بسم الله الرحمن الرحيم
نداء العمل
نهضوا من فوق أسّرتهم حين سمعوا نداء العمل ، حيث جلس كل واحد منهم متخفياً في حجرته منشغلاً منهمك ، وفي الصباح انتشروا في مدنهم
دئوؤبين الحركة لا يستطيعون التوقف ولا تسمع اصوات اقدامهم وهم يسيرون في محاذاة الجدران ، بالقدر الذي يسمح لهم بالتنفس والتحرك دون
صوت ، فلم يحاولوا ابداً اثارة الاخرين بانهم مميزون ، فلم يروا ابداً وهم يتجولون في شوارع الحي !؟ او يمرون أمام جماعة فيحيوهم بصخب ، ولم
يرىٰ لهم صورة على الجدار ، كانوا متيقنين ومتمسكين بضرورة الصبر اكبر وقت ممكن دون الاتيان بأي اشارة اوفعل يمكن أن يوقظ احداً ، حيث
يمنحون للوجود وقتاً ايمانياً ، وكانوا يعودون إلى بيوتهم مسرورين بحالهم الذي هم عليه ، وينتظرون دون يأس ويبقون يترقبون المنادي ببراءة
صادقة ، كأنها براءة الاطفال الصغار ، هادئين وقد شد بصرهم وانشغل ذكرهم ، يتأملون دائماً اللحظة التالية موعد رحيلهم ، لانهم يعلمون انهم
سيتجمعون ، كانهم ينبعون من كل مكان ، فهم المعروفين لأهل السماء المجهولين لأهل الأرض .
والحمد لله رب العالمين .