03-04-2025, 07:03 AM
|
#1
|
|
الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها
الموسوعة الكبرى عن فاطمة الزهراء سلام الله عليها
فاطمة الزهراء سلام الله عليها
و ليس
لنا بالنسبة إلى هذه الأمور إلا أن نرجع تبيين حقيقتها إلى اولى العلم و ولاة
الأمر، و ننتظر ظهور الحجة مهدي آل محمد عليه السّلام ليبين لنا الحقائق و يوضح لنا
حقيقة الأمر ببيان تستوعبه نفوسنا.
الشخصية
الاجتماعية للزهراء عليها السّلام
إن
شخصية الزهراء الاجتماعية لم تبيّن على حقيقتها كما هي، و لكن مع ذلك فالمقدار الذي
ذكر قد نال إعجاب المؤالف و المخالف، فقرؤوا ذلك و أصغوا إليه في الاجتماعات و
المحافل و لهجت الألسن بمدحه و تمجيده.
و في
الحقيقة إن ميزان معرفتنا لمنزلة الزهراء عليها السّلام و مكانتها أو مقدار تكريمنا
لها حين معرفتنا لحالاتها و فضائلها الظاهرية، انما هو بمقدار مستوانا العلمي و
المعرفي و بمقدار و عينا لهذه المسألة، و إلا فأنّى للقطرة بالبحر الكبير و أين
الثريا من الثرى و كيف تشاهد الحوراء بعين عوراء.
و إن
أبحاثنا لا تعني أننا قد استوعبنا فهم شخصيتها أو قد أدينا حقها؛ لأننا لا نرى سوى
الأمور الظاهرية من حياة الزهراء عليها السّلام و نرى من قبيل أن رسول اللّه صلّى
اللّه عليه و آله كان يقوم لها من مكانه حين قدومها ثم يقبّل يدها.
أما فهم
حقيقة عظمة الزهراء عليها السّلام فهو خارج عن نطاق وسعنا، و لا يمكننا معرفة
المستوى التكاملي الذي نالته الزهراء عليها السّلام و الذي جعل سيد البشر و سيد
المرسلين الذي هو هدف الوجود أن يقوم من مقامه إجلالا و تعظيما لها.
و أما
الجانب الآخر الذي أحببنا أن نشير إليه من حياة الزهراء عليها السّلام الاجتماعية
هو صبرها و هو صبر لا يمكننا الإحاطة به أبدا، لأن الزهراء عليها السّلام قالت في
هذا المجال: «صبّت عليّ مصائب لو أنها صبّت على الأيام صرن لياليا».
كما
أنها أيضا عدّت من البكّائين الخمس في العالم، و كان بكاؤها على أثر الكبت و الجور
الذي لاقته عليها السّلام مدة خمسة و سبعين يوما بعد وفاة رسول اللّه صلّى اللّه
عليه و آله.
الموسوعة الكبرى عن
فاطمة الزهراء سلام الله عليها ،ج1،ص:14
و لهذا
لا يتمكن أحد أن يدرك فداحة هذه المصائب، سوى أننا نستطيع أن نتصور مدى عظمة هذه
الشخصية الفذة التي صمدت إزاء هذه المصائب الهائلة فحسب، و أما حقيقة الأمر فعلمه
عندها عليها السّلام.
مكانة
الزهراء عليها السّلام عند الجميع
إن
مكانة الزهراء عليها السّلام و شأنها عند اللّه سبحانه و تعالى و عند رسول اللّه
صلّى اللّه عليه و آله و أهل بيته و عند المسلمين، ليست بذلك المستوى الذي يمكننا
أن نتحدث عنه في هذا المقام، لأن كل منها يستدعي تدوين كتاب مستقل و تأليف خاص به
بل تبيين منزلة الزهراء عليها السّلام عند المخالفين يتطلّب بمفرده تأليف كتاب خاص
به.
و في
جميع الكتب التي تكفّل فيها المتقدّمون أو المتأخرون أن يعرّفوا الزهراء عليها
السّلام، لم يدّع أحد أنه قام بتعريفها حق معرفتها، بل الجميع يعترف أنه قام
بتعريفها على مستواه المحدود، و يشهد الجميع بعدم استطاعة أحد للنهوض بأعباء مسألة
تبيين عظمتها و مكانتها و جلالتها، و أقرّ الجميع أنّهم لم يتمكّنوا أن يبيّنوا
قطرة واحدة من بحر عظمتها و لا ذرة واحدة من جبل جلالتها.
و على
الجيل المعاصر أن يهتمّ بتعريف قدسية الزهراء عليها السّلام أكثر من الأجيال
السابقة؛ و على المسلمين و لا سيما الشيعة أن يدركوا أنهم يمتكلون هذه الشخصية
الفذة و الرائعة و المقدسة.
ففي
عالمنا المعاصر ينظر النصارى إلى مريم العذراء عليها السّلام نظرة تعظيم و تقديس،
لأنها امرأة نزل عليها الوحي و قدّم لها من طعام الجنة و أنها أم نبي من أنبياء
اولى العزم و هو عيسى عليه السّلام.
و لكن
هذه المرأة مع جلالة قدرها كانت واحدة ممن خدمن الزهراء عليها السّلام حين ولادتها،
و إن عيسى نبي اللّه ابن هذه المرأة سوف يقتدي بابن الزهراء عليها السّلام مهدى آل
محمد عجل اللّه تعالى فرجه و سوف يكون أحد أعوانه و أنصاره.
|
|
|