عرض مشاركة واحدة
قديم 30-08-2011, 08:24 AM   #1

 
الصورة الرمزية طالب رضا المعصوم

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 38
تـاريخ التسجيـل : Nov 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق . ارض المقدسات
االمشاركات : 6,391

افتراضي كلمة للشهيدة بنت الهدى الصدر _ لماذا ابتعدنا عن الإسلام!

لماذا ابتعدنا عن الإسلام..



أراني حريصة في لقائنا اليوم على أن أوجِّه ندائي هذا إلى كافة المسلمين بدافع من الغيرة الإسلاميَّة والأخوة الإيمانية، فأقول:



يا أيُّها الأخ المسلم الكريم! لقد أصبح الإسلام وديعة عندك وامانة لديك، وقد حرصت الرسالة الإسلامية على أن تكون لها مثلاً لنواميسها ومثلها، ومرآة لإشعاعها الخالد وكمالها المعجز، وقد شملك النداء السماوي: " كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيّته "، والرعاية تختلف باختلاف الظروف والحيثيات.



فاجهد أن تكون نِعْمَ الراعي الذي يمثّل جوهرة الدعوة الإسلاميَّة الخالصة ولا تنحرف بها عن ريقها المعبّد، ولا تفقدها روحها المعنوية التي أعجزت القرون، وأتعبت الأيام، واحرص على ان لا تضيف إليها هوامش من فكرك الخاص، أو عواطفك المحدودة، فإنَّها هي الرِّسالة السمحاء التي جاءت لإسعاد البشريَّة جمعاء، وأتت لترفع الثقل المقيت عن كواهل الإنسانيَّة عامَّة وعن المرأة خاصَّة!.



فقد انبثقت رسالة محمد (ص) لتمحق الحيف وتزيل الضّيم وتفكّ القيد الأثيم عن مخذول ومظلوم، وقد شملت إصلاحاتها المرأة المسلمة التي كانت رهينة لعادات همجيّة، وقوانين جائرة، وتحت سجن من القيود الظالمة الجاحفة.

فتعالى صوت المصلح الأوَّل (ص) مدوِّياً في الآفاق: " إنَّ الله لا يضيع عمل عاملٍ منكم من ذكرٍ وأنثى بعضكم أولياء بعض "، وتردَّد صوته (ص): " النِّساء شقائق الرِّجال "، فعند ذلك فقط نظر المجتمع إلى المراة نظرته إلى مخلوق بشري له مكانته اللائقة في الحياة! وله قدسيته في المجتمع الإنساني! وبوسعه لأن يفيد ويستفيد.

نعم، لم يحمِّلها الإسلام أعباء الجاهليَّة ولم يفرض عليها قيوداً قاسية، ولكنَّه صانها بأكرام من الحجاب يقيها شرَّ الذئاب وجعلها درَّة مصونة في الصداف. والأكرام لا تمنع انتشار عبق الزهور والصّدف لا يحجب تلألؤ الدرَّة البيضاء.

وكذلك الإسلام الحبيب، فلم يفرض على المراة المسلمة قيوداص تسحق شخصيتها كما تفعله القوانين الجائرة التي ترجع بكيانها القهقري إلى عهد الظلام والجهل، وقد قال حامل رسالته المقدّسة (ص): " طلب العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة "، وما ذلك إلا ليعدّها كما أعدّ الرجال للدفاع عن رسالتهم المباركة وليمكِّنها من تبيان ما خفي على الجهلاء من كمال الشريعة الإسلامية، فما الذي يدعوكم يا أنصار المرأة المتحرِّرة إلى مثل هذا الضجيج؟

وإلى المتزمتِّين أوجِّه خطابي: لماذا فرضوا على المرأة قيوداً وحدوداً لم ينزل الله بها من قرآن؟ فالضغط يولِّد الإنفجار، والتزمّت يدعو إلى النقمة على جميع الأمور الشرعية الضرورية، وقد ينأى بالمرأة عن تعاليم الإسلام الحقيقية لا سيّما إذا كانت ناشئة فتيّة، وفي هذا ما فيه أخطار تواجه فتياتننا المسلمات!

فإنَّ العقيدة أي عقيدة كانت لا تقوم إلا على أساس من الفهم والحب والمرونة لكي تكون راسخة ثابتة لا تطيح بها زوبعة، ولا تزعزعها كلمة سامّة مغرية.

فالله الله يا إخواني المسلمين لا تُدخلوا في روع فتياتكم أنَّهنّ أسيرات من جرَّاء كونهن مسلمات متمسِّكات بتعاليم محمد الرسول العظيم (ص)، فينظرن إلى المنحرفات المتحلِّلات نظرة السيرإلى الطّلق، فإنَّ افكثار في الشيء صنو الإقلال منه، والإفراط توأم التفريط.


فاسمعني يا أخي المسلم ولا تتحكّم مع ميولك، ولا تندفع وراء اهوائك تحت ستار من الدعوة إلى تطبيق الإسلام، فالإسلام سمح سهل لا يريد للمرأة إلا العزَّة والكرامة والمكانة اللائقة؛


فالإسلام مثلاً يفرض على المراة إطاعة زوجها وأبيها في بعض الأمور التي لا تتلاءم مع مصلحتها العامّة، ولكنَّه لم يجعل منها ألعوبة في يد الرّجل يفرض عليها سيطرته فرضاً بدافع من قرابة أو سموّ مكانة فيتحكّم بتصرّفاتها وحركاتها وسكناتها، وبهذا تزهد المرأة حتى في الطاعة المفروضة للأزواج والآباء.



فرجائي منك يا أخي المسلم أن تبذل قصارى جهدك لبثّ روح الإسلام الحقيقية في نفوس فتياتنا الحبيبات.

الشهيدة بنت الهدى الصدر

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
طالب رضا المعصوم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس