عرض مشاركة واحدة
قديم 21-05-2015, 01:48 PM   #1

 
الصورة الرمزية المثابر

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 756
تـاريخ التسجيـل : Dec 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : بغداد
االمشاركات : 3,688

افتراضي من سيرة أصحاب العترة الطاهرة



بسم الله الرحيم الرحيم

من سيرة أصحاب العترة الطاهرة

علي بن يقطين

أبو موسى البغدادي سكناه وهو كوفي اﻻصل ، مولى بني اسد أبو الحسن وكان ابوه يقطين بن موسى داعية طلبه مروان الحمار فهرب ولد عام ( 124) هجرية.في الكوفة وهربت امة به وبأخيه عبيد الى المدينة ( 1).
وكان يعمل بالتوابل ( 2) قبل ان تظهر دولة بني العباس فيتصل بهم وصار وزيرا لهارون العباسي ، توفي سنة ( 182)هجرية. في أيام اﻹمام موسى بن جعفر ( عليه السلام) قبل استشهاد اﻹمام الكاظم ( عليه السلام ) بأربع سنوات وعمره زهاء ال( 58) عام ( 3).
كان من أصحاب اﻹمام موسى بن جعفر ( عليه السلام ) وسيرته تتناقلها كتب الحديث والرجال ومن أهم اﻻمور في هذه السيرة هو توليه الوزارة في فترة أمامة موسى بن جعفر ( عليه السلام ) ويمكن ان نستفاد عدة دروس وعبر من ذلك.

لن يكون علي بن يقطين طامحا لمناصب دنيوية ومحب للسلطة والمال حين أصبح وزيرا لهارون ، بل قد عرف عنه بانفاقه المال الكثير على مستحقيه وزهده بهذا المنصب فقد طلب من اﻹمام اﻻستقالة الى ان اﻹمام الكاظم ( عليه السلام ) رفض ذلك فقد ورد (كتب إلى أبي الحسن موسى (عليه السلام) : إن قلبي يضيق مما أنا عليه من عمل السلطان ، وكان وزيراً لهارون ، فإن أذنت لي جعلني الله فداك هربت منه فرجع الجواب: لا آذن لك بالخروج من
عملهم واتق الله)( 4).

فقد بنى اﻹمام ( عليه السلام ) وجه الحكمة من وجود رجل مؤمن وسط رجال فاسدين حين اشتكى له علي بن يقطين أمر الوزارة وما يعانيه منها فقد ورد
ولما قدم موسى بن جعفر عليه السَّلام العراق قال علي بن يقطين: أما ترى حالي وما أنا فيه ، فقال ـ عليه السَّلام ـ :يا علي إن للّه تعالى أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه وأنت منهم يا
علي)( 5).

وان المهم في هذا الوجود في مثل هكذا منصب هو خدمة المؤمنين وتخليصهم من أيدي الظالمين (قال الإمام الكاظم (عليه السلام) لعلي بن يقطين: «إضمن لي خصلة ، أضمن لك ثلاثاً فقال علي: جعلت فداك ، وما الخصلة التي أضمنها لك وما الثلاث اللواتي تضمنهن لي؟ قال فقال أبو الحسن (عليه السلام) : الثلاث اللواتي أضمنهن لك: أن لا يصيبك حر الحديد أبداً بقتل ، ولا فاقة ، ولا سجن . قال فقال علي: وما الخصلة التي أضمنها لك؟ قال فقال: تضمن أن لا يأتيك ولي أبداً إلا أكرمته قال فضمن عليٌّ الخصلة وضمن له أبو الحسن الثلاث)( 6).

ويمكن القول ان علي بن يقطين هو رجل استثنائي انيطت به مهمة استثنائية قد نجح فيها وأتمها على أحسن وجه فقد استطاع ان ينفذ أمر اﻹمام ( عليه السلام ) وان يحافض على نفسه من تلك الثلة الفاسدة والشواهد كثيرة على ذلك نأخذ منها مورد واحد فقد جاء في مناقب آل ابي طالب ﻻبن شهر آشوب (مر هارون موسى بن جعفر (عليه السلام) ان يحمل إليه ادخل عليه وعلي بن يقطين على رأسه متوكأ على سيفه فجعل يلاحظ موسى (عليه السلام) ليأمره فيضرب به هارون ففطن له هارون فقال: قد رأيت ذلك، فقال: يا امير المؤمنين سللت من سيفي شبرا رجاء ان تأمرني فيه بأمرك، فنجا منه بهذه المقالة)( 7).
ويمكن ان نستخلص من هذه الرواية بعض العبر.
1-استعداد علي بن يقطين لتنفيذ أمر أمامه أصعب الظروف وكان ينتظر أﻻشارة لقتل هارون.
2-العناية التي شملته في حفظه من الظالمين وفي مواطن كثيرة وأشهرها أمر الوضوء بخلاف المذهب اﻹمامي.
3-خبرة وفطنة علي بن يقطين حين تخلص من شك هارون العباسي.

والحمد لله رب العالمين.

المصادر:
1-رجال النجاشي ص 261-262.
2-رجال الكشي. ص 360.
3-رجال النجاشي. ص 262.
4-قرب اﻹسناد. ص 306.
5-رجال الكشي. ص 362.
6-نفس المصدر. ص 362.
7-مناقب آل أبي طالب. ص 332.


 

 

 

 

 

 

 

 

المثابر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس