عرض مشاركة واحدة
قديم 18-09-2011, 10:53 PM   #2

 
الصورة الرمزية أبو الفضل

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 1
تـاريخ التسجيـل : Aug 2010
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : العراق
االمشاركات : 5,427

افتراضي رد: ما الذي يميز مرجعية السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدس سره

اللهم صل على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن عدوهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسلم اخ ابو كوثر على موضوعك الرائع والمحفز فعلاً لاسيما ونحن نعيش ايام الذكرى الأليمة والفاجعة العظيمة .
بدءاً الكلام عن السيد الشهيد محمد الصدر بصورة عامة ومرجعيته بصورة خاصة له شجون خصوصاً للذين عاشوا تلك المرحلة من حياته رضوان الله تعالى عليه
والوقوف على ابعاد فكره او الالمام بسعة معرفته امر يصعب على مثلي .
لكنه يمكن ان نجمل تلك المميزات في عدة نقاط بعد التوكل على الله سبحانه ...
حيث تتميز مرجعية السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدست نفسه الزكية بما يلي :
اولاً : البعد التربوي الاخلاقي ..
فأنه ولما يملك من خزين معرفي عملي وسمو في الروح الذائبة في الخالق العظيم واخلاص له جل شأنه اضاف للحوزة عموماً ولمرجعيته خصوصاً فيض من تلك الروح مما جعل منه مرجعاً ذا سلطة روحية على من حوله اتسعت تلك السلطنة من خلال ناطقيته التي هي ميزة اخرى الى كل من سمعه او رآه وبذلك يشعر كل من اقترب منه وكانه ضميره الذي يؤنبه على الدوام فهو يخاطب النفس لأنه العارف بها والغائص في معرفتها فحرك لدى الفرد هذا البعد الاخلاقي بعد ان تراكم غبار النفس الامارة وادران التشبث بالدنيا وملذاتها على النفوس فاحدث هزة في ضمير الامة بجميع مستوياتها وخصوصاً عند الشباب مضافاً الى ان معرفته تلك وقربه لله تعالى جعل منه العارف باوضاع الامة من خلال قراءته الموضوعية للأحداث القادمة التي ستقع عليها فهيأ مقدمات التصدي واولها التسلح بالمعرفة العقلية والاخلاقية التي تؤهل الفرد لمعرفة مخططات الشيطان واتباعه .
ثانياً : البعد العلمي الواضح والغزير .
فانه لايشك الداني والقاصي بعلمية هذا الرجل وسعة معرفته وطول افقه الفقهي وهذا مما زاد من اهليته لأن يتصدى للمرجعية في زمن لايخلو من علماء فطاحل عاصروه فاضاف لمرجعيته التي هي امتداد للحوزة الغير كلاسيكيية بعداً اتسم بايجاد ابواب جديدة كانت حافزاً لكل طلاب حوزته بان يكون هدفهم الاجتهاد وليس اخذ الدرس للتعلم فحسب فحفز في الحوزة وفي طلابها ادراك تلك المسؤولية.
ثالثاً : ربط المجتمع بالحوزة :
وهذا من الامور التي استصعبت على من قبله من المراجع كون الامة وصلت الى حال يرثى لها بعد ان تمرس الطغاة على مر التاريخ بتهميش دور الحوزة من جانب وابعاد المجتمع عن الدين الحنيف من خلال ممارسات تعسفية واعلامية واخلاقية من جانب اخر . ادت الى تهتك المجتمع وابعاد نظره الى مبادئ الدين الحنيف عبر شعارات التحضر والتقدم والتشبه بالغرب الذي حاولوا من خلالها ان يوهمو الامة بان تلك المجتمعات هي التي تمسك بعجلة التطور مستغلين سيطرتهم على المؤسسات الاعلامية الدولية ..فنرى في زمن مرجعيته وصل الفرد في المجتمع يرى ان السيد الشهيد هو القائد وهو المحرك بل لابد من استشارة الحوزة في الصغيرة والكبيرة بعد ما ركز هذا المفهوم لدى الافراد من خلال شعار ( لاتقولوا قولاً ولا تفعلوا فعلاً الا بعد الرجوع للحوزة ) ..
رابعاً : تصحيح المسار الحقيقي لقضية الامام المهدي عجل الله فرجه :
حيث اعطى قدست نفسه لهذا الامر بعداً جديداً لمرجعيته من خلال ربط الافراد بامامهم الغائب وطرح مفهوم كان غائباً قبله وهو ان العمل العبادي من فعل الواجبات وترك المحرمات وان كان جزء من تكامل الفرد اتجاه امامه الا انه ليس وحده كاف دون الارتباط بالأمام والعمل الدؤوب لتهيئة مستلزمات النصرة على المستوى النفسي والاخلاقي والتعبوي ولعل هذا الامر اهم ما ميز مرجعيته رضوان الله تعالى عليه فاصبح الفرد يربط كل قضاياه الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بقضيته المصيرية الاولى التي خلق من اجلها والتي وضف لها الله جل جلاله جهود الانبياء والمرسلين والمصلحين على طول امتداد البشرية من آدم سلام الله عليه والى يومنا هذا .
خامساً : تفرد مرجعيته ببناء المجتمع المسلم وليس الحكومة المسلمة :
فانه كان يرى انه لامعنى ان يكون نظام الدولة مسلماً دون ان يكون المجتمع محب للأسلام وللشريعة الاسلامية وراغب في تطبيقها فانه مهما حاولت الدولة التغيير في المجتمع من خلال قوانينها
فان الفرد ينفر على الدوام كونه لايملك المقدمات التي تؤهله للتغير فأن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم .
خامساً : قوة القلب والسير نحو الشهادة بخطى ثابتة
وهذه ميزة حسينية واضحة رسمت بعداً عملياً لقضية الحسين عليه السلام فكل مايقوله السيد الشهيد من شعارات
كان له تطبيق في الواقع العملي واول ما يطبقه هو على نفسه رضوان الله عليه وبذلك اخذت مرجعيته مداها الخالد كونها اكتسبت من حركة الحسين مصداقاً عملياً فلم نرى مكتب لمرجع على الاطلاق يبقى ناهضاً بمهام عمله الحوزوي بعد استشهاد المرجع الا في مرجعية السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر قدست نفسه الزكية ..
هذا مجمل ما تميزت به مرجعية ولينا الممهد الاكبر السيد الشهيد محمد الصدر .
واترك المجال للأخوة والاخوات للأدلاء بدلوهم واعتذر للأطالة
هنا لابد من كلمة شكر للحبيب ابو كوثر للموضوع الرائع فعلاً فالشكر لك حبيبي وجزاك الله خير جزاء المحسنين
وآخر دعواي ان الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين وعجل فرجهم والعن عدوهم

 

 

 

 

 

 

 

 


التعديل الأخير تم بواسطة أبو الفضل ; 18-09-2011 الساعة 11:10 PM
أبو الفضل غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس