[frame="11 85"]

بسم الله الرحمن الرحيم

أهمية بيعة الغدير

ان تحديد الزمان والمكان ﻷخبار بأمر واتخاذ قرار يعطي أهمية وتأثير أكبر لهذا القرار ، فأن الزمان هو العودة من حجة الوداع وظهور اﻻسلام على الشرك ودرء الخطر عن المسلمين ووصول الدين الى أوج قوته ومنعته ضد اﻻعداء ؛ والمكان غدير خم مكان افتراق القبائل الى بلادها ليصل الخبر الى كل شخص .
ويأتي اعلان تنصيب أمير المؤمنين علي ( عليه السلام) في هذا الزمان والمكان جانبين مهمين ، اﻻول يخص المجتمع المسلم والثاني يخص خارج اﻻسلام من اﻷمم.

اﻷول-المجتمع المسلم:- ان اعلان خلافة اﻹمام علي(عليه السلام) بعد الرسول ( صلى الله عليه وآلة ) كانت بمثابة التأكيد من النبي ( صلى الله عليه وآلة وسلم ) لما كان يمهد له طول فترة نبوته من أخبار أهل بيته والصحابة بأفضلية علي ( عليه السلام ) من بعده وانه خليفته في مواطن كثيرة واﻻخبار الواردة في ذلك كثيرة من الفريقين ، وقد وجب على كل مسلم القبول بهذه البيعة واﻻلتزام بها وبذلك سد الباب بوجه المنافقين والمرجفين وطمئنة المسلمين ان ﻻيوجد فراغ ديني وسياسي واجتماعي واقتصادي سيحصل بعد وفاة الرسول ( صلى الله عليه وآلة وسلم )اذا التزموا بهذه البيعة ، وأن الدين محفوظ ما دامت اﻷمة ملتزمة بوصية نبيها بأتباع كتاب الله وعترة النبي ( صلى الله عليه واله وسلم ).

ثانيا- خارج المجتمع المسلم:-ان بيعة الغدير هي رسالة الى الدول المعادية للأسلام آن ذاك وخصوصا اﻻمبراطورية الرومانية والفارسية ، لأن هذه الدول كانت تنتظر وفاة الرسول محمد(صلى الله عليه واله وسلم ) لتسيطر على بلاد اﻻسلام ، وخصوصا انها كانت تشيع في المجتمع المسلم عن طريق عملائها المنافقين ان هذا الدين سينتهي بمجرد موت صاحبه وأن العرب سترجع الى حكم الجاهلية بعده ، ومن تلك الشواهد مقولة العاص بن وائل حول النبي انه ابتر ، أي ليس له ذرية وانه سينقطع نسله وذكره ويزول دينه بعد موته ، فكانت لهم يوم الغدير حين اثبات الله سبحانه لهم ان هذا الدين باقي مهما حاولوا ازالته وأن اﻹمام علي ( عليه السلام ) هو وصي الرسول اﻻكرم ( صلى الله عليه واله وسلم ) وهم يعرفونه جيدا بعد ان أثبت لهم أمير المؤمنين ( عليه السلام ) في ساحة العمل امتلاكه كل صفات القيادة التي يمتلكها الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم ).


والحمد لله رب العالمين.

[/frame]