الاعلمية ومحمد محمد صادق الصدر(قدس)
بسمالله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
تعرض السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر (قدس) لأسئلة عديدة وعتراضات من داخل الحوزة وخارجها ومن هذه الاعتراضات كانت حول الاعلمية
فطرح علية هذا السؤال:
السؤال / لماذا تصرح بأعلمية نفسك وقد اعترض على هذا الكثير حيث ان هذا غير مالوف في تاريخ المرجعية الا يدخل هذا ضمن ( الانا ) مما يخل بالعدالة وحاشاكم؟
فقالا المولى المقدس : بسمه تعالى :- من عدة وجوه :
اولاً : ان سائر المراجع ديدنهم اثبات اعلميتهم بلسان حالهم وان لم يصرحوا بذلك بلسان مقالهم . وذلك فيما اذا كان المرجع يذهب الى وجوب تقليد الاعلم – كما هو المشهور – ومع ذلك طبع رسالة عملية وعرض نفسه للتقليد فلو لم يكن اعلم لكان ذلك محرماً عليه لانه لا يرى نفسه مصداقاً له .
اذن نفهم من رسالة وفتواه انه يرى نفسه الاعلم .
ثانيا: ان سائر المراجع وخاصة الجيل المتأخر من السابقين منهم كانوا يدخلون الى المرجعية من زاوية قوة وسيطرة وكانوا في غنى عن هذا التصريح الشخصي لانفسهم بتصريح اصحابهم عنهم . أما أنا فقد بدأت مرجعيتي من نقطة الصفر اجتماعياً وحوزوياً وكانت تواجه مصاعب كثيرة ، ولم يكن لي اصحاب بمقدار الكفاية . فكأن لابد لي ان تكفل بذلك بنفسي .
ثالثا: ان هذا التصريح يكفي بنحو الهداية ، كما اعتقد ، لاخراج الشيعة ، من حيرتها وضلالتها ، لو صح التعبير ، الى معرفة ما هو الصحيح والمعتبر شرعاً . فانه خير لهم من ان يدخلوا في اوهام لا طائل تحتها .
رابعا: ان ما يخل بالعدالة هو عمل المحرم اياً كان ، والعياذ بالله ، اما بيان الاعلمية فليس جرماً ولا حراماً ، لاني صادق فيما اقول . ولا اقل من مطابقة قولي لاعتقادي فاكون معذوراً امام الله سبحانة فلا يخل بعدالتي . واتذكر قبل فترة قال لي شخص من الشباب الواعي الجريء: يقولون انه لا يجوز للفرد ان يقول : انا عالم .
قلت له : فضلاً عن ان يقول : انا عالم فيكون مشركاً .
قال: نعم .
قلت له : فان الطالب الذي تخرج من الابتدائية اكثر فهماً ام الطالب الذي تخرج من الاعدادية ؟
قال: بل الذي تخرج من الاعدادية .
قلت : اذن قد اشركت حسب قولك ، واضعت قولي : اخي ، ان هذا انما هو تعبير عن واقع المستويات المعلومة للانسان بالقياس الى غيره . وليست المسألة بالقياس الى الله سبحانة لكي يكون مخلاً من الناحية الاخلاقية او محرماً . وانما هو لمجرد قياس بعض الناس البعض وهو امر عرفي عام . بان نقول : فلان اثرى من فلان او اصح جسماً او اذكى او اعلم او افهم وغير ذلك : وهذا الايراد به الا تحقيق موضوع الحكم الشرعي .
خامساً: انني حين ادعيت الاعلمية ، لم اترك ذلك عشوائياً وانما دعمت ذلك بالادلة فان كان من المراجع ( ادام الله ظلالهم ) من يدعم دعواه بالادلة فليفعل ، جزاهم الله خيراً .
الدليل الاول: درسي في علم الاصول فانني اعتقد ان علم الاصول هو الاهم في الحوزة الشريفة خاصة وفي الفكر الامامي الظاهري عامة . لما فيه من العمق والسعة والنظريات الكثير المعمقة في كثير من الحقول والمعارف ، وان لنا في الحوزة الشريفة حرية الداراسة ، فالطلاب الذين يكونون على مستوى حضور بحوث الخارج لهم ان يحضروا في دروس كل العلماء ولا يستطيع احد ان يمنعهم عن ذلك .
التعديل الأخير تم بواسطة المقاتل ; 02-08-2012 الساعة 01:52 AM
|