لابد للفرد من ان يعرف لماذا سمي الجهاد الاصغر بهذا الاسم ولماذا سمي الجهاد الاكبر بهذا الاسم
روي ما مضمونه : انه حين رجع اصحاب رسول الله (ص) من أحدى غزواته المهمة كبدر او احد , قال لهم (ص) (( رجعتم من الجهاد الاصغر وبقي عليكم الجهاد الاكبر )) قيل : وما الجهاد الاكبر يارسول الله ؟ قال (( جهاد النفس ))

اذا فجهاد النفس هو الجهاد الاكبر وجهاد الاعداء هو الجهاد الاصغر , لكن لماذا جهاد النفس هو الاكبر وجهاد الاعداء وهو الاصغر , الجواب يكون من عدة نقاط وهي الفرق بينهما :
1. ان العدو قد يموت بضربة او بضربتين . في حين ان النفس لا تموت بعشرات الضربات .
2. ان العدو يمكن ان تفارقه , فلا تراه ولا يراك . في حين لاتستطيع ان تفارق نفسك طرفة عين.
3. ان العدو قد تكون ضربته عليك خفيفة او يمكن تجنبها والابتعاد عنها وهذا غير ممكن بالنسبة الى النفس
4. ان العدو ذو وجه نظر معينة وراي واحد او عدد محدد من الآراء او الاقتراحات , في حين ان النفس تتدخل في كل شيء وتعطي رأيها في القليل والكثير .
5. إنك تحس ان العدو هو غيرك وانه منافسك وانه يريد بك الضرر . في حين لاتحس نفس الشيء لنفسك , بل هي انت فآراء نفسك هي آراؤك ولا يمكن ان تكون مضرة لان الفرد لايريد الضرر لنفسه .
6. ان العدو قد اتخذ رأيه بروية وتفكير وتعقل . في حين ان النفس تصر على بعض الامور لمجرد الهوى والشهوة ’ ومن هنا قيل : ان الشهوات لا عقل لها . بل تريد اشباع نفسها بكل صورة , ومن هنا تصدق الحكمة القائلة : عدو عاقل خير من صديق جاهل .
7. إنك ترى ان آراء عدوك ايا كانت فهي باطلة ومزعجة , في حين لاترى في آراء نفسك اية مناقشة او إزعاج لانها آراؤك او انت مقتنع بها وواثق بصحتها وراكن اليها .

فهذه عدد من الفروق بين جهاد النفس وجهاد الاعداء. ومن هنا لم يكن جهاد النفس مقنعا للكثيرين ولا يؤمنون به الاّالقلة القليلة من البشر .وكان من الصعب مقاومة النفس , الاّ الذي لديه الهمّة والعمل والتوفيق ... المصدر ( فقه الاخلاق الجزء الثاني ص178 باب الجهاد الفقرة الثالثة )