اعلم أن هذا الكلام وما تقدم يدل إنهم كانوا محتاجين إليه عليه السلام
في التدبير وإصلاح الامور التي يتوقف عليها الرئاسة والخلافة ، فهو عليه السلام كان أحق بها وأهلها وكانوا هم الغاصبين حقه ، وأما إراءتهم مصالحهم فلا يدل على كونهم على الحق ، لان ذلك كان لمصلحة الاسلام والمسلمين لا لمصلحة الغاصبين ، وجميع تلك الامور كان حقه عليه السلام قولا وفعلا وتدبيرا فكان يلزمه القيام بما يمكنه من تلك الامور ، ولا يسقط الميسور بالمعسور .
حيث ورد عنه عليه السلام : ( لقد علمتم أني أحق الناس بها من غيري ، ووالله ، لأسالمن ما سلمت امور المسلمين ولم يكن فيها جور إلا علي خاصة
اما بخصوص ما اورده المرتضى من رسالته عليه السلام الى معاويه فاقول
أن الامام علي احتج على معاوية بما التزم به هو ونظراؤه ويقول له : ان بيعتي بالمدينة لزمتك يا معاوية وأنت بالشام ، كما التزمت ببيعة عثمان بالمدينة وأنت بالشام ، وكذلك لزمت بيعتي نظراءك خارج المدينة كما لزمتهم بيعة عمر في المدينة وهم في أماكن أخرى . هكذا يلزمه الامام علي بكل ما التزم به هو ونظراؤه من مدرسة الخلافة يومذاك ، وهذا وارد لدى العقلاء ، فانهم يحتجون على الخصم بما التزم به هو ، هذا أولا . وثانيا قوله فإذا اجتمعوا على رجل فسموه اماما ، كان ذلك لله رضا فانه قد ورد في بعض النسخ كان ذلك رضا أي كان لهم رضا ، على أن يكون ذلك باختيار منهم ولم تؤخذ البيعة بالجبر وحد السيف . وعلى فرض أنه كان قد قال كان لله رضا نقول : نعم ، ما أجمع عليه المهاجرون والانصار بما فيهم الامام علي والامام الحسن والامام الحسين وعمار وابي ذر وسلمان والمقداد وهم من جملة المهاجرين والانصار اذن لم يجتمع كل المهاجرين والانصار حتى يكون لله فيه رضا .؟!!وأخيرا لست أدري كيف استشهدوا بهذا القول من نهج البلاغة ونسوا أو تناسوا سائر أقوال الامام التي نقلها الشريف الرضي أيضا في نهج البلاغة مثل قوله في باب الحكم : لما انتهت إلى أمير المؤمنين عليه السلام انباء السقيفة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال عليه السلام : ما قالت الانصار ؟ قالوا : قالت : منا أمير ومنكم أمير ، قال عليه السلام : فهلا احتججتم عليهم بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وصى بأن يحسن إلى محسنهم ، ويتجاوز عن مسيئهم قالوا : وما في هذا من الحجة عليهم ؟ فقال عليه السلام : لو كانت الامارة فيهم لم تكن الوصية بهم ! ! ثم قال عليه السلام : فماذا قالت قريش ؟ قالوا : احتجت بأنها شجرة الرسول صلى الله عليه واله ، فقال عليه السلام : احتجوا بالشجرة ، وأضاعوا الثمرة. وقوله - أيضا - في باب الحكم : وقال عليه السلام : واعجباه أتكون الخلافة في الصحابة والقرابة . قال الرضي : وله شعر بهذا المعنى : فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم * فكيف بهذا والمشيرون غيب وان كنت بالقربى حججت خصيمهم * فغيرك أولى بالنبي وأقرب وأجمع أقواله في هذا الباب ما وردت في الخطبة الشقشقية " خ : 190 " التي قال فيها عليه السلام : " أما والله لقد تقمصها ابن أبي قحافة وهو يعلم أن محلي منها محل القطب من الرحى ينحدر عنى السيل ولا يرقى إلي الطير ، فسدلت دونها ثوبا ، وطويت عنها كشحا . وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ، ويشيب فيها الصغير ، ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه فرأيت أن الصبر على هاتا أحجى فصبرت وفي العين قدى ، وفي الحلق شجا أرى تراثي نهبا ، حتى مضى الاول لسبيله ، فأدلى بها إلى فلان بعده ثم تمثل بقول الاعشى " . شتان ما يومي على كروها * ويوم حيان أخي جابر فيا عجبا ! ! بينا هو يستقيلها في حياته إذ عقدها لآخر بعد وفاته ، لشد ما تشطرا ضرعيها فصيرها في حوزة خشناء يغلظ كلامها ، ويخشن مسها ، ويكثر العثار فيها ، والاعتذار منها ، فصاحبها كراكب الصعبة إن أشنق لها ... الى اخر كلامه.
ام هل تريد تخالف امر رسول الله صلى الله عليه واله في تنصيبه عليه السلام يوم غدير خم
التعديل الأخير تم بواسطة ابو احمد ; 26-01-2011 الساعة 10:27 AM
|