29-08-2011, 11:16 AM
|
#1
|
|
يومٌ للدنيا ويومٌ للآخرة ــ بقلم سماحة السيد القائد مقتدى الصدر .
بسم الله الرحمن الرحيم
يومٌ للدنيا ويومٌ للآخرة
[read]يعرف الصوم في الكتب الفقهية أو الاستدلالية بأنه الكف عن المفطرات أو تركها , وبطبيعة الحال فإنّ الترك يمكن أن لا يطلع عليه أحد على عكس الفعل فإنه إطلاع الآخرين عليه أسهل أكيداً , ولذا فهو عبادة يقل فيها الرياء إلاّ لمن تعمده وسيذهب بكل الثواب الدنيوي والأخروي على حد سواء .
وإعلم أنّ الجسد على طول أيام السنة يتغذى على أنواع الطعام والشراب ويترك شيئاً من المفطرات لو صح التعبير , وبما أن الانسان غير معصوم عن الخطأ والنسيان والسهو والغفلة , فقد ناله من هذه الدنيا الدنية بعض محرمات الطعام والشراب فلذا يحتاج الى تصفية جسده من الأدران والآثام التي إن تراكمت تتراكم معها الآثار السلبية والنتائج التسافلية وما من مزيل لها على الإطلاق .
وليس هذا فقط فإنّ الانسان وكما أثبته العلم الحديث بحاجة الى التبديل وإزالة الروتين اليومي الذي يسير عليه طيلة السنة من أكثر من ناحية , فتبديل هذا النمط اليومي فيه فوائد صحية وإجتماعية جمة لايطلع عليها إلاّ ذوو الاختصاص وأهل الخبرة فإسألوهم لعلكم تهتدون .
إضافة الى أن الانسان يحتاج الى الاختبار بين الحين والآخر سواء في ذلك الإختبارات الجسدية أو المعنوية أو الباطنية , وعلى الصعيد الدنيوي والأخروي ولذا فإنه بحاجة الى الصيام فهو بمثابة إختبار للمتعلق بالدنيا أو قل للمتعلق بالطعام والشراب وباقي المفطرات ـ لو صح التعبير ـ أو قل بمعنى من المعاني أن الانسان لكثرة إنغماسه بالطعام والشراب قد يتعود على هذا النمط الدنيوي , فالصوم يذكره بآخرته , وان الدنيا ليست كل شيء , فيوماً للطعام ويوماً للصيام , أو يوم للدنيا ويوم للآخرة فمن إستطاع أن يجعل أيام الآخرة أكثر من أيام الدنيا فطوبى له وحسن مآب .
[/read]مقتدى الصدر
|
|
|