عرض مشاركة واحدة
قديم 28-10-2020, 08:05 PM   #2

 
الصورة الرمزية خادم البضعة

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 23
تـاريخ التسجيـل : Oct 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق الجريح
االمشاركات : 12,709

افتراضي رد: الرسول في الفكر الغربي والاسلامي .. بين الأسباب والمسببات (الجزء الثاني) تغريدة الزعيم العراقي السيد مقتدى الصدر اعزه الله على حسابه الشخصي في تويتر 28 / 10 / 2020

بسمه تعالی
الرسول في الفكر الغربي والإسلامي
بين الأسباب والمسببات
الجزء الثاني
وهنا أحاول وضع بعض الحلول التي أساعد بها الغرب على تخطي هذه المشكلة العويصة التي أدخلوا أنفسهم بها كفعل أو ردّة فعل إزاء الأعمال الإرهابية الدموية الداعشية والتي بدورها عكست صورة قبيحة عن التعاملات الإسلامية مع الأديان الأخرى .
ولذلك سارع بعض منهم وعلى رأسهم ( ماكرون ) الى تصريح قد يندم عليه مستقبلاً فهو بعيد عن الآداب السماوية وبعيد عن الآداب الدبلوماسية أيضاً ، حيث قال : سنستمر على الرسومات ( المسيئة ) الكاريكاتورية ضد رسول الإنسانية .. وهو يعتبرها ردّة فعل إزاء ذبح المدرس الذي أذكى الفتنة في صفّه مرة أخرى.
ونحن إذ نشجب فعل المدرّس المشين من جهة فإننا نستنكر فعل الطالب وذبحه للمدرس ، فكلا الفعلين مشين ولا يمثل الروح السماوية والإنسانية .
فلو كان الذبح يمثل الدين الإسلامي فإنّ ما وقع في مسجد نيوزيلاندا ضد المصلين يمثل الدين المسيحي أو يمثل العلمانية والإلحاد أيضاً .
بيد أننا لا نقول بذلك ، بل إنه يمثل الروح التشددية التي امتشقها المتشددون ضد الأديان من داخلها وخارجها على حدّ سواء .
ومن هنا فلا يجب أن نقع بين المحذورين كما نوّهنا عليه سابقاً ، بين الانحلال الذي أوصل الغرب الى التعدي على الرسل أو تقنين المحرمات كزواج المثليين أو غيرها من أمور ، وبين التشدد الديني والإلحادي والعلماني الذي جعل من البعض يصل الى قطع الرقاب والصلب والحرق وما الى غير ذلك .
بل إن الاعتدال هو المطلوب .
وأما بعد ، فإني سأذكر لكم بعض الطرق التي أأمل أن تكون ناجحة وناجعة لحل تلك المشكلة ، منها :
أولاً : اللجوء الى حوار الأديان بصورة شفافة ومنطقية بحيث يستفاد منها الطرفان ، بشرط أن لا يكون المتحاورون هم المتشددون في أفعالهم بل بين المعتدلين ومن ثم وضع أسس لتحجيم المتشددين من كلا الطرفين .
ثانياً : إن الغربيين على وجه الخصوص وبكل توجهاتهم يدعون الى فصل الدين عن السياسة ، وهذا لا يعني التعدي على الدين بمبتغيات سياسية ، بل يعني عدم تدخل الحكام والساسة بالأمور الدينية وترك الأمور الدينية الى ذويها كالعلماء والرهبان والقسيسين وآخرين .
ثالثاً : الفصل بين الأديان وبين معتنقيها ، وأن المعتنق لديانة لا يمثل أصل الدين وجوهره ولا يمكن اعتباره كناطق عن تلك الديانة ، بل إن أغلب أو جلّ ما يصدر منهم هي أفعال انفعالية لا تمثل الدين .
رابعاً : إنّ من يمثل الدين هو النبي كموسى وعيسى ومحمد سلام الله عليهم أجمعين ، دون ما سواهم .
خامساً : إنّ من يمثل الإسلام حصراً هو المعصوم فقط لا غير ، بل ومن المعيب قياس أفعال الإسلام على أفعال الأمويين والعباسيين والعثمانيين والداعشيين والمغالين وما شاكل ذلك .
سادساً : إنّ من يمثل رسول الله صلى الله عليه وآله شخصياً : هو وصيه علي بن أبي طالب فقط لا غير ، ولنراجع نهجهما معاً عبر الحوار ، كما أنّ من يمثل أيّة دولة رئيسها ومن يمثل رئيس الدولة هو نائبه فقط أو ناطقه الرسمي فقط لا غير .
فإن قيل : إنّ علياً غير موجود حالياً .
أقول :
1- انني قلت فلنراجع نهجه وليكن منطلقنا من قوله سلام الله عليه : ( الناس صنفان إما أخ لك في ( الدين ) أو نظير لك في ( الخلق ) وهو قد قال : أخ لك في الدين ، ولم يقل أخ لك في الإسلام .. فتمعّن .
۲- إننا كشيعة إثني عشرية نؤمن بالإمام المهدي وظهوره بعد حين ، فلننتظره معاً ليكشف لنا جوهر الإسلام وأحكامه وتعاملاته مع الأخرين .
٣- إننا كشيعة إثني عشرية نؤمن بأن زمن الغيبة موكول للأعلم وإنني أؤمن كل الإيمان أن يتصف نائب الغائب بكونه أعلم و ( معصوماً ) بالعصمة الثانوية أيضاً وهذا اعتقادي الراسخ لن يزول وحفظ الله علماءنا الأعلام وتقدّست أرواح الأموات منهم .
سابعاً : أدعو الغربيين بكل توجهاتهم الدينية وبمختلف أفكارهم الى وقفة جادة ومعتدلة ومنصفة مع أنفسهم من خلال دراسة واقعية للتاريخ الإسلامي بعيداً عن ما وقع فيه من انحرافات وتخرصات أموية وغيرها .
ثامناً : إننا قد أوعزنا سابقاً حين تعديهم على القرآن بأن يكون عامٌ مخصصٌ للقرآن والدفاع عنه ..
فإننا اليوم نوعز بجعل هذا العام عاماً لرسول الله صلى الله عليه وآله وللدفاع عنه بشتى الطرق السلمية والثقافية والسياسية والاحتجاجية الممكنة .. عسى أن يكون رادعاً لهم ورافعاً للبلاء السماوي عنّا بل وعنهم أيضاً .
تاسعاً : إنّ ( الحضارة ) بمعناها المتعارف قد أدّت الى نسيان أو تناسي الديانات وأحكامها والانغماس في الدنيا وملذاتها ، ولذلك فإنّ الحضارة والتحضر بل والتطور التكنولوجي أحد أكبر وأهم الأسباب التي أدّت الى التعدي على الرسول بل الرسل كافة .
ومن هنا فإني أنصح بفتح حوار آخر غير حوار الأديان ، بل الى حوار الحضارات ، فإنّ ما توصل إليه العالم اليوم هو من تراكمات سابقة أدّت الى هذا التكامل العلمي والحضاري ، بمعنى أن الجميع قد اشترك بها فليس من المنطقي تقسيم العالم الى دول عظمى والى دول ( محتقرة ) .
فإن هذا الحوار سيؤدي الى تلاقح قد ينفع على الصعيد المادي والمعنوي على حد سواء وعدم الابتعاد عن السماء والانغماس في الماديات وبالتالي يؤدي الى تفهّم الأحكام السماوية والى بعث الرسل وما شاكل ذلك .
#الفيوضات_المحمدية
#عام_الرسول_والرسالة
الفاني بالنور المحمدي
مقتدى الصدر

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
خادم البضعة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس