بسمه تعالى
حقيقة
قال الله تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ).
نعم، قال نبينا محمد صلى الله عليه وآله: إنّ اللهَ قد جعلَ لكُم إماماً وخليفةً مِن بَعدي فاللَّهُمّ وَالِ مَن والاهُ وعادِ مَن عاداهُ وانصرْ مَن نصرهُ واخذلْ مَن خذله.
فأجاب الكثير من أمته: أنّى يكون له الملك وأنّى تكون له الإمامة والخلافة وفلان وفلان أحقّ بها منه ثم إنه فقير: (لم يكُ له سعة من المال).
وكأني برسول الله صلى الله عليه وآله يجيبهم: إنّ الله اصطفاه عليكم - أي علي بن أبي طالب - وقد آتاه الله وزاده بالعلم والقوة.
نعم إنّ علياً سلام الله عليه، كان أعلمهم بعد ابن عمّه، وأشجعهم بعد ابن عمّه، والله يؤتي الملك من يشاء.
ثم قال تعالى: (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلَائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).
نعم آية خلافته وإمامته أن يأتيكم بالتوبة والمغفرة أو إنه من يقوم بدفن رسول الله صلى الله عليه وآله.
نعم، فيه بقية آل موسى، فهو بمنزلة (هارون) من (موسى) إلا إنه لا نبي بعده صلى الله عليه وآله.
ثم قال تعالى: (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلَّا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلَّا قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةُ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).
نعم هو نهر مدّعي الخلافة فمن صدّقهم وشرب حججهم فهو ليس من الرسول في شيء.
وهو سلام الله عليه الذي حارب القاسطين والمارقين.. وهو من خذلوه في صِفّين بحملهم المصاحف ولم يدخلوا الباب معه... اللهمّ ففرّق بيننا وبين القوم الفاسقين.
مقتدى الصدر