عرض مشاركة واحدة
قديم 31-12-2010, 04:35 PM   #1

 
الصورة الرمزية ابو احمد

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 35
تـاريخ التسجيـل : Nov 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 2,901

افتراضي من مواعظ امير المؤمنين

قال
الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام
لرجل سأَله أَن يعظه
لا تَكُنْ مِمَّنْ
يَرْجُو الآخِرَةَ بِغَيْرِ الْعَمَلِ، وَيُرَجِّي التَّوْبَةَ بِطُولِ الأَمَلِ،
يَقُولُ فِي الدُّنْيَا بِقَوْلِ الزَّاهِدِينَ، وَيَعْمَلُ فِيهَا
بِعَمَلِ الرَّاغِبِينَ، إِنْ أُعْطِيَ مِنْهَا لَمْ يَشْبَعْ، وَإِنْ
مُنِعَ مِنْهَا لَمْ يَقْنَعْ، يَعْجِزُ عَنْ شُكْرِ مَا أُوتِيَ،
وَيَبْتَغِي الزِّيَادَةَ فِيَما بَقِيَ، يَنْهَى وَلا يَنْتَهِي،
وَيَأْمُرُ بِمَا لا يَأْتِي، يُحِبُّ الصَّالِحِينَ وَلا يَعْمَلُ
عَمَلَهُمْ، وَيُبْغِضُ الْـمُذْنِبِينَ وَهُوَ أَحَدُهُمْ، يَكْرَهُ
الْـمَوْتَ لِكَثْرَةِ ذُنُوبِهِ، وَيُقِيمُ عَلَى مَا يَكْرَهُ الْـمَوْتَ
لَهُ، إِنْ سَقِمَ ظَلَّ نَادِماً، وَإِنْ صَحَّ أَمِنَ لاَهِياً، يُعْجَبُ
بِنَفْسِهِ إِذَا عوفِيَ، وَيَقْنَطُ إِذَا ابْتُلِيَ، إِنْ أَصَابَهُ
بَلاَءٌ دَعَا مُضْطَرّاً، وإِنْ نَالَهُ رَخَاءٌ أَعْرَضَ مُغْتَـرّاً،
تَغْلِبُهُ نَفْسُهُ عَلَى مَا يَظُنُّ، وَلا يَغْلِبُهَا عَلَى مَا
يَسْتَيْقِنُ، يَخَافُ عَلَى غَيْرِهِ بِأَدْنىَ مِنْ ذَنْبِهِ،
وَيَرْجُو لِنَفْسِهِ بِأَكْثَرَ مِنْ عَمَلِهِ، إِنْ اسْتَغْنَى بَطِرَ وَفُتِنَ،
وَإِنِ افْتقَرَ قَنَطَ وَوَهَنَ، يُقَصِّرُ إِذَا عَمِلَ،
وَيُبَالِغُ إِذَا سَأَلَ، إِنْ عَرَضَتْ لَهُ شَهْوَةٌ أَسْلَفَ الْـمَعْصِيَةَ
وَسَوَّفَ التَّوْبَةَ، وَإِنْ عَرَتْهُ مِحْنَةٌ انْفَرَجَ عَنْ
شَرَائِطِ الْمِلَّةِ، يَصِفُ الْعِبْرَةَ وَلا يَعْتَبِرُ، وَيُبَالِغُ فِي
الْـمَوْعِظَةِ وَلا يَتَّعِظُ، فَهُوَ بِالْقَوْلِ مُدِلٌّ، وَمِنَ
الْعَمَلِ مُقِلٌّ، يُنَافِسُ فِيَما يَفْنَى، وَيُسَامِحُ فِيَما
يَبْقَى، يَرَى الْغُنْمَ مَغْرَماً، وَالْغُرْمَ مَغْنَماً، يخشَى
الْـمَوْتَ وَلا يُبَادِرُ الْفَوْتَ، يَسْتَعْظِمُ مِنْ مَعْصِيَةِ
غَيْرِهِ مَا يَسْتَقِلُّ أَكْثَرَ مِنْهُ مِنْ نَفْسِهِ، وَيَسْتَكْثِرُ
مِنْ طَاعَتِهِ مَا يَحْقِرُهُ مِنْ طَاعَةِ غَيْرِهِ، فَهُوَ عَلَى
النَّاسِ طَاعِنٌ، وَلِنَفْسِهِ مُدَاهِنٌ، اللَّهْوُ مَعَ
الأغْنِيَاءِ أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنَ الذِّكْرِ مَعَ الْفُقَرَاءِ، يَحْكُمُ
عَلَى غَيْرِهِ لِنَفْسِهِ وَلا يَحْكُمُ عَلَيْهَا لِغَيْرِهِ، يُرْشِدُ
غَيْرَهُ وَيُغْوِي نَفْسَهُ، فَهُوَ يُطَاعُ وَيَعْصِي، وَيَسْتَوْفِي
وَلا يُوفِي، وَيَخْشَى الْـخَلْقَ فِي غَيْرِ رَبِّهِ، وَلا يَخْشَى
رَبَّهُ فِي خَلْقِهِ.



قال الشريف الرضي
(ره):

لو لم يكن في هذا
الكتاب ـ نهج البلاغة ـ إلا هذا الكلام لكفى به موعظةً ناجعةً، وحكمةً بالغةً،
وبصيرةً لمبصر، وعبرةً لناظر مفكّر.

 

 

 

 

 

 

 

 

توقيع »
ابو احمد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس