صرخة ألم
شخص متفائل بالنصر وشخص محبط بالهزيمة وقف احدهما امام الآخر واصفا حاله
فقال:
مالي أرى عينيك يملأها الأسى *** وتطوف تيهاً في المدائن نورسا
مالي أرى شفتيك ترتجفان من *** خفقان قلبٍ لا يفارقه الأسى
فأجابه :
أو ما ترى ماحلّ في وطني وما *** حيل الصباح به كئيباً كالمسا
أو ما ترى أشلاء أمّتي التي *** بها طرّز التاريخ حِلّاً وأكتسى
أنظر إلى أعلامهم هذا هنا *** وكذا هنا والكلّ بات منكّسا
أهم غُثاءٌ ذاك قول نبينا *** أم انه ليل التخاذل عسعسا
عِجلٌ له خَوَرٌ تنصّب قائداً *** والسارق الخوّان أصبح حارسا
والعالِم النِحرير بات منسّقاً *** والراقص الديوث صار مدرّسا
ومن ارتمى بدمائه مُتجندلاً *** وأبى غبار الذل ان يتنفسّا
ذاك الذي سموه محض تهوّرٍ *** لكن من يجري بلاده فارسا
بلدي أردتك حرّةً تأبى الخَنا *** لكن غيري قد أرادك مومسا
هم شرّعوا أبواب مخدعك الذي *** ما أعتاد يوماً أن يكون مدنّسا
وأباحوا جسمك للذين تشدّقوا *** بتحرّرٍ، فحذاري أن يتنجسّا
فأجابه:
هوّن عليك فتلك بعض بشائرٍ *** فالصبح إن جنَّ الظلام، تنفسّا
وأَصغ الى صوت الرجال تقدموا *** وبساحةٍ للعزّ باعوا الأنفسا
الله أكبر، أنبتت بقلوبـــــــــــهم *** فتنافسوا في الله، طاب تنافسا
الله أكبر، سوف تكسر حاجزاً *** للصمت من أجل التخاذل كرّسا
والحق منتصرٌ، ورغم أنوفهم *** مهما سعى الطغيان أن يتترسا
=================
الشاعر: عمار رجب تباب .