26-01-2015, 08:49 PM
|
#1
|
|
رسول الله وخلق الانسانية
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
ينظر الاسلام الى الانسان على انه انسان ويخاطبه على اساس أنه مخلوق الذي اكرمه الله ويريد له الخير والصلاح من خلال الرسالة الالهية وما ارسل من رسل وانبياء , فيستجيب له اصحاب العقول الناضجة والفكر السليم الغير مشبوه , ويرتد عن اجابته من اصيب بالعمى والصمم ولم يهتدي الى سبيل الخير ,ولهذا فأن الله عز وجل قد خاطب الناس بخطابات كثيرة بصيغة ( يا ايها الناس ) لكي يحرك بداخلهم الحس الانساني ويجب ان يستوقف الانسان نفسه حتى تسمع ذلك النداء الذي فيه نجاة ذلك العبد وهو الانسان من خلال الفطرة والتزام بالاسلام الذي هو الاطروحة الالهية الخاتمة التي يحملها نبي الرحمة والذي وصفه الخالق ورب الاكوان بقوله تعالى :
((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ))[الأنبياء:107].
ومن خلال قيادة العالم للعيش بسلام وجعله ممكناً بين الاديان والتي ترتبط بحقيقة واحدة وهي الايمان بالله وتوحيده من خلال ما عرفوا من قبول التعايش السلمي بين الافراد المجتمع وان كانت مختلفة عقائدهم فالأسلام قد ضمن لكل العيش بسلام وطمأنينة والتواصل فيما بين الاقليات والديانات التي تكون موجودة داخل المجتمع المسلم القريبة منه شريطة ان تكون تلك الديانات والاقليات كما وصفناها ان تعمل على حفظ مبادئ الاسلام واحترام ديانته وعدم الخروج علناً بالمحرمات الغير شرعية المضادة لما يرفضه الاسلام من عدم الالتزام بها والدعوة اليها, فأن مسايرة تلك الامور قد جعلت الاسلام يحترم غيره من الناس لأنه ينظر للناس جميعاً انهم اخوة كلهم من اب وام واحد لا يمتاز احدهم عن الاخر الا بالتقوى والعمل الصالح لذا يرسم لنا معجزة رسول الله (صلى الله عليه واله ) الا وهو القران الكريم ابهى صور الانسانية , قال تعالى :
(( يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ )) الحجرات 13
فلا ننظر الى من يدعي الاسلام والانتماء له او من يريد ان يكون اسم رسول الله عنوان لظلمه
لأنه يحمل غايات واهداف بعيدة عن الاسلام وعن رسول الله ومبدئهما الواحد , وهذه الامور كلها قد حددت لهذه الفئة الضالة من قبل اعداء الدين والانسانية الذين يبحثون دوماً عن من كان جاهلاً في عقله متشدداً في عقيدته الفاسدة والتي من خلالها يدخل له مثير العداوة والبغضاء بين الناس ليجعله اداة اساءة فأن اعداء الاسلام لا يعرفون الا لغة واحدة وهي لغة القتل ولغة محو الانسانية من ان يتسمى بها الاسلام الذي يحمل الوفاء والسلام للجميع وهو الامان الوحيد لهم .
عن السكوتي عن ابي عبد الله الصادق (عليه السلام ) قال : قلت له ما معنى قول النبي (صلى الله عليه واله ) : (( يسعى بذمتهم ادناهم ؟ ))
قال لو ان جيشاً من المسلمين حاصر قوماً من المشركين فأشرف رجل فقال اعطوني الامان حتى القي صاحبكم واناظره فأعطاه ادناهم الامان وجب على افضلهم الوفاء به . (( الاخلاق والاداب الاسلامية / عبدالله الهاشمي ))
هذا هو خلق الاسلام و خلق الرسول الذي حكم بدين الاسلام فكان هدفه هو وجه الله عز وجل واحقاق الحق ونشر العدل والاحسان من خلال طاعة الله وطاعته وطاعة اوليائه واوصيائه الذين نصبهم على الناس ليقودوهم الى خير الدنيا وخير الاخرة ولكن كما وقف الشيطان لأبوا البشر آدم (عليه السلام ) نداً له وقفت شياطين الانس لتكون بيدهم مقاليد السلطة والامكانيات لتدمير الدين ونشر الفساد والظلم ولكن ؟
قال تعالى :
( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ( 32 ) هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون ( 33 ) التوبة
والحمد لله رب العالمين
|
|
|