سيرجع او موجود معه سيقاتل تحت راية الإمام المهدي (عليه السلام) بقيادة السيد القائد )مقتدى الصدر) ( اعزه الله ( في الانتفاضة المهدوية الأولى في النجف الاشرف ضد القوات الأمريكية وحلفائها وقد حملوا القاذفات على أكتافهم والقاصي والداني شهد وسمع كيف ان قنابر الهاونات تطلق وبدون ان تكون هناك ذخيرة او من يرمي ذلك فهي إشارة لمشاركة الأموات في هذه المعركة ولا يفوتنا ذكر ما تناقلته الاخبار بان القوات الامريكية شاهدوا أشباح تحاربهم في مقبرة وادي السلام في النجف الاشرف.
رابعاً -: عن الإمام الصادق (عليه السلام) ( ليس أحد من المؤمنين قتل الا يرجع حتى يموت ولا يرجع الا من محض الإيمان محضاً ومن محض الكفر محضاً)(1)
خامساً -: عن المفضل بن عمر قال أبا عبد الله (عليه السلام) ) إذا قام قائمنا رد الله كل مؤذ للمؤمنين في زمانه في الصورة التي كانوا عليها وفيها بين اظهرهم لينتصف منهم المؤمنون)(2)
(أقول هنا) إن الرجعة التي تعتقد بها الشيعة في حق جماعة خاصة ممن محضوا الإيمان او الكفر وبعبارة أخرى عودة هذه الجماعة للحياة قبل يوم القيامة أما كيفية العودة وطبيعتها فلم يتحدث عنها القرآن الكريم بل جاء تفصيلها في روايات أهل البيت (عليه السلام) فأن صحت الاخبار المنقولة وجب قبولها والإعتقاد بها وإلا وجب طرحها للمناقشة .
)وهنا يقول( السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) وينبغي الالتفات إلى أن مفهوم الرجعة بأكثر من معانيه او اقل هو كمفهوم مجرد ليس من ضرورات الدين وواضح كوجوب الصلاة مثلاً بحيث يجب الإيمان بها على كل حال ويكون إنكارها إنكار للدين. كلا . بل يكفي للجاهل به أن يوكل علمه الى الله عز وجل ويعترف بجهله في هذا المجال شأنه في ذلك شأن بعض المفاهيم الأخرى كوجود الجنة والنار قبل يوم الحساب او نزول جبرائيل إلى الأرض بعد النبي )صلى الله عليه واله وسلم(وهكذا فكلها مما يجب إيكال علمها إليه سبحانه وتعالى ولا يجوز المبادرة لإنكارها وان لم يكن إنكارها خروجاً عن الدين).( 3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
البحار ( ج 60 – ص53 ب29( ألمجلسي .
دلالة الإمامة ( ص247 ( الطبري.
بحث حول الرجعة (ص 10( السيد الشهيد محمد الصدر (قدس) دار مكتبة البصائر _بيروت
. الفصل الثاني – الباب الاول
الدابــة
الدابة لغة :- تطلق في اللغة على كل ما يدب ويتحرك على وجه الأرض من الإنسان والحيوان وغيره وآيات كثيرة نزلت في القرآن الكريم حول الدابة ومنها:
(أولاً) قال الله تعالى في كتابه العزيز } وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا{ (1)
(ثانياً( قال الله تعالى في كتابه العزيز } اِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ{ (2)
(ثالثاً) قال الله تعالى في كتابه العزيز } وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِّنَ النَّاسِ {(3)
(رابعاً ( قال الله تعالى في كتابه العزيز } وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ {(4)
(قال) السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) إن دابة الأرض ليس دابة بالمفهوم اللغوي بل هي إنسان بل هي خصوص أمير المؤمنين(عليه السلام( (5)
(ويقول) السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) ( وتسمية الإنسان بالدابة ليس بالغريب فأن الإنسان حيوان ناطق كما ذكر المناطقة والفلاسفة وهو يدب على رجليه فهو من هذه الناحية من قسم ) الدواب( الحيوانات من بين المخلوقات مع احتمال ان يكون تسميتها بالدابة لاتصافها بالدبيب من نوع أخر ككثرة متابعتها للآفراد لأجل محاسبتهم . او دبيبها في النفوس لأجل الخوف لديهم من نتائج محاسبتهم او غير ذلك مما لا حاجة الى الدخول في تفاصيله وهذا هو الأنسب مع تفسيرها بأمير المؤمنين )عليه السلام)لان حبه يدب في قلوب المحبين وبغضه يدب في قلوب المبغضين ( (6)
(أقول) وقد نحصل من هذا البيان انه روي عن كعب انه سئل الإمام علي (عليه السلام) عن الدابة فقال الإمام)أي والله مالها ذنب وان لها للحية( (7)
(وهنا يقال) انه لو كان ذو لحية فهي دلالة وإشارة إلى أنه إنسان وليس حيوان فإذا قلنا انه حيوان ونعني وجود الذنب واثبات وجود اللحية من باب الإعجاز وهو ما لا تدركه العقول .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
سورة هـود آية (6)
سورة الأنفال آية (22)
سورة الـحج ( آية (18)
سورة فاطـر آية (28)
بحث حول الرجعة (ص 33 - 34( السيد الشهيد محمد الصدر (قدس)
بحث حول الرجعة (ص 34 – 35) السيد الشهيد محمد الصدر (قدس)
مجمع البيان (ج5/ص 250) الطبرسي
(ويقول) السيد الشهيد محمد الصدر(قدس) أذن فيتعين أن تكون ذاتاً عاقلة نادرة بل أكثر قدرة من الفرد الاعتيادي بكثير وذلك لا يكون إلا احد الأولياء العاليين رتبةً بل لا يكون الا أحد المعصومين (عليهم السلام) فإذا دل الدليل على تخصصها به (سلام الله عليه (كان اللازم قبول ذلك فليس لأنها دابة بمعنى المفهوم في اللغة بل لأنها ترجع إلى الدنيا بشكل غريب خارق للقوانين الاعتيادية وتقوم بعمل جليل خارق للعادة الاجتماعية ) (1)
)وأقول هنا ( فقد أستعمل لفظ الدابة في معناها الواسع بل هو لا يختص بالحيوان الصامت بل هو شامل لكل ما يدب على وجه الأرض ويتحرك.
)وهنا يقول( السيد الشهيد محمد الصدر( قدس) وإما الاستشهاد بظهور لفظ (الدابة) بكونها كذلك تماماً فهو استشهاد باطل لما قلناه من ان الدابة بالمعنى المفهوم لا تعني شيئاً ولا تنفع ولا تضر إذاً فيتعين ان تكون أنساناً لكي تحصل الموافقة والملائمة من هذه الناحية مع المجتمع(2)
(وهنا يقال) أن السيد الشهيد ذكر بأن الدابة لأحد الاولياء العاليين رتبة أو من أهل البيت (عليهم السلام) ويخص أمير المؤمنين (عليه السلام) أي أنه أنسان بطبيعة الحال أثباتاً وثبوتاً .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(2) بحث حول الرجعة (ص-34( السيد الشهيد محمد الصدر ( قدس سره) .
|
|
|