06-11-2015, 07:03 PM
|
#1
|
|
الصدر فكره يحيي ذكره
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة على محمد المصطفى وعلى آله الطيبين الطاهرين
الصدر فكره يحيي ذكره
لا أهمية لما نكتبه أتجاه السيد الشهيد ، لأن عمله أوضح وأصدق مما نقول ، ومهما نقول ، ولكن شهادة نشهد بها لله سبحانه أولا ، ولرسوله وآله الكرام ثانيا ، وللسيد الشهيد ، كي لانكون من الذين أفاض الله عليهم بهدايته وهديه وجحدوا بها ، أو لم يقدروا الله حق قدره ، شهادتنا هي زكاة لنا في دنيانا ، وشفاعة لنا بالاخرة أنشاء الله .
في الحياة الدنيا عندما يموت الانسان في كل زمان ومكان تصدر له شهادة وفاة ، تشهد للناس أنه قد أنتهى دوره في الحياة ، وأنفصل عن كل مسؤولية كان مكلف بها .
ألا أولياء الله فعند موتهم يصدر لهم الله سبحانه ، شهادة بأنهم أحياء تكون حجة على الناس ، أي أنهم جاءوا ليقيموا ذكر الله ، وليوقروه سبحانه ، وليقولوا أن الله يستحق منا أغلى القرابين .
ويعلم المؤمن وغير المؤمن أن الله يعطي فوق حد الاحصاء ، فكيف بمن أمتلئت قلوبهم حبا لله ، أعطوه كل شيء وهو من حسن توفيقه لهم بطبيعة الحال ومن منُه عليهم ، فأختارهم الله سبحانه ان يكونوا الشهداء على منهجه ودينه وشريعته ، فشكروا الله على هذا الاختيار ، فكان شكرهم له سبحانه دمائهم ، أرواحهم ، حياتهم ، فداء لله سبحانه .
فأذا أردنا أن نشكر فعلينا أن نذكر عطاء الله بوليه الصدر ، ونعمته علينا .
الله ناصر رسله واولياءه ، هذه صوره من صور جمال الله ، فلا يظن أحدنا مهما كان قربه المادي من السيد الشهيد (رض) أنه شيء ولشخصه قيمة أو له دور أنجح هذا المشروع الالهي ، فالرد يكون كما قال السيد الشهيد ( من ظن أنه شيء فهو لاشيء )
أذن نستنتج أن الله سبحانه يرفع ذكر الذين ذكروه ، وجاهدوا فيه ونصروا دينه ومشروع وليه الموعود (عج) ، وكان الابرز عبر الألف سنه الماضية من زمن الغيبة ، في نصر دين الله ومنهج أمير المؤمنين ع ، السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر .
نفض غبار السكوت ، ونطق بالحق لله ، وكان العنوان الاوضح لمدرسة اهل البيت ع ، والنموذج الأصدق لثمار كربلاء ، هكذا أراد الحسين رجالا ، وهكذا أراد الحسين ع طلابا ، فمنهجه وثورته العظيمة أثمرت وستظل تثمر في كل قلب صالح لمبادئ كربلاء ، وأخلاق كربلاء ، وتوحيد كربلاء .
وسنة كربلاء تصل لكل ثائر في طريق كربلاء ، ولكن بشرطها وأهدافها ، وشرطها الاول وهدفها الاكبر ، الأصلاح .
فثورة الاصلاح تأتي بعد أندثار الدين ، وبرود همة المؤمنين ، وبروز زيف المدعين ، وتصدي أهل الباطل وكهنوت الخانعين .
يأتي رجال الله في كل زمان ، ولكل زمان رجاله ، وكان رجل زماننا ، ومصلح عقيدتنا ، ومحيي قلوب الناس ، بعد أن أماتها الخوف من السلاطين ، والسعي لدنيا الزائفين , والغفلة عن منهج أمير المؤمنين .
أتى شهيد الله (رض) ، كي يقرع أسماعنا بذكر الله ، ويرشدنا الى طريق الحق المبين ، وترك كل مايحجب قلوبنا عن دين الله وشريعة سيد المرسلين .
حمل كفنه ، وتوكل على الحي القيوم ، صارخا فينا ، ( الى متى أنتم غافلون وملوصون بالدنيا الدنيه ، أشعر حبيبي ) ، قالها صانعا لها ، وليس متصنعا كغيره ، فليس كل متحدث تحمل كلماته بركات السماء ، وليس كل مدعي صادقا هو أهلا للفداء.
ولم يكن سرابا منهجه ، بل كان سحابا يسقى القلوب العطشى لحب الله والولاية الحقة لصاحب الزمان (عج) .
وها نحن بعد برهة من الزمن لرحيله عنا ، عدنا الى الحيرة والتخبط والانانية ،تشغلنا السياسة والمعيشة والتناحر والتخاصم من أجل ماذا ؟ من أجل الدنيا .
فعلينا جميعا أن نشعر بحالة الافتقار الحقيقية الى المنهج الاقوم ، والى بقية الله الاعظم ، وأن نتوب الى الله سبحانه ، ونجدد العهد لمنهج المولى المقدس ، الذي أرسى قواعده المتينه وهو كالشجرة المثمره كما يعبر القرآن الكريم ، أصلها ثابت وفرعها في السماء ، نعاهد السيد الشهيد ، لا رجوع عن العهد ، ولا نزول من الجبل ، ولا تسافل بالخلاق والدين والمنهج .
فأنتظار الامام المهدي ، يحتاج الى توفيق من الله ومنُ منه سبحانه ، ونحتاج الى شجاعة قلب يمتلكه المؤمن في مسيرة حياته ، تارة يحارب بها أهواءه الشخصية ، ونزعاته النفسية ، وأخرى يحارب بها أمانيه الدنيوية ، وأغراءته المتدنيه ، كي لا يستبدل الذي هو خير بالذي هو أدنى .
وكل ما دون الله هو متدني وحقير وهين وليس له قيمة على الاطلاق .
فلنجعل من ذكرى هذا الولي المقدس رض ، نقطة أنطلاق جديدة ، نبدأ بها على بركة الله ، نستغفر عن ذنوبنا ، ونعتذر للامام المهدي عن تقصيرنا ، ونتنازل عن أهوائنا ، ونتطهر عن كل ما علقت به قلوبنا من حبا للدنيا ، ومن أفكار لا تليق بمن يدعي أنه مؤمن بمنهج الولي الصدر رض ، فالانتماء ليس فقط أدعاء ، بل هو أنصهار الغايات والنوايا والمطالب في الاهداف التي جاء بها السيد الشهيد رض .
فالسلام عليك يوم ولدت ,, والسلام عليك يوم أستشهدت ، والسلام عليك يوم تبعث حيا
ابو باقر الكعبي / بغداد
|
|
|