اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
لعل من الأمور التي تثير الأستغراب والتعجب لدى كل شيعي مقلِّد لمرجع يعتقد بإجتهاده وأعلميته سواء كان إعتقادة بدليل أو بغير دليل هو سكوت هؤلاء المتصدين للتقليد من المجتهدين عن رد الشبهات التي تطال مذهب أهل البيت عليهم السلام وخصوصاً من تصدى لولاية أمور المسلمين منهم أو من كان يصفه مقلدوه بالمرجع الأعلى .
ونحن اليوم نرى تطاول كبير من قبل ممثلي الأزهر الذي هو بمثابة رأس الهرم والمرجع لدى أبناء العامة بشكل عام ، على مذهب أهل البيت عليهم السلام وأتباعه والطعن في معتقداتهم ، بل وإخراجهم من دائرة الإسلام ، ولا نرى بالمقابل تحرك فكري وعلمي من قِبل المتصدين لزعامة الحوزة حالياً في النجف الأشرف أو قم لرد هذا التطاول بإسلوب علمي يُلجم تلك الأفواه التي تعطي الضوء الأخضر للإرهاب الداعشي التكفيري لسفك دماء أتباع مذهب آل محمد .
ومن خلال هذه السطور أحاول مناقشة أسباب تنحي المراجع عن واجبهم وتكليفهم الذي ألزموا به أنفسهم بتصديهم لأمور المسلمين في رد الشبهات العقائدية المثارة حول الدين والمذهب بإعتبارهم لدى مقلديهم حملة الفكر والنهج المحمدي الأصيل وتكون المناقشة بعدة نقاط :
النقطة الأولى : كان ديدن الأئمة عليهم السلام ، والمصلحين الناطقين العاملين الصائنين لأنفسهم ، الغالبين لهواهم ، المطيعين لأمر مولاهم ،الرد على الشبهات ونصر الدين والمذهب بأساليب متعددة كالمناظرة المباشرة مع الطرف الآخر كما في المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين الموسوي طاب ثراه ، أو عن طريق الرسائل الخطية والمؤلفات كما دحض السيد الشهيد محمد باقر الصدر قدس سره الشريف الأفكار والنظريات المادية والشيوعية الماركسية بأدلة عقلية منطقية نابعة من صميم الإسلام في كتابيه فلسفتنا وإقتصادنا ، ومن ثم تلاه السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدست نفسه الزكية في كتابه ( اليوم الموعود ) الجزء الرابع من موسوعة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف الذي نقد فيه نبوءة الماركسية بالمستقبل السعيد للبشرية من زاوية النظرية العامة التي وضعتها لتفسير التاريخ المسماة ( بالمادية التاريخية ) التي جعلت خاتمة مطافها ذلك المستقبل . وأكد على أن الإتجاه المادي عموماً بصفة مادية لايمكنه استنتاج وجود المستقبل السعيد بأي حال ... سواء من زاوية علمية أو من زاوية قانونية ، وإنما إنفردت الماركسية من بين المذاهب المادية الحديثة بهذه النبوءة بإعتبار فهمها الخاص للمجتمع والتاريخ ، إلا إنها قد توصلت إليها بمقدمات برهانية غير صحيحة ، ويُثبت عدم صمود ( المادية التاريخية ) تجاه النقد . وإن هناك أدلة من نوع آخر يمكن إقامتها عليه تلك هي أدلة الدين الذي يثبت وجوده بنفس الطريق الذي تثبت به الماركسية فشلها وإن الدين يمكن أن يعطي البديل الصالح للمادية التاريخية الماركسية ويملأ كل الفجوات التارخية والإجتماعية التي حاولت الماركسية ملأها والتي لم تحاول.. بل إنه يزيد عليها بكثير .
ثم تلاه قائد السلام والإسلام ، سيد المقاومة السيد القائد المجاهد مقتدى الصدر دام علاه برسالته الخطية التي بعثها الى شيخ الأزهر عبر الأنترنت رداً على تصريحاته اللا مسؤولة وفهمه الخاطىء لثوابت مذهب أهل البيت عليهم السلام بإسلوب علمي مهذب نابع من مثقف عبقري نبيل ، شحذ عقله بالعلم وأناره بالمعرفة وأضاءه بالإطلاع سليل أسرة ( كبيرهم بالعلم لايقاس وصغيرهم جمرة لاتداس ) إستطاع أن يوضح الحقائق بخياله الخصب وفكره النقاد وقلمه السيّال ملتزماً بوصية والده الشهيد ( الدين بذمتكم والمذهب بذمتكم .. )، مما إظطر الأخير الى الإعتذار وإعادة النظر ، فلماذا لايتأسى بهم كل من حمّل نفسه مسؤولية التصدي لأمور المسلمين ؟
النقطة الثانية : عدم إهتمام المراجع بهذه الأمور وإعتبارها أموراً ثانوية لاتؤثر على المذهب وأتباعه ، بل إن السكوت في نظرهم أولى من الرد لأن الرد في إعتقادهم يكون سبباً لأن ( يكبر راس ) الطرف الآخر مثير الشبهه كما يعبرون ، ولكن هل يُعقل أن يكون هذا الفهم منطقياً ؟ كيف وإن مثيري هذه الشبهات لهم أهداف يتوخونها من وراء إثارة هذه الشبهات لاتصب في مصلحة الدين والمذهب وأتباعه ، بل قد تكلف أتباع المذهب سيلا من الدماء يمكن تفاديها فيما لو نطق الساكتون ألم يكن آل محمد عليهم السلام ناطقون ؟ ألم يناظر الإمام الرضا والإمام الجواد عليهما السلام علماء الأديان والمذاهب الأخرى ؟ ولايفوتني إيراد ماقاله السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره الشريف : ( ....لإن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير مما طلعت عليه الشمس يقدس أفكار المسيحيين واليهود ويدع أفكار أمير المؤمنين لو صح التعبير والمعصومين سلام الله عليهم بها المعنى على كل حال ليش لأنه السكوت هو الذي وصّلنا الى هذه الدرجة هُمّه ناطقين مدعومين بالمال والسلاح والإعلام والإذاعات والتلفزيونات وإحنه ساكتين وگاعدين إذاً طبعاً هم يؤثرون على العقول الجاهله ونحن لانؤثرعلى العقول الجاهله بإختصار شديد لكن لما يكون إلنه فرصة في النطق إذا ظهر الجهل وكتم العالم علمه ماذا تكون نتيجته فليتبوء مقعده من النار أو شنو فعليه لعنة الله كول لا سبحان الله هذا طبعاً في حدود الإمكان ولانستطيع أن نقول غير ممكن مئة بالمئة إذاً فنحن كاذبون حقيقةً وعلينا لعنة الله سبحان الله بمقدار ماهو ممكن أنته طلّع حسك مايصير تسكت مئة بالمئة إنما هو لمصلحتك الدنيوية بس تاكل حق الإمام وتنام حبيبي لا لا إذاً أنت مجرم ذاك البعيد ليس أكثر من ذلك اللي يرضه يرضه والمايرضه خل يلبس الباب هكذا يقول سيد محمد الصدر وهكذا يقول علي أبن أبي طالب هو الرجال ماقصر علي أبن أبي طالب كان يخطب فمن يخطب سبحان الله إذا كان لنا أسوة برسول الله إذاً رسول الله كان يخطب إذاً امير المؤمنين كان يخطب فلماذا لانخطب ولانفهم الناس ولانواجه المجتمع حبيبي سبحان الله بعدين صلاة الجمعة تصير فتنة على كل حال هذا هوّه أنا أحتسبها الى رب العالمين )
النقطة الثالثة : إن هذه الأمور يعتبرها المراجع من المهاترات التي ليس من مستواهم الرد عليها وإنما هي تكليف من هم أدنى منهم مرتبة ، وهذا نابع من التكبر والأنانية في نفوسهم كما قال السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدست نفسه الزكية : ( الأنانية هي الصفة الغالبة في الحوزة ) .
النقطة الرابعة : ليس لديهم القابلية العلمية وسبل الإقناع المنطقية مما يؤدي الى كشف عوراتهم فيما لو قاموا بالرد فيكون السكوت خير ستر وغطاء للقصور والتقصير
والحمد لله رب لعالمين