بسم الله و بإسم الشعب
لم يكُ يوماً من الأيام صوتُ الشعب تهديداً لأحدٍ على الإطلاق، إنما صوت الشعب هو الصوت المطالب بالإصلاحات لكي لا تهدر حقوقه وما ضاع حق وراءه مطالب.
صوتُ الشعب لم يعلُ ابداً الا بعد ان رأى يقيناً ان من وراء الجُدُر قد لعبوا بمقدراته وحقوقه وعلى الرغم من ذلك علت الاصوات النشاز من خلف المنطقة الحمراء، ان على الشعب ان يتقشف وكأن الشعب هو الذي سرق الترليونات التي بات مصيرها مجهولاً لا يعلمه إلا الله، وما من أحد يُخضع السراق الا الشعب وتظاهراته ومطالباته بحقوقه واستعادة الحق المسلوب من بعض السياسيين الذين ملأوا جيوبهم بالمليارات.
أيها الشعب العراقي الحبيب: لسنا وإياكم ممن يريد سلطة أو تعدٍ على احد لكن من أمِن العقوبة أساء الادب، والعجب كل العجب من أشخاص تظاهرنا من أجل دعمهم، خرجوا ينددون بصوت الشعب كأنهم القذافي أو حمَد.
وليعلم الجميع أن أيّ حزب أو أي سياسي ظنّ أن صوت الشعب ضده فهذا من باب المثل القائل: يكادُ المجرم أن يقول خذوني.
إذن، فعلى الجميع أن يُذعِن لصوت الشعب سواء في ذلك من هم في داخل المنطقة الحمراء من سياسي العراق أو أفراد حكومته أو من بعض السفارات الأجنبية والتي نطالبها بالسكوت أو الخروج من تلكم المنطقة، ولا سيما التي تدعي دفاعها عن المظلومين لا عن المفسدين وأنى لها هذا؟.
أيها الشعب العراقي العظيم إن مظاهراتكم العظيمة هذه ليست للتعدي على أحد على الإطلاق ولا لإزاحة حزبٍ أو شخصٍ وجلب حزب مماثل له فإننا لسنا طلاب حكم أو سلطة أو نفوذ و إنما هي لتخليص العراق من الثلة التي باتت تتلاعبُ بمقدرات الشعب وقوتهِ وتتسلط عليهم بلا أي حق.
تلك الثلة باتت متخمة وشعبها يصارع الجوع وباتت آمنةٌ وشعبها ينزفُ دماً عبيطاً بغير حق تلك الثلة التي تهتم بنفسها وحزبِها وقد تناست شعبها المظلوم لا تستحق أن تتربع على عرش العراق أو أن تحكمه.
ولا سيما بعد أن جربت الحكم لمدة طويلة وقد فشلت فشلاً ذريعاً في ترميم الوضع برمته سواء الأمني الذي وصل الى الهاوية أو الخدمي بكافة ملفاته الصحية والتعليمية والصناعية والزراعية والمالية وغيرها كثير.
إذن فلابد من إعطاء فرصة لأناس أكفاء مستقلين مختصين وأن يتنحى كل الذين أوصلوا العراق الى الهاوية ولا سيما الأحزاب المتنفذة ولا أستثني منهم أي أحد حتى المقربين.
واليوم نحن نقف وقفة البطولة والتضحية والكل ينظر الينا سواء المرجعية الرشيدة أو الشعب بأطيافه المستضعفة أي الفقراء والمساكين والثكالى والجرحى والمعوزين وغيرهم ممن ينتظرون أن تزاح الغمّة عن هذا الشعب المظلوم لذا على كل المتظاهرين الذين كانوا بالأمس على مشارف الخضراء واليوم على أبوابها أن يتحلوا بأخلاق الشعب وأن لا يتحلوا بأخلاق السياسيين السراق وأن يعكسوا صورة طيبة عن مظاهراتهم واحتجاجاتهم هذه فلا تعتدوا على أحد وأن تحافظوا على الأموال العامة والخاصة فلا نريد ( فرهوداً )، فهذه ليست أخلاقنا وإن كانت أموالكم فستصل اليكم لا محالة فيوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم لا محالة
نعم، إن وقفتكم الاحتجاجية هذه قد حصلت على تعاطف داخلي وخارجي لا مثيل له إلا من شرذمة السراق والمنتفعين.. إلا أن هذا التعاطف لا يُجدي وحده بل على الجميع لمّ الشمل من أجل انتصار ثورة الاصلاح ومن أجل انتصار ثورة المظلوم ومن أجل انتصار ثورة الشعب دون نقطة دم واحدة إلا إذا اقضت المصلحة تقديم دمي لكم لنجاتكم.
أيها الشعب العراقي المجاهد البطل نحن إذ نقف هذه الوقفة المشرفة فإننا قد أصلحنا أنفسنا أمام الله وأمام الجميع ثم تحولنا لنصلح حكومتنا المتهالكة وحاربنا الفساد وقدمنا كل من هو مسيء لشعبه ودينه للمحاكمة والحساب ففاقد الشيء لا يُعطيه.
ولا ينبغي بحال من الأحوال أن نزيح فاسد لنأتي بآخر فهذا حرام وممنوع وقبيح أكيد.
أيها الشعب العراقي الحبيب إن دخول المنطقة الحمراء أو الخضراء لا نريده يكون بداية لنهاية الخير والاصلاح بل لابد أن يكون بداية لنهاية الشر والفساد فإياكم وإرجاع العراق الى نقطة الصفر.
ولذا كمحاولة أخيرة أدعو كل الأطراف السياسية لا سيما البرلماني منها حصراً الى التحاور مع الشعب وممثليه لإزاحة هذا الكابوس أعني حكومة الفساد وفساد الحكومة لنأتي بحكومة تكنوقراط تقدم لمجلس النواب للتصويت عليها بكل حرية وديمقراطية فمن شاء من النواب التصويت عليها فليفعل ويبريء ذمته أمام الله وأمام شعبه ومن شاء فليُحجم وليتصرف الشعب آنذاك معه وصوت الشعب يعلو ولا يُعلى عليه.
وفي الختام أحيي جميع من ناصر العراق وناصر الاصلاح.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
السيد القائد مقتدى الصدر اعزه الله