الموضوع: روح الله فاطمة
عرض مشاركة واحدة
قديم 16-09-2011, 10:57 PM   #4

 
الصورة الرمزية أبو الفضل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : Aug 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,427

افتراضي رد: روح الله فاطمة

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
الاخت في الله ام علي رعاكم الله وسدد خطاكم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في البدئ اشكر لك مشاركاتك ومساهماتك معنا واتمنى عليكم الدقة في ايصال المطلب وعدم الخوض في الامور الباطنية فانها سلاح ذو حدين
لايتقن التعامل معه الا اهله واتخاذ طريق الدليل العقلي والنقلي لأثبات ما تطرحونه من امور لكي لانقع في المحذور فان تلك المطالب كما اسلفت
لها حدان فأما ان يوضح المطلب للمتلقي بالدليل التام او انه يصله دون دليل فيولد شبهة قد تودي بعقيدته لاسامح الله عندها نكون مصداق للقول
( كسرته وعليك جبره ) فكيف بنا ان لم نكن نحسن التجبير ؟؟
هذا من ناحية ومن ناحية اخرى اننا لم نرى ان احداً من علماءنا خاض بهذا الامر الا لطلابهم ومريديهم الذين على مستوى من القابل يؤهلهم لتحمل تلك المطالب
وليس في كل وقت ولا في كل مكان كيف ونحن في منتدى عام يرتاده الصغير والكبير ومن هم على مستويات مختلفة في العلم والمعرفة ؟
ورغم اني متيقن من حسن نيتك وحسن سريرتك التي من خلالها تريدين نفع غيرك من اخوتك واخواتك الا اني لابد من ان اشير الى جملة مما ورد في الموضوع .
راجياً منك تقبل ما سأطرحه بروح الاخوة في الله وطلباً للمعرفة كوني لاادعي على الاطلاق صفة في هذا المجال الا صفة التعلم .
ومن جملة الامور تلك هي :


اقتباس:
بداية أقول كل ما موجود في الكون له روح


اولاً : جاء قولك هذا وكانه مسلماً ,, !!
وهو مما لادليل عليه نقلاً او عقلاً ففي الكون اشياء كثيرة لاتعد ولاتحصى من غير ذوات الارواح
كالجمادات . وانت اجزمت ان كل مافي الكون له روح !!

ثانياً : جعلت لله صفة الأبُوة بقولك ( والله هو ابو الوجود كله ) !!
وسبحان الله وتعالى عما يصفون وهو الله الاحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً احد . كما جاء في سورة الاخلاص
ولم ترد هذه الصفة لافي القرآن ولا في الحديث ولا في الرواية .

ثالثاً : وهنا طامة كبرى بان جعلت لله روحاً واستدليت على انه له روح بالآية المباركة من سورد الحجر

اقتباس:
بان الله جل وعلى جعل له روح تمثله وهذا يعني بان الله خلق له روح قد يسال سائل كيف يكون لله روح ؟ !
الدليل على هذا الكلام قوله تعالى في سورة الحجر أية( 29 )
(فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين ) فالواضح من الآية إن كلمة روحي هي تعود إلى الله سبحانه وتعالى


والحقيقة ان مبحث الروح مبحث واسع ولكن لابأس ان نورد ماجاء في معنى ورودها للفائدة ما يلي :
جاء في لسان العرب لأبن منظور ( غاية ما قيل في الروح : إنها ما يقوم به الجسد ، ويقوى على الإحساس والحركة والارادة ، ولفظها في اللغة يذكر ويؤنث) انتهى
وتكرر ذكر الروح في مواضع عديدة في كتاب الله وفي مختلف السور مكيها ومدنيها . ومنها

1 : الروح التي هي سبب الحياة .

{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء : 85]
وللمفسرين في هذه الاية المباركة عدة اقوال اظهرها وأؤكد على كلمة اظهرها .
أن المراد بها روح الحيوان التي بها قوام الجسد كما جاء في تفسير مجمع البيان
حيث يدعم هذا القول سبب النزول وبعض الحديث الوارد عن اهل بيت النبوة سلام الله عليهم .
فقد روى أبو بصير عن أبي جعفر الباقر ، أو أبي عبدالله الصادق عليهما السلام قال :
سألته عن قوله تعالى : ( وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ... ) ما الروح ؟ قال : « التي في الدواب والناس » . قلت : ما هي ؟ قال : « هي من الملكوت من القدرة »
تفسير العياشي
ويستفاد من أقوال المفسرين في معنى قوله تعالى : ( قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) عدّة معانٍ ، أشهرها :
الأول : أنه صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن ماهية الروح ، فأجابت الآية بكون الروح من سنخ الأمر ، ثمّ عرّف سبحانه أمره في قوله :
( إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ * فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ )
سورة يس
فبيّن أن أمره تعالى من الملكوت ومن القدرة ، وهو قوله للشيء (كن) ، وهي كلمة الايجاد والحياة التي يلقيها إلى الأشياء فتكون ويحييها بمشيئته ،
دون توسط الأسباب الكونية الأخرى بتأثيراتها التدريجية ، ومن غير اشتراط قيد الزمان والمكان ، ويدلّ عليه قوله تعالى : ( وَمَا أَمْرُنَا إِلاَّ وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ )
سورة القمر
فاتضح أن الآية قد بينت أنّ ماهية الروح من سنخ الأمر ( تفسير الميزان )

الثاني : أنه صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن ماهية الروح ، فأجابت الآية : ( الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) أي مما استأثر ربي بعلمه ، ولم يُطلع عليه أحد الكشاف / الزمخشري

الثالث : أنه صلى الله عليه وآله وسلم سئل عن الروح ، أهي قديمة أو حادثة ، فأجابت الآية : ( الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي ) أي من فعله وخلقه ،
فأراد أن الروح حادثة تحصل بفعل الله وتكوينه وإيجاده
( تفسير الرازي )
ويساوق معنى الروح في الآية المتقدمة ، قوله تعالى في خلق آدم عليه السلام : ( فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ) ( سورة الحجر ) ،
وقوله تعالى في خلق عيسى عليه السلام : ( فَنَفَخْنَا فِيهَا مِن رُّوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِّلْعَالَمِينَ ) (سورة الانبياء ) .
وقوله سبحانه : ( إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ) ( سورة النساء ) ،
فالروح هنا تعبير عن القوة الخفية التي بها سرّ الحياة ، وعن سرّ الروح الالهي الذي يحوّل الجماد إلى كائن حيّ ،
وقد خصّ تعالى روح آدم وعيسى عليهما السلام بالذكر ، لأن خلقهما على غير جري العادة في سائر الخلق ،
وأضاف لفظ الروح إليه سبحانه إضافة تشريفية تعبّر عن الاختصاص بالإكرام والتبجيل والتعظيم ، كما أضاف البيت إليه في قوله : ( وَطَهِّرْ بَيْتِيَ )
حيث جاء على لسان جملة من علماءنا هذا المعنى منهم الشيخ المفيد .

2 : الروح بمعنى جبرئيل عليه السلام .

قال تعالى : ( فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَراً سَوِيّاً ) ( سورة مريم ) والمراد به جبرئيل عليه السلام ( حسب تفسير القمي ) ،
ووصفه تعالى بالأمانة والطهارة في قوله تعالى : ( نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الاََْمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ ) ( سورة الشعراء )
وقوله تعالى : ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ ) ( سورة النحل )
وجاءفي تفسير القمي عن الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام في تفسيرها أنه قال : « هو جبرئيل ، والقدس الطاهر »
اما إضافة الروح إليه سبحانه في الآية الاُولى فيقول العلامة الطبأطبائي في تفسير الميزان للتشريف مع إشعار بالتعظيم


3 : الروح مخلوق اعظم من الملائكة .

يبدو من الآيات والروايات أنه مخلوق سماوي رفيع المكانة عند الله سبحانه ، وأنه تعالى يوكل إليه المهمات المرتبطة بالغيب والوحي ،
بمفرده أو مع الملائكة ، في الدنيا أو في الآخرة ، قال تعالى : ( يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلأئِكَةُ صَفّاً لاَّ يَتَكَلَّمُونَ ) ( سورة النبأ ) ،
وقال : ( تَنَزَّلُ الْمَلأئِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِن كُلِّ أَمْرٍ ) (سورة القدر )
ووصف هذا المخلوق في الروايات بأنّه خلق أعظم من الملائكة ( بصائر الدرجات ) أو ملك أعظم
من جبرئيل وميكائيل ـ
كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو مع الأئمة عليهم السلام ( تفسير القمي )
وجاء في الكافي للكليني رحمه الله وعن أبي بصير ، عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام في قوله تعالى : ( وَكَذلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنَا... ) ( سورة الشورى )
قال : « خلق من خلق الله ، أعظم من جبرئيل وميكائيل ، كان مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يخبره ويسدّده ، وهو مع الأئمة من بعده »



4 : الروح بمعنى الايمان :

قال تعالى : ( وَأَيَّدَهُم بِروحٍ مِنْهُ ) وقد روي في الكافي عن الإمام الباقر والصادق عليهما السلام أنّ المراد بالروح في هذه الآية الإيمان
وعن أبي بكير ، قال : قلت لأبي جعفر عليه السلام في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : « إذا زنا الزاني فارقه روح الايمان ؟ »
قال عليه السلام : « هو قوله تعالى : ( وَأَيَّدَهُم بِروحٍ مِنْهُ ) ذلك الذي يفارقه »
وروي في قرب السناد للحميري عن الإمام الصادق عليه السلام نحوه .
وقيل في تفسير الميزان للطبأطبائي : إن كلامه تعالى على ظاهره يفيد أن للمؤمنين وراء الروح البشرية التي يشترك فيها المؤمن والكافر روحاً اُخرى تفيض عليهم حياةً اُخرى ،
وتصاحبها قدرة وشعور جديدان ، وإلى ذلك يشير قوله تعالى : ( أَوَمَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَثَلُهُ فِي
الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا )


5 : الروح بمعنى الكتاب والنبوة :

قال تعالى : ( يُنَزِّلُ الْمَلأئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ )
وقال تعالى : ( يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ )
وروي عن الإمام الباقر عليه السلام في الآية الاُولى قال : « بالكتاب والنبوة » ( حسب تفسير القمي )
وقيل : ( في تفسير الرازي ) إنما اُطلق لفظ الروح هنا على النبوة والدين والوحي وغيرهما مما تحصل بها حياة الأرواح والعقول ،
لأن بها تحصل معرفة الله تعالى ومعرفة ملائكته وكتبه ورسله ، والأرواح إنما تحيا بهذه المعارف
.

وهناك امور اخرى اترك للأخوة مناقشتها فقد طال المقال مع الاعتذار للأطالة تلك

 

 

 

 

 

 

 

 

أبو الفضل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس