عن الإمام الصادق (عليه السلام)، أنـّه قال: خرج الحسين بن عليّ(عليه السلام)، إلى أصحابه ليخطبهم فقال:
..أَيُّهَا النَّاسُ، إنَّ اللَهَ مَا خَلَقَ خَلْقَ اللَهِ إلاَّ لِيَعْرِفُوهُ فَإذَا عَرَفُوهُ عَبَدُوهُ وَاسْتَغْنَوْا بِعِبَادَتِهِ عَنْ عِبَادَةِ مَا سِواهُ .
فَقَالَ رَجُلٌ : يَابْنَ رَسُولِ اللَهِ فَمَا مَعْرِفَةُ اللَهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟
فَقَالَ : مَعْرِفَةُ أَهْلِ كُلِّ زَمَانٍ ، إمَامَهُ الَّذِي يَجِبُ عَلَيْهِمْ طَاعَتُهُ .
(ملحقات إحقاق الحقّ/ص 594 من ج 11 ،عن ابن حسنويه في كتاب درّ بحر المناقب ص 128 مخطوط )
ومن خطبة للامام الحسين(عليه السلام)، قال:
أَيُّهَا النَّاسُ ! نَافِسُوا فِي الْمَكَارِمِ ، وَسَارِعُوا فِي الْمَغَانِمِ ، وَلاَ تَحْتَسِبُوا بِمَعْرُوفٍ لَمْ تَعْجَلُوا ؛ وَاكْسِبُوا الْحَمْدَ بِالنُّجْحِ، وَلاَ تَكْتَسِبُوا بِالْمَطْلِ ذَمّاً ؛ فَمَهْمَا يَكُنْ لاِحَدٍ عِنْدَ أَحَدٍ صَنِيعَةٌ لَهُ رَأَي أَنَّهُ لاَ يَقُومُ بِشُكْرِهَا فَاللَهُ لَهُ بِمُكَافَأَتِهِ ؛ فَإنَّهُ أَجْزَلُ عَطَاءً وَأَعْظَمُ أَجْراً
وَاعْلَمُوا أَنَّ حَوَائِجَ النَّاسِ إلَيْكُمْ مِنْ نِعَمِ اللَهِ عَلَيْكُمْ ؛ فَلاَ تَمَلُّوا النِّعَمَ فَتَحُورَ نِقَماً .
وَاعْلَمُوا أَنَّ الْمَعْرُوفَ مُكْسِبٌ حَمْداً ، وَمُعْقِبٌ أَجْراً .
فَلَوْ رَأَيْتُمُ الْمَعْرُوفَ رَجُلاً رَأَيْتُمُوهُ حَسَناً جَمِيلاً يَسُرُّ النَّاظِرِينَ ؛ وَلَوْ رَأَيْتُمُ اللُؤْمَ رَأَيْتُمُوهُ سَمِجاً مُشَوَّهاً تَنَفَّرُ مِنْهُ الْقُلُوبُ ، وَتَغُضُّ دُونَهُ الاْبْصَارُ .
أَيُّهَا النَّاسُ ! مَنْ جَادَ سَادَ ، وَ مَنْ بَخِلَ رَذِلَ .
وَ إنَّ أَجْوَدَ النَّاسِ مَنْ أَعْطَي مَنْ لاَ يَرْجُوهُ ؛ وَإنَّ أَعْفَي النَّاسِ مَنْ عَفَا عَنْ قُدْرَةٍ ؛ وَإنَّ أَوْصَلَ النَّاسِ مَنْ وَصَلَ مَنْ قَطَعَهُ.
وَالاْصُولُ عَلَي مَغَارِسِهَا بِفُرُوعِهَا تَسْمُو ؛ فَمَنْ تَعَجَّلَ لأخِيهِ خَيْراً وَجَدَهُ إذَا قَدِمَ عَلَيْهِ غَداً .
وَمَنْ أَرَادَ اللَهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَي بِالصَّنِيعَةِ إلَي أَخِيهِ كَافَأَهُ بِهَا فِي وَقْتِ حَاجَتِهِ ، وَصَرَفَ عَنْهُ مِنْ بَلاَءِ الدُّنْيَا مَا هُوَ أَكْثَرُ مِنْهُ .
وَمَنْ نَفَّسَ كُرْبَةَ مُؤْمِنٍ فَرَّجَ اللَهُ عَنْهُ كُرَبَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .
وَمَنْ أَحْسَنَ أَحْسَنَ اللَهُ إلَيْهِ ، وَاللَهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ
(مستدرك الوسائل/ للنوريّ نقلاً عن ، كشف الغمّة للإربلي، وعن بحار الانوار للمجلسي، وعن أعلام الدين للديلميّ).
وورد عن الإمام الصادق(عليه السلام)، أنّه قال :
حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ أَبِيهِ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ أَنَّ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ كَتَبَ إلَي أَبِي الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ:
يَا سَيِّدِي ؛ أَخْبِرْنِي بِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ !
فَكَتَبَ صَلَوَاتُ اللَهِ عَلَيْهِ : بِسْمِ اللَهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ . أَمَّا بَعْدُ ، فَإنَّ مَنْ طَلَبَ رِضَـا اللَهِ بِسَخَطِ النَّاسِ ، كَفَاهُ اللَهُ أُمُورَ النَّاسِ ؛ وَمَنْ طَلَبَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَهِ ، وَكَلَهُ اللَهُ إلَي النَّاسِ ؛ وَالسَّلاَمُ .
(الاختصاص/ للشيخ المفيد ص 225 ، الطبعة الحروفيّة )
ورُوي ان الامام الحسين(عليه السلام)، قَالَ:
دِرَاسَةُ الْعِلْمِ لِقَاحُ الْمَعْرِفَةِ ؛ وَطُولُ التَّجَارِبِ زِيَادَةٌ فِي الْعَقْـلِ؛ وَالشَّرَفُ التَّقْوَي ؛ والْقُنُوعُ رَاحَةُ الاْبْدَانِ . وَمَنْ أَحَبَّكَ نَهَاكَ ؛ وَمَنْ أَبْغَضَكَ أَغْرَاكَ .
(بحار الانوار للمجلسيّ ج 78 ، ص 128 عن كتاب أعلام الدين)
وَقَالَ الامام الحسين لاِبْنِهِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ(عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ) :
أَيْ بُنَيَّ ! إيَّاكَ وَظُلْمَ مَنْ لاَ يَجِدُ عَلَيْكَ نَاصِراً إلاَّ اللَهَ جَلَّ وَعَزَّ .
(تحف العقول ص 246 الطبعة الحروفيّة وبحار الانوار ج 78 ، ص 118 )
المصدر:
كتاب لمعات الامام الحسين عليه السلام /للسيد محمد حسين الحسيني الطهراني/ 1402 هـ مدينة مشهد