09-03-2025, 06:42 AM
|
#2
|
|
رد: تفعيل البيت المسلم في رمضان
الوسيلة الأولى
هي إخلاصُ العمل لله تعالى، والعلمُ أن لا توفيق ولا بركة ولا عز إلا إذا كان العمل لله تعالى وحدَه، فهو أساس كل نجاح، ومُنطلَق كل تميز، وطريق إلى جنة الرضوان، وكم من عمل صغير يفعله العبد لوجه الله تعالى، فيجده عند الله عظيمًا، وكم من عمل عظيم أو كبير يفعله العبد ليراه الناس، فيجده عند الله صغيرًا حقيرًا؛ يقول تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5]؛ لذا فإن علينا جميعًا أن لا نبدأ في إقامة أي مشروع أو نشاط، تربويٍّ أو دعويٍّ في البيت في شهر رمضان، حتى نُراجِعَ أنفسَنَا، ونختَبِر نَوايَانَا في سبب إقامَتِهِ وتفعِيلِه، فدرِّب نَفسَك – أخي المؤمن – على هذه الميزة، واجعل أعمالك وأقوالك لرب العالمين، واستَشعِر الأجرَ المترتِّب على هذه النيَّة الخالصَة لوجْهِ الله تعالى.
الوسيلة الثانية
إقامَة حلقَة خاصَّة لأعضاء الأسرة لقراءة القرآن الكريم، ولا بد من تجهيز المكان المناسب لها، ويتعيَّن مشاركة جميع أعضاء الأسرة في هذه الحلقة، مع مراعاة مستوياتهم وأعمارهم، ومستوى حفظ كل واحد منهم، ولا بد أيضًا من تخصيص وقت دائمٍ من كل يوم، يُعْلَم عند الجميع طيلةَ أيام الشهر المبارك، بأن هذا الوقت مخصص للحلقة الأسريَّة؛ ليقيس مدى نجاح الأعضاء؛ ليُشَجَّع المتميِّز فيها، ويُؤخذ بيد المقصِّر، ويُفَضَّل أن يكون المشرف هو الأبَ، أو الأخَ الأكبر أو الأم، إن كان لها القدرة في ذلك، وسيكون لهذه الجهود جميعًا متى ما طُبِّقَت الأثرُ الكبير على جميع الأعضاء، بإذن المولى - جلَّ وعلا.
الوسيلة الثالثة
إعدَاد جدول لتلاوة وحفظ القرآن الكريم، يضم فيه جميع أعضاء الأسرة، وإن كانت هذه الوسيلة تدخل ضمنًا مع سابقتها؛ إلا أنها تختصُّ بإقامة تلاوتين في وقتين مختلفين، التلاوة الأولى تلاوة تدبر وتأمل في آيات الله تعالى، والتلاوة الثانية تلاوة لكسب الأجر المترتب لقارئ القرآن، وهذه يُقْصَد منها - إضافةً إلى طلب الأجر من الله - خَتْمُ القرآن الكريم، أكثر من مرة في هذا الشهر الكريم، فتُسَجَّل هاتان التلاوتان في الجدول المطلوب إعداده، ويُعطَى كل عضو صورة من هذا الجدول؛ للاحتفاظ به، وتسجيل سَيرِهِ في التلاوتين خلال أيام الشهر المبارك، وهذه الوسيلة تساعد في بث الحماس بين أعضاء الأسرة الواحدة، وتقوية العلاقة بهم مع القرآن الكريم.
الوسيلة الرابعة
إقامة درس تفسير لإحدى سور القرآن الكريم القصيرة، أو لآيات الصِّيَام في القرآن الكريم على أن لا تتجاوز مدَّة الدرس عشرين دقيقة وأن يكون الدرس بعد حلقة القرآن الكريم، وعلى جميع الأعضاء المشاركة في تفعيل الدرس وحضوره، ويستفاد من هذه الوسيلة زيادة تدبر أعضاء الأسرة في معاني القرآن الكريم وأسباب النزول ومعاني المفردات إلى غير ذلك من الفوائد الجمَّة، وينصح بأن يكون المرجع في هذا الدرس أحد كتب التفسير المبسطة والسهلة والمتناول طرحها لدى أفهام المتلقِّين، وينصح بتفسير السعدي رحمه الله.
الوسيلة الخامسة
إعداد وتجهيز كل ما تحتاجه الحلقة من أدوات وأثاث؛ كشراء المصاحف لجميع الأعضاء، وإعداد حاملات المصاحف، وسجادات للصلاة، وتخصيص مصلى في المنزل، ومذكرات ورقيَّة لكتابة الفوائد، إن حصل مثل ذلك، ويُرَاعى أيضًا تعليق بعض اللوحات المكتوبة عليها بعض الجمل والأقوال، التي تحث على قراءة القرآن الكريم في هذا الشهر المبارك، وتبيِّن أجر تدبره وحفظه، وعلى الجميع أن يشاركوا في إعداد كل المتطلبات والتجهيزات للحلقة، وهنا أيضًا لمن في قدرته توفيرها وأعمالها والاستفادة منها، وهي تجهيز لوحة ورقية أو خشبية للكتابة عليها عند الحاجة، مع توفير أقلام الخط والماسحة وغيرها.
الوسيلة السادسة
إعداد مسابقة في حفظ وتلاوة القرآن الكريم، وتكون في الأقسام التالية:
1- مسابقة في حفظ السور القصيرة، أو حفظ بعض الآيات المتعلقة بأحكام الصوم، وبشهر رمضان المبارك.
2- مسابقة في تلاوة آيات القرآن الكريم.
3- مسابقة فِي تفسير الآيات التي يَتِمُّ حفظُها أو تلاوتها.
4- مسابقة في أحكام التجويد، وغيرها من المسابقات، التي تتعلق بالقرآن العظيم، ويُرَاعى أيضًا وجود مشرف لهذه المسابقات، ومراعاة الأعمار والعقول لأعضاء الأسرة، والوقت المناسب لاستلام وتسليم الأسئلة والإجابات، وتُبَيَّن الثمرات والفوائد المستنبطة مِن إقامة هذه المسابقات.
الوسيلة السابعة
إقامة درس واحِد أو مجموعة من الدروس خلال أيَّام الشهر المبارك، تبيِّن فضل قراءَة القرآن الكريم في هذا الشهر المبارك، ويوضَّح في هذا الدرس الآيات والأحاديث النبوية الدالة على ذلك الفَضل، وأقوال السلف والخلف في ذلك الفضل، على أن ينفرد أحد أعضاء الأسرة بإعداد الدرس وتحضيره وكتابته، ومِن ثَمَّ شرحه على بقيَّة الأعضاء، والإجابة على الأسئلة المتعلِّقة بالدرس، ومثل هذه الدروس لها مِن الفوائد ما يعجز الشخص عن حصره، ولعل من أهمها تدريب أعضاء الأسرة على الانضباط، والحرص على الاجتماع والحضور، كما تُرَبِّي فيه حبَّ مجالس الذكر، وفيها أيضًا حب الاستنباط، واستخراج الشَّواهِد والفوَائد من كل درس يقام.
|
|
|