عرض مشاركة واحدة
قديم 15-07-2011, 11:48 PM   #17

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 289
تـاريخ التسجيـل : May 2011
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : السعودية
االمشاركات : 26

افتراضي

في ذكرى مولد الإمام الحجة المنتظر (عج) لنستعد لمرحلة الظهور



تبحث الشعوب والامم دائما عن البطل الملهم والرمز الذي تحتذي به وتجعله مفخرة لها وعمقا لتاريخها وثقافتها، ومن ابرز تلك المحاولات ما نشهده في بعض الدول من وجود ما يسمى بنصب (الجندي المجهول) الذي يرمز الى وجود روح التحدي والمقاومة ضد التهديدات الخارجية

وقد منّ الله تعالى على الامة الاسلامية بوجود اكثر من بطل ورمز للمقاومة والتحدي، فهو منقذ البشرية جمعاء من الظلمات الى النور ومن التعسف والاضطهاد الى العدل والحرية، وهو ليس مجهولا وانما معلوما، بل وحي يرزق لكن لا تدركه الابصار وقد حجب الله تعالى عنّا رؤيته حتى حين

والحديث عن الامام الغائب الحجه المنتظر (عج) هو حديث عن انسان كامل لا يختلف في تكوينه عن غيره الا انه حجة الله الذي تجلت فيه رسالات الله وصاغته بشراً كاملاً ليكون قدوة واماماً، فمنذ بعث الله اول الانبياء؛ نبينا آدم (ع) حتى رسول الله (ص) والائمة من بعده، كان الهدف هو قيام حكومة الله العادلة في الارض والتي سيقوم بها الامام المهدي المنتظر (عج) كما قال تعالى

(ونريد ان نمنّ على الذين أستضعفوا في الارض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين)

ان تجارب البشرية قد دلت على ان المسيرة الطبيعية للنظم الحاكمه في الارض لن تصل بها الى تلك التطلعات السامية التي انطوت عليها نفوس البشر من تحقيق مدينة فاضلة تسودها العدالة ويحكم في ارجائها الحق دون منازع، والسؤال هنا هل يمكن ان يتكامل البشر بصورة طبيعية ليبلغوا هذا المستوى من تحقيق الطموح؟

عندما نرى سباق التسلح بين الدول الكبرى والنزاعات والخلافات بين الدول على المصالح والثروات والظلم المتفشي بين بني البشر من قتل وسلب ونهب واغتصاب واستغلال وايضا التناحر والتخاصم والنزاعات بين الطوائف الاسلامية منها وغير الاسلامية، لا نرى لحكومة العدل من ظهور من قبل البشر، بل هذه الرحمة تبقى مقتصرة على ظهور الامام الحجة المنتظر، والايمان بهذه الحقيقة يبعث في قلوب المؤمنين شعلة خالدة من الامل ذلك الامل الذي يعتبر وقود الانسان في مسيرته التكاملية وذلك الامل الذي ينتشل المؤمنين من ظلام اليأس الذي يبعثه الشيطان في نفوسهم باستغلال ظروف الارهاب والقلق والعجز المادي

ان واجبنا في هذه الفترة الحالية أولاً انتظار الفرج، فقد ورد في الحديث: "افضل الاعمال انتظار الفرج"، ومعنى انتظار الفرج ان يثبت المسلم على عقيدته ولا يشك فيها ويعمل بواجباته الشرعية على أتم وجه وان يلتزم بالخلق الانساني الرفيع من الصدق والاخلاص والوفاء وغيرها من الصفات الحميدة التي ترضي الله وترضي الامام (عج) بل يفرح الامام اذا رأى ذلك فينا لانها نهجهم وطريقتهم، وايضا ضرورة الارتباط بالامام المهدي روحيا وايمانيا عبر الادعية المهمة في عصر الغيبة مثل دعاء الندبة وزيارة الامام المهدي (عج) والزيارة عنه ودفع الصدقة نيابة عنه والدعاء له بالفرج والسلامه وأن نطرح خروج الامام المنتظر بايجابية وأنه مشروع اصلاح للناس وأن الامام بأني منقذاً للناس ومخلّصها وأن سيفه ينال من الطواغيت الصغار والكبار والظلمة والجبابرة وليس كما يفهم بعض الناس ان الامام المهدي (عج) ياتي من اجل إراقة الدماء فقط، بل هو ياتي بالدرجة الاولى لانقاذ الناس والدين من براثن الظلمة واعوانهم ومن ثم يعمل على انشاء المدنية الفاضلة والمجتمع المتمدن واقامة الدولة المتطورة والحياة السعيدة

وعليه يجب ان تتوفر عدة شروط في الفرد والامة لكي تبدأ حركة الظهور المقدس ومن هذه الشروط هي الاستعداد الكامل لتحمل المسؤولية والتضحية بكل شيء في سبيل تحقيق دولة العدل في الارض

وهناك بعض العلامات التي حددتها الروايات لظهوره ـ سلام الله عليه ـ منها

عن الامام الصادق (عليه السلام): "قبل قيام القائم خمس علامات محتومات اليماني والسفياني والصيحة وقتل النفس الزكية والخسف بالبيداء"

وقد روي عن الامام الصادق (عليه السلام) ايضا عن الصيحة والنداء فقال: "يسمعه كل قوم بألسنتهم وسيكون موعد الصيحة في شهر رمضان المبارك وستكون عبارة النداء (أن الحق في علي وشيعته ثم ينادى باسم المهدي"، وان الامام المهدي (عج) يستخدم السبل الطبيعية في محاولة التغيير وبناء العالم الجديد، فهو يعتمد على اصحاب مخلصين متفانين وشجعان كما هو ينتظر قواعده الشعبية ان تصل الى مستوى من الثقافة والسلوك والاخلاق والايمان الراقي، لان العالم الجديد والحضارة القادمة التي يؤسسها الامام ستقوم على الاخلاق والايمان اكثر من اي شيء آخر

وقد بعث الامام (عج) رسالتين الى الشيخ المفيد (رحمه الله) يوصيه فيها ببعض الوصايا المهمه منها: "ولو ان اشياعنا على اجتماع من القلوب في الوفاء بالعهد عليهم لما تأخر عنهم اليُمن بلقائنا ولتعجلت لهم السعادة بمشاهدتنا على حق المعرفة وصدقها منهم بنا، فليعمل كل إمرئ منكم بما يقربه من محبتنا ويتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا"

وسيكون ظهور الامام الحجة (عج) من مكة المكرمة ويبايعه فيه اصحابه الذين يصل عددهم الى (313) ثم يتجه صوب العراق محررا ويتخذ الكوفة عاصمة لدولته العظمى الممتده من القطب الى القطب ويسكن هو واهل بيته في مسجد السهله، وهو منذ ولادته في عام (255هـ) الى الان يتقلب في الساجدين، يسهر الليالي تهجدا لله ويطوي الايام عبادة وتسليما لرب العالمين وينتظر ساعة النصر حين يأذن الله له بالفرج ويدعو الله كما يدعو المؤمنون بالفرج القريب ويمارس بالتالي افضل اعمال امة محمد (صلى على محمد وآل محمد ) وهو انتظار الفرج

نسألكم الدعاء

 

 

 

 

 

 

 

 

حسين راضي الحسين غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس