بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: الله نُورُ السَّماواتِ وَالأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةِ فِيهَا مِصْبَاحُ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ.
نعم، الله نور السماوات والأرض.. إلا إن نوره تعالى لا يمكن لأيّ من الخلق تحمّله..
ألم تسمعوا ما نُقل عن جبريل عليه السلام قوله: (لو دَنوتُ أنمُلةً لاحترقتُ)؟
فلا بدّ لنور الله تعالى من شيء إسمه (موشور الرحمة) الذي يفيض من خلاله نور الله إلى الخلق أجمع.
وهذا (الموشور) يتكوّن من:
أولاً: المشكاة.. وهي المكان الذي يحتوي النور، وهو أول الخلق: محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين. فإن الله خلق الخلق له وفيه ومنه.
ثانياً: المصباح أو النور الذي يشعّ من ذاك المكان المقدّس، والنور هو علي أمير المؤمنين الذي نشر هَدي الرسول الأكرم محمّد صلى الله عليه وعلى آله.
ثالثاً: الزجاجة التي من خلالها يشعّ النور، وهي سيّدة نساء العالمين فاطمة الزهراء سلام الله عليها.
رابعاً: زيت الشجرة المباركة: (لا شرقية ولا غربية) التي يوقد من خلالها المصباح: وهي فيض العصمة، أو يمكن القول: إنها الحقيقة المحمّدية.
ومجموع ذلك يكون هو المتلقّي الأول للنور النازل من لدن المصدر الأعلى إلى الصادر الأول: (مُحمّد صلى الله عليه وآله) فيشعّ الموشور بنوره ويفيض على الخلق كله فيتلقاه كل ذي نظر ويذعن له.. ويتجنب الإذعان به كل شقيّ.
فسلام الله على فيض النبوّة: علي أمير المؤمنين، وعظم الله أجور ملائكته ورسله وأنبيائه والصالحين من الأوّلين والآخِرين بهذا المصاب الذي أرادوا به إطفاءَ نور الله في خلقه..
والله متمّ نوره ولو كره الحاقدون.
المُهتدي بنور عليّ
مقتدى