[frame="13 98"] اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم.
في هذه الأسطر القليلة يتم عرض بعض الأحاديث النبوية الشريفة الدالة على اول خلق، خلقه الله (جل جلاله)، وكما يلي :
في الكافي للشيخ محمد بن يعقوب الكليني المتوفى سنة 328 ه / ج 1 ص 442 : عن الحسين (عن محمد) بن عبد الله ، بن محمد بن سنان ، عن المفضل، عن جابر بن يزيد قال: قال لي أبو جعفر ( عليه السلام ):
يا جابر إن الله أول ما خلق خلق محمدا ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وعترته الهداة المهتدين ، فكانوا أشباح نور بين يدي الله
قلت : وما الأشباح ؟ قال :
ظل النور ، أبدان نورانية بلا أرواح ، وكان مؤيدا بروح واحدة وهي روح القدس ، فبه كان يعبد الله وعترته ، ولذلك خلقهم حلماء علماء بررة أصفياء ، يعبدون الله بالصلاة والصوم والسجود والتسبيح والتهليل ، ويصلون الصلوات ويحجون ويصومون .
( انتهى، ورواه سيد هاشم البحراني في حلية الأبرار/ ج 1 ص 19 )
وفي علل الشرائع للشيخ الصدوق أبي جعفر محمد بن علي ابن الحسين بن موسى بن بابويه القمي/ المتوفى سنة 381 ه /ج 1 ص 208 ، قال:
حدثنا إبراهيم بن هارون الهاشمي، قال : حدثنا محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال : حدثنا عيسى بن مهران، قال : حدثنا منذر الشراك قال : حدثنا إسماعيل بن علية قال : أخبرني أسلم بن ميسرة العجلي ، عن أنس بن مالك ، عن معاذ بن جبل : أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال :
إن الله عز وجل خلقني وعليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق الدنيا بسبعة آلاف عام .
قلت فأين كنتم يا رسول الله ؟ قال :
قدام العرش نسبح الله تعالى ونحمده ونقدسه ونمجده .
قلت : على أي مثال ؟ قال :
أشباح نور ، حتى إذا أراد الله عز وجل أن يخلق صورنا صيرنا عمود نور ، ثم قذفنا في صلب آدم ، ثم أخرجنا إلى أصلاب الآباء وأرحام الأمهات ، ولا يصيبنا نجس الشرك ولا سفاح الكفر ، يسعد بنا قوم ويشقى بنا آخرون ، فلما صيرنا إلى صلب عبد المطلب أخرج ذلك النور فشقه نصفين فجعل نصفه في عبد الله ونصفه في أبي طالب ، ثم أخرج النصف الذي لي إلى آمنة والنصف إلى فاطمة بنت أسد فأخرجتني آمنة وأخرجت فاطمة عليا ، ثم أعاد عز وجل العمود إلي فخرجت مني فاطمة ، ثم أعاد عز وجل العمود إلى علي فخرج منه الحسن والحسين - يعني من النصفين جميعا - فما كان من نور علي فصار في ولد الحسن ، وما كان من نوري صار في ولد الحسين ، فهو ينتقل في الأئمة من ولده إلى يوم القيامة(انتهى).
وعن الحسن بن محبوب عن صالح بن سهل عن أبي عبد الله ( عليه السلام ) : أن بعض قريش قال لرسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم) : بأي شئ سبقت الأنبياء وأنت بعثت آخرهم وخاتمهم ؟ قال :
إني كنت أول من أقر بربي وأول من أجاب ، حيث أخذ الله ميثاق النبيين وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى ، وكنت أنا أول نبي قال بلى ، فسبقتهم بالإقرار بالله (انتهى).
وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم انه قال :
لما خلق الله تعالى آدم أبا البشر ونفخ فيه من روحه إلتفت آدم يمنة العرش فإذا في النور خمسة أشباح سجدا وركعا قال آدم : هل خلقت أحدا من طين قبلي ؟ ! قال : لا يا آدم قال : فمن هؤلاء
الخمسة الأشباح الذين أراهم في هيئتي وصورتي ؟ ! قال : هؤلاء خمسة من ولدك لولاهم ما خلقتك ، هؤلاء خمسة شققت لهم خمسة أسماء من أسمائي لولاهم ما خلقت الجنة والنار ، ولا العرش ولا الكرسي ، ولا السماء ولا الأرض ، ولا الملائكة ولا الإنس ولا الجن ، فأنا المحمود وهذا محمد ، وأنا العالي وهذا علي ، وأنا الفاطر وهذه فاطمة ، وأنا الإحسان وهذا الحسن ، وأنا المحسن وهذا الحسين ، آليت بعزتي أن لا يأتيني أحد بمثقال ذرة من خردل من بغض أحدهم إلا ادخله ناري ، ولا أبالي يا آدم ؟ هؤلاء صفوتي بهم أنجيهم وبهم أهلكهم ، فإذا كان لك إلي حاجة فبهؤلاء توسل .
فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم:
نحن سفينة النجاة من تعلق بها نجا ، ومن حاد عنها هلك ، فمن كان إلى الله حاجة ، فليسأل بنا أهل البيت .
( أخرجه الحموي في الباب الأول من " فرايد السمطين)
قال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر(قدس) :
..فبالضرورة يخلق الله تعالى واحدا في المرتبة الأولى التي تتنزل عن ذاته سبحانه ثم هذا المخلوق الواحد يخلق الكثرة أي يوجد المتعدد، فهو بسيط ولكنه بالتحليل يكون أمرين :
محمد وعلي ، لأنهما نفس واحدة ، بدليل قوله تعالى (وأنفسنا وأنفسكم ) فهو((على )(ع))نفسه(محمد(ص)) ولكنه غيره ، والكثرة عين الوحدة ، كما قيل في الحكمة المتعالية . وليس هذا غريبا ، فنفس الإنسان واحدة ، ولكنها ـ في نفس الوقت ـ كثيرة . ففيها القوة الغضبية والشهوة والرغبات والحاجات ولكنها مع ذلك نفس واحدة . والكثرة عين الوحدة .
ونستنتج من ذلك :
إن هذه الحقيقة النورية العليا ، هي أول الموجودات ، وأشرفها وأقدرها وأعلاها وأعلمها ، وهي مسيطرة على جميع الموجودات بأقدار من الله سبحانه وتعالى.(انتهى)
(منة المنان..للسيد الشهيد محمد الصدر(قدس) ج1 ص212 / تحقيق مؤسسة المنتظر / مطبعة الكوثرـ قم المقدسة/ ط1 (1432هـ/2011م))
وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على خير خلقه محمد المصطفى وآله الطيبين الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم
[/frame]