عن السيد القائد ( مقتدى الصدر) دام عزه يقول : فما كنت لأرافع عيني الآ ورأيته عابداً
زاهداً أو قارئاً أو كاتباً ،فأذا أستيقظت ليلاً وجدته يتهجد ، وان جلست من نومي فجراً
وجدته راكعاً لربه شاكراً ، فاني لم أجده لواجب قد ترك ، أو لمحرم قد فعل ، أو مكروه
قد عمل ،أو لمستحبً متمكن منه قد هجر ، قد كان لله ذاكراً، ولحبه عاشقاً ، وله طالباً ،
وبذكره وذكر نبيه لاهجاً ، فكم من شعر بذكر الله منه قد حفظت ، وبمدح النبي وآله قد
سمعت .
فأني أشهد بعد ذلك بعصمة له ثانوية والله على ما أقول شهيد فلا التقديس كثير عليه
ولا المدح به كثير ، فمدحي لمثله يطول ، اذا أخطأنا نبهنا ، وان فعلنا الصحيح أثابنا
بكلام هو أعز من الدنيا ومن فيها ، يغضب في مورده ويفرح في مورده ، فهو بين
ذلك قوام ، شديد ضد الباطل مؤيد للحق لا يفرق بين أحد منا وكأننا واحد الا بالتقوى
بطبيعة الحال ، فان أكرمكم عند الله أتقاكم .
لم أجده لأمور الدنيا طالباً وليس لنا مسخراً ، فان أراد شيئاً قام به بنفسه ، لم يجعل
منا له تابعين أو له خادمين ، الا اننا بذلك نتشرف وله نتقرب ، اذا مسنا الخوف كان
شجاعاً ، واذا مسنا الجوع كان كريماً ، والى الحق هدانا وللصلاح سوانا ، بل أكثر
من ذلك فأنه لا يتكبر على أحد منا ،فكم وجدته لأعمال المنزل قائماً ولواجباته عاملاً
لكن كل هذا لا يلهيه عن ربه ، فهو ان عارضته بصلاته غضب ، أو بطهارته
وعبادته غضب ، فلا يسمح لأي مخلوق أن يتعدى على علاقته مع الله وتجده اذا انقطع
لربه وكانه رفع مكاناً علياً ، فاذا توضأ كان منقطعا ، وان صلى كان البيت يشع نوراً
ووهجا ، واذا صام ملأ العالم خيرا ، واذا قرأ القرآن وجدته ، خاشعاً ، وما كان منك الا
أن تسمع همسا ، لأنك لصوته سامع وللقرآن خاشع ، وكأنك لم تسمع قرآنا من قبل .
اذا أصابنا البلاء شكر ، واذا وقع الجلاء حمد . وما من مشكلة في البيت اِلا حلها ، ومن
من مصيبة اِلا وهونها ، والله يعلم أن وجوده للمشاكل ناقض ، ونفسه بيننا للباطل داحض
فكل الخير يدينه وكل الباطل يقصيه .
السلام عليك يا سيدي يوم ولدته ويوم أستشهدته ويوم تبعث حياً .
ورحمة الله وبركاته
-----------------------